شهدت الخمس عشرة سنة الماضية “فورة” كبيرة في ظهور مذيعات على الساحة الإعلامية إستطعن تحقيق نجومية واسعة وحصلن على قاعدة جماهيرية كبيرة فاقت شهرة النجمات ليصبحن الرقم الصعب في القنوات اللواتي ظهرن عبرها، وشكّلن في فترة من الفترات ظاهرة ومثالاً يحتذى به، وتربّعن لفترة على القمة .
لكن على الرغم من جماهيرية ونجومية تلك المذيعات لوحظ في السنوات الأخيرة خفوت نجمهن واختفاء بعضهن عن الشاشة
وتحوّل بعضهن إلى مجرد اسم. وساعد على تحول الضوء عن هؤلاء المذيعات دخول الفنانات على الخط حيث اتجهن إلى تقديم البرامج سعيًا وراء الشهرة والمكسب المادي، لتقبع بعض المذيعات على الرغم من خبرتهن في البيت او لتطل عبر قنوات لا تحظى بشعبية كبيرة.
على عكس بعض المذيعات اللواتي لم يحققن شهرة عريضة وشعبية إلا أنهن بقين مستمرات في تواجدهن، على الرغم من تواضع البرامج التي يقدمنها… إلا انهن استطعن الحافظ على تواجدهن وتحقيق بعض النجاح .
رانيا برغوت دون دلال
تعتبر المذيعة اللبنانية رانيا برغوت من أبرز الاسماء الإعلامية التي حققت شهرة واسعة
مع بداية البث الفضائي عبر قناة “أم بي سي” استطاعت أن تكون المذيعة الأولى في محطة “أم .بي .سي” وحققت نجاحًا وشعبية كبيرين لدى شريحة واسعة من الناس وكانت مدللة في المحطة و”طلباتها أوامر” . اشتهرت رانيا بتقديم برنامج “ما يطلبه المشاهدون” والذي حقق في ذلك الوقت نجاحًا كبيرًا، ثم تعرضت بعد ذلك لعدد من الظروق القاسية حيث توفيت والدتها بعد معانتها مع المرض ثم تعرض والدها للقتل مما سبب لها ظروفًا نفسية قاسية، أثَّرت على ظهورها الإعلامي وغابت فترة من الوقت ، لتنتقل إلى قناة أبو ظبي وقطر ثم عادت ثانية إلى “ام بي سي” لكن عودتها لم تكن بمستوى ما كانت عليه في السابق، إذا انها في ذلك الوقت لم تعد وحدها “المدللة” في القناة فقد ظهرت رزان مغربي لتزيح البساط من تحت قدميها وتنال رضا المشاهدين وخصوصًا في الخليج .
رانيا التي تعتبر من أجمل الوجوه الإعلامية لم تستطع ان تبقى نجمة البرامج ولم تتمكن من الحصول على فرصة تقديم برنامج وحدها إذا تطل منذ سنوات عبر شاشة “ام .بي.سي” وتشارك ثلاث مذيعات اخريات في تقديم برنامج “كلام نواعم. الذي يحظى في السعودية بنسبة مشاهدة عالية بينما لا يحظى بإقبال كبير عربيًا ولبنانيًّا .
نشوى الرويني و”مساء الخير ياعرب”
حققت المذيعة المصرية
نشوى الرويني قاعدة جماهيرية عبر برنامج “مساء الخير ياعرب” الذ ي كانت تقدمه على شاشة “ام بي سي” ودخلت قلوب المشاهدين بعفويتها وإبتسامتها القربية من القلب ، لتعلن بعد سنوات اعتزالها العمل الإعلامي لإنشغالها بإدراة شركتها” بيراميديا” التي اسستها مع عدد الشركاء وهي شركة متخصصة في مجال انتاج البرامج والأفلام السينمائية وتعتبر الوكيل الوحيد والحصري للممثلين العرب في الأفلام الأميركية والأجنبية، كما توفر الشركة خدمات متكاملة لإنتاج الأفلام السينمائية والوثائقية والبرامج بأنواعها. لكن يبدو أن نشوى عاودها الحنين للعمل كمذيعة تطل عبر الشاشة، فإختارت أن تطل عبر شاشة “دبي” في برنامج إجتماعي ” مع نشوى ” تحاكي فيها المذيعة الإميركية “أوبرا وينفري”
وأيضًا عودتها لم تكن هي الأخرى بمستوى ما بدأت عليه، إذ انحصر جمهورها فقط ضمن دولة الإمارات العربية، وتعتبر قناة دبي على الرغم من شهرتها قناة محلية لا تحظى بمتابعة عربية كبيرة . لتدخل نشوى هي الأخرى ضمن المذيعات اللواتي خف بريقهن ولم يعدن يحظين بنجومية كالسابق.
