عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2010, 02:29 AM   #1 (permalink)
نوره عبدالرحمن "سما"
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي حياتك من صنع أفكارك


حياتكـ من صنع أفكاركـ



وصلني من أحد الأخوة هذا الموضوع ....
مأخوذ من كتاب ......
محمد الغزالــــــــي....
بعنوان جدد حياتك.....

وجزى الله الكاتب عنا كل الخير .....




سعادة الإنسان وشقائه أو قلقه أو سكينته تنبع من نفسه وحدها .
إنه هو الذي يعطي الحياة لونها البهيج ،أو المقبض ،
كما يتلون السائل بلون الإناء الذي يحتويه




(فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط )..



عاد النبي صلى الله عليه وسلم....
أعرابيا مريضا يتلوى من شدة الحمى ،
فقال له مواسيا ومشجعا :طهور فقال الأعرابي
بل هي حمى تفور على شيخ كبير لتورده القبور :قال :فهي إذن



يعني أن الأمر يخضع للاعتبار الشخصي ،
فان شئت جعلتها تطهيرا ورضيت وان شئت جعلتها هلاكا وسخطت .

وانظر إلى هاتين الآيتين وما تبرزانه من صفات الناس




وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ



وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ



هولاء وأولئك يدفعون المال المطلوب..
هولاء يتخذونه غرامة مؤذية مكروهة ويتمنون العنت لقابضه .
وأولئك يتخذونه زكاة محبوبة تطيب النفس بأدائها ،وتطلب الدعاء الصالح بعد إيتائها.




قيمة العمل .....بل قيمة صاحب العمل ....ترتبط إرتباطاً وثيقاً....
بحقيقة الأفكار التي تدور في الذهن والمشاعر التي تعتمل في النفس ...
فإن نحن ساورتنا أفكار سعيدة كنا سعداء ....وإذا تملكتنا أفكار شقية غدونا أشقياء ....
واذا خامرتنا أفكار مزعجة تحولنا خائفين جبناء ،واذا تغلبت علينا هواجس السقم....
والمرض فالأغلب أن نبيت مرضى سقماء وهكذا




ولا يستطيع أحد إنكار ما للروح المعنوية من أثر باهر لدى الأفراد....
والجماعات فالجيوش التي يحسن بلاؤها وتعظم بسالتها أنما تستمد طول مقاومتها ....
من رسوخ العقيدة وقوة الصبر أكثر مما تستمده من وفرة السلاح والعتاد...




والرجل الذي تربو ثقته في نفسه لايشل إقدامه على الحياة نقص في بدنه.....
أو عنت في ظروفه بل قد يكون ذلك مثار نشاطه....
وشدة شكيمته ....
والحق إن مركب النقص قد يكون خيرا وبركة إذا حفز إلى التكمل وحدا المجد...



إن الانسان عندما يرتفع عن سطح الأرض تتغير الأشكال والأحجام....
في عينه وتكون نظرته إلى مادونه أوسع مدى وأرحب أفقاً...
وهو هو لم يتغير ....
كذلك أرتفاع الإنسان في مدارج الأرتقاء الثقافي والكمال الخلقي ....
إنه يغير كثيرا من أفكاره وأحاسيسه ....
ويبدل أحكامه على كثير من الأشخاص والأشياء ....




ونحن نستطيع أن نصنع من أنفسنا مثلا رائـــــــعه إذا أردنا ...
عن طريق تجديد أفكارنا ومشاعرنا كما تتجدد الرقعة من الصحراء إذا انضاف إليها ...
مقدار ضخم من المخضبات والمياه....




حكى لنا ديل كا رنيجي....قصة شاب نهكته العلة....
فرحل عن وطنه يطلب الصحة في السياحة وكان أبوه يعلم طبيعة مرضه وأن....
سقامه جاء من توعك مزاجه وغلبة أوهامه فكتب إليــــــه....




ولدي انك الآن على بعد ألف وخمسمائة ميل من بيتك ومع ذلك ....
لست تحس فارقا بين الحالين هنا وهناك أليس كذلك؟!...
بلى لأنك أخذت عبر هذه المسافة الشاسعة الشيء الوحيد الذي هو مصدر .....
كل ما تعانيه ذلك هو نفسك .لاآفة البتة بجسمك أو عقلك ولا شيء من التجارب التي واجهتها .......قد تردي بك إلى هذه الهاوية السحيقة من الشقاء وانما الذي تردى بك هو ....
العوج الذهني الذي واجهت به تجاربك وكما يفكر المرء يكون ....
فمتى ما أدركت ذلك فعد إلى بيتك وأهلك لأنك يومئذ تكون قد شفيت....




قال الشاب....هاجني هذا الخطاب وبلغ بي الغضب حدا قررت معه ألا أعود إلى بيتي وأهلي قال وفي تلك الليلة وبينا كنت أذرع إحدى الشوارع وجدت كنيسة في طريقي تقام فيها الصلاة ولما لم تكن لي وجهة معينة فقد دلفت اليها لأستمع إلى الموعظة الدينية التي تلقى كان عنوان العظة



هذا الذي يقهر نفسه أعظم من ذاك الذي يفتــــــــــح مدينة


وكأنما جلوسي في معبد من معابد الله وانصاتي الى الأفكار
التي تضمنها خطاب ابي تقال بصيغة أخرى ممحاة مسحت الآضطراب الذي يطغى على عقلي....
ووسعني في تلك اللحظة أن أفكر تفكيرا متزنا في حياتي وهالني اذ ذاك أن أرى نفسي على حقيقتها ..نعم؟ لقد رأيتني أريد أن أغير
الدنيا وما عليها ....في حين أن الشيء الوحيد الذي كان في أشد الحاجة الى التغيير هو تفكيري واتجاه ذهني .هو نفسي.............





