آسفين . . . ما فيك إيدز!
خالد حمد السليمان أن يخطئ مستشفى في إجراء تحليل لطالب زواج فيظهره مصابا بالإيدز فهذا لا يفاجئني فقد تعودنا على أخطاء المستشفيات في التحليل والتشخيص والعلاج، بل إنني لن أبالغ لوقلت إن القطاع الصحي عندنا أكثر القطاعات نجاة بأخطائه لأننا في مجتمعنا نكرم موتانا بسرعة دفنهم وإلا لصدمتنا أسباب موت أحبابنا الذين يدخلون إلى المستشفيات تحملهم أقدامهم ويغادرونها محمولين إلى المقابر!! لكن أن تخطئ خمسة مستشفيات حكومية في جدة دفعة واحدةفي تحليل دم الشاب وتبصم بالعشرة على أنه مصاب بالإيدز فتدمر مشروع زواجه وتدمرنفسيته وتدمر سمعته وتدمر حياته فهذا أمر مرعب ويجعل ثقتنا بهذه المستشفياتومختبراتها على المحك!!
وإذا كانت اللجنة الوزارية التي حققت في المشكلة قدأدانت المستشفيات الخمسة وأجهزة تحليلها الرديئة التي وجد أنها تعطي نتائج عكسيةبنسبة 10 في المائة، وأوصت بجملة من المعايير التي تضمن دقة التحاليل فإنني أتساءلإن كانت توصياتها ستجد الاستجابة السريعة من الوزارة أم أنها ستدخل في نفقالإجراءات البيروقراطية التي تجعل من يوم بعض الإدارات الحكومية سنة!!
ولايكفي أن يأمر الوزير باستبدال الأجهزة غير الدقيقة بأجهزة أكثر دقة بل الأهم أنيأمر بمعرفة كيفية شراء الأجهزة وتقييم كفاءاتها في المقام الأول فالمال العام ليسمالا يغرف من البحر حتى يهدر في تصحيح أخطاء ما كانت لتحصل أصلا لو توافرت الكفاءةوالمسؤولية!!
أما الشاب الذي عاش جحيما نفسيا واجتماعيا لا يطاق وكان يمكنأن يستسلم فيه لولا مبادرته الشخصية لإجراء تحاليله الذاتية في المستشفياتوالمختبرات الأخرى، فمن سيعوضه عن عذاباته؟! ومن أي بنوك الأسف سيصرف شيك أسف وزارةالصحة؟!
*نقلاً عن "عكاظ" السعودية