فرح بن رجب و”لغيرة المذيعات فعل الخنجر”
المذيعة التونسية
فرح بن رجب أستطاعت أن تخطف الأضواء وتحقق شعبية كبيرة وان تنافس المذيعات اللبنانيات في وقت كانت المذيعة اللبنانية هي المفضلة . فرح أو “فروحة” كما يناديها معجبوها تألقت على شاشة “أية ار تي” عبر برنامج “وراء الأضواء” الذي كانت تنقل عبره كواليس تصوير الكلبيات ، وبرنامج” كولاج” فجأة اختفت أو “أبعدت قصرًا” عن الشاشة بعد أن تم إغلاق محطة “اي ار تي” موسيقى لتتحول إلى تلفزيون روتانا، حيث طلب منها بعد أن كانت تقدم برنامجين ناجحين أن تشارك بتقديم برنامج “شبيك لبيك” والذي تكتفي فيه بإستقبال إتصالات المشاهدين فرفضت ذلك لتخرج من روتانا ومن “سباق” المذيعات وقيل وقتها إن سبب خروج فرح من روتانا هو غيرة مذيعة أخرى منها سعت بكل الطرق لإستبعادها .
فرح التي خرجت وهي تحمل غصة في قلبها ، لتغيب عن الشاشة فترة قبل أن تشارك في برنامج “الوادي” الذي عرض شاشة “ال .بي .سي” على أمل أن تعود مجددًا للشاشة، وحُكي عن احتمال تقديمها برنامجًا عبر “ال .بي .سي” لكنه بقي طي النسيان. ثم عادت منذ عام إلى تقديم برنامج “ستار ونص” على قناة “أبوظبي” ثم برنامج “The Manager”، الذي أنتجته شركة أنديمول الشرق الأوسط ه لصالح روتانا موسيقى . كما تشارك في تقديم برنامج “سوالفنا حلوة” على شاشة دبي وأطلت أيضًا من خلال برنامج “تاراتاتا” كمقدمة لبعض الحلقات.
فرح التي ملأت الشاشة ذات يوم فرحًا ومرحًا، غابت تمامًا على الرغم من طاقاتها وحيويتها وفقدت بريقها رغمًا عنها عبر التنقل من برنامج إلى آخر دون أن يترك أي أثر ليبقى المشاهد يتذكر فرح فقط في برامجها التي قدمتها عبر شاشة “أيه ار تي ” .
يمنى شري القمر “خلف الباب”
من أشهر المذيعات اللواتي
حققن شهرة ونجومية كبيرة في العالم العربي المذيعة يمنى شري التي اطلت عبر قناة المستقبل حيث ملئت الدنيا وشغلت الناس وشكلت نموذجًا جديدًا للمذيعة، وأصبحت نجمة مهرجان “هلا فبراير ” في الكويت حيث استقلبها جمهور كبير وتم حمل السيارة التي كانت تستقلها وكانت تفاخر يمنى انها والرئيس جمال عبد الناصر حملت سيارتهما على الأكتاف وتم تخصيص برنامجا لها يحمل أسمها “هلا يمنى” إضافة لتغطيتها عدد من المهرجانات الغنائية واعتبارها المذيعة “المدللة” في قناة المستقبل وقدمت برنامج “القمر على الباب” لتختفي فجأة عن شاشة المستقبل . وحكي وقتها عن خلاف بينها وبين مشيال قزي ادى لتركها تلفزيون المستقبل. لتطل بعد فترة غياب عبر قناة “ان .بي .ان” لكن إطلالتها فقدت الكثير من شقاوتها وتمييزها ولم تستطع أن تحلّق من جديد لتغادر “ان .بي.إن مجددًا وفضلت بدل ان تغيب تمامًا عن الساحة أن تطل عبر أثير إذاعة “مارينا أف .إم ” الكويتية . كوثر بشراوي وتخبط بين الحجاب واللاحجاب في الوقت الذي كان فيه للدلع والدلال دور مهمّ في نجاح المذيعة، إستطاعت المذيعة التونسيّة كوثر البشراوي أن تكون نموذجًا مختلفًا ضمن مذيعات “أم .بي.