وما كتبه كا رنيجي كتبناه في مؤلفنا خلق المسلم....
وجميع الأديان لن تخرج عن طبيعتها في اعتبار النفس الصالحة ....
هي البرنامج المفصل لكل صلاح......




ومن هنا كان الإصلاح النفسي الدعامة الأولى لتغلب الخير في هذه الحياة .فإذا لم تصلح النفوس أظلمت الآفاق ،وسادة الفتن حاضر الناس ومستقبلهم ولذلك يقول الله تعالى ....


(إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ )



ويقول معللا هلاك الأمم الفاسدة ...


(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ *ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )



ويريد الله أن يبين لنا الصلة الوثيقة بين صفاء النفس وصفاء العيش وبين جمال الخلق وجمال الحياة فأكد لنا أن بركته الشاملة تتنزل أمانا على المؤمنين وبرا وفضلا على الأتقياء والمحسنين فقال ...


(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ )



وذكر أنه أنزل الهزيمة والخزي بقوم من الغزاة :


(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )




ثم بعد أن وقع عليهم العقاب فتح لهم منافذ الرجاء إلى مستقبل أكرم ولكن كرامته رهن بتغير قلوبهم وانتقالها عن خلال البطر والإستعلاء إلى خلال التواضع والمرحمة والعدالة فقال....


(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )



والتربية الإسلامية الأولى أوغلت إلى حد هائل في دراسة النفوس وأحوالها والقلوب وأطوارها لتجعل السعادة العظمى تنبع من داخل الإنسان لامن خــــــــارجه...



كانت هناك سيدة لاتعلم من شؤن الحياة إلا الفقر والجوع والمرض فقد مات زوجها...
بعد وقت قصير من قرانها ...وهجرها زوجها الثاني هاربا......
مع إمرأة أخرى ثم وجد بعد ميتا في منزل حقير.....
وكان لها ولد واحد لكنها ألفت نفسها مدفوعة بالفاقة والمرض إلى التخلي عنه حين بلغ الرابعة من عمره ....ثم فقدت كل أثر له بعد ذلك ،فلم تره مدة واحد وثلاثين عاماً....
ولما كانت هذه السيدة عليلة على الدوام فقد انساقت إلى الإهتمام بفكرة ....



(العلاج بقـــــــــوة العقل)..



وقد وقعت نقطة التحول في حياتها ببلدة لين فينما كانت تجوب طرقات البلدة ذات يوم اذ زلت قدمها فسقطت على الإفريز المكسو بالجليد .....
ثم ذهبت في إغماء طويل ،وأصيبت من جراء ذلك اصابة بالغة في عمودها الفقري وتوقع الأطباء لها الموت العاجل او الشلل التام طول حياتها.....




وبينما هي راقدة في فراشها فتحت الكتاب المقدس وألهمتها العناية الإلهية كما عبرت هي أن تقرأ هذه الكلمات من إنجيل متى



(مفلوج يقدومنه إليه تعني عيسى عليه السلام مطروحا على فراش حينئذ قال للمفلوج ...
قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك فنهض وغادر المكان ...





قالت ماري (ان هذه الكلمات امدتها بقوة وايمان وفورة داخلية حتى انها نهضت.....
من الفراش وتمشت في الغرفة ...





وسواء صدقنا هذه الأقصوصة أم لم نصدقها....
المهم هو .......




(أن لانتخذهـــــــــــــا قانونا ماديا عاماً)..



والأمريكان الذين حدثت بينهم هذه القصه لم تتجاوز تلك الحدود....
ولم يحاولو نقلها إلى معامل الذرة أو ساحات المصانع وميادين الإنتاج .....
لكن ما يحدث في بلادنا عكس ذلك تماما ......
حيث تتحول الخوارق النفسية إلى وباء يجتاح القرى والمدن....
فنسمع كل يوم عن حكاية رجل خارق ماجن أو ماجد....
وكرامة ولي صالح أو داهية خبيثة...




واتسعت دائر الأساطير فانتقلت إلى ميادين التجارة والصناعة والعلم والبحث ....
وإلى ميادين الحرب والسياسة ......



فعندما حارب الخديوي اسماعيل الحبشه واحس مالاقته حملاته هناك من خيبة امر علماء....
الأزهر أن يجتمعو في صحنه ليقرأو :صحيح البخاري !!!!
كأن تلاوة السنة كلها والقرآن كله ترد هزائم عن الفرق المدبرة لسوء خطتها أو ضعف عدتها!!!!!





نهايــــــــــــــة....
دع انسانا يغير اتجاه أفكاره ،وسوف تتملكه الدهشة لسرعة التحول الذي يحدثه هذا التغير في جوانب حياته المتعددة .أن القدرة الإلهية التي تكيف مصائرنا مودعة في أنفسنا ...
بل هي أنفسنا ذاتها.........
وكل ما يصنعه المرء هو نتيجة مباشرة لما يدور في فكره فكما أن المرء ينهض على قدميه وينشط وينتج بدافع من أفكاره .....
كذلك يمرض ويشفى بدافع من أفكاره أيضاً.....



ونهاية قولنا مرة أخرى أذكرك بقول الله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "


أعلم أن الموضوع طويل بل وطويلا جدا ..ولكن إن لم تستطع قراءته بالكامل فاكتف بجزئية واحدة وليكن معك قلما وورقة واكتب حولها ..مـــــــاذا استفدت .......وعلى ماذا عزمت بعد القراءه؟!!

 

 

__________________

 


لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292