سي”، حيث اختارت لنفسها أن تكون الوجوه الأكثر حشمة ورصانة. فبرزت في البرامج الثقافية والحوارية وارتبطت بأذهان المشاهدين بصورة “المذيعة المحافظة ” حيث كانت تقدم برنامج “السهرة المفتوحة” . البشراوي التي احبها الجمهور في السابق، حيث كانت طبيعية وبعيدة من “تكلف المثقفين” اختلف ظهورها على الشاشة، وأصبح المظهر المحتشم لديها مرتبك وملتبس لدى المشاهد، حيث أصبحت تظهر مرتدية العباءة السوداء وتضع “طرحة” على رأسها، لكن ليس حجابًا كاملاً، فيظهر جزء من شعرها لتبدأ بفقدان بريقها مع تنقلها بين القنوات حيث قدمت لفترة قصيرة جدًا برنامجًا على العربية. ثم انتقلت لقناة الجزيرة وقدمت برنامجًا ثقافيًا “إشراقات” لكن سرعان ما وقع خلاف بينها وبين القناة فضلت بعده ترك الجزيرة، لتفقد هي الآخرى بريقها وتصبح من المذيعات اللواتي أفل نجمهن باكرًا. مذيعات كثر استطعن أن يكن نجمات ومذيعات من الصف الأول، لكن مع مرور الوقت خف عنهن البريق ولم يعدن كذلك لدى الجمهور مثل نادين فلاح التي قدّمت برنامج “توب 20″ على “ايه .ار.تي” ثم عندما تم تحويلها لروتانا أيضًا لقيت مصير فرح بن رجب حيث كانت المذيعة نفسها وراء خروجها من روتانا لتغيب فترة عن الشاشة ، ثم عادت لتقدم برنامح “أنت مين” على قناة أبوظبي لتعود مجددًا إلى روتانا وتقدم برنامج “سيدتي” ولكن ليس بالوهج السابق. في الوقت الذي لم تستطع بعض المذيعات الحفاظ على مكانتهن ونجوميتهن، وفضّلن الظهور في برامج لمجرد الإستمرارية والتواجد على الشاشة ، نجد أن بعض المذيعات اللواتي لم يحققن في البداية شهرة واسعة استطعن أن يثبتن أقدامهن وان يصبح لديهن برامج مميزة كالمذيعة وفاء الكيلاني التي استطاعت أن تحقق نجاحًا في برنامج “ضد التيار” على روتانا موسيقى ، ومؤخرًا في برنامج” بدون رقابة”. كذلك الإعلامية منى الشاذلي التي بدأت على شاشة “أيه .أر .تي” بتقديم برامج ترفيهية وبرنامج ” القضية لم تحسم بعد” وبرنامج “لا أرى لا اسمع لا اتكلم” وبرنامج “لا تذهب هذا المساء” لتقوم بعد ذلك بنقلة نوعية في حياتها المهنية حيث انتقلت لقناة “دريم” وقدمت برنامج”العاشرة مساء”على قناة دريم وحقق البرنامج معدلات مشاهدة مرتفعة في مصر كما يحظى بمتابعة جيدة من المشاهدين العرب في خارج مصر . بين أفول نجم بعض المذيعات واستمرارية بعضهنّ الآخر، إستطاعت مذيعات الأخبار على قناتي الجزيرة والعربية أن يحققن نجومية وجماهيرية من نوع آخر لدى الجمهور العربي وأصبحنا مثالاً يحتذى به. في حين أن الساحة الإعلامية باتت تفتقر إلى ظهور جيل جديد من المذيعات. http://news.nawaret.com/%d8%a3%d8%ae%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1/%d9%85%d8%b0%d9%8a%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%81%d9%88%d9%84-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%aa%d9%85%d8%b1%d 8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%91%d8%a9