[بحر الحب]

الارق ( 2002 )

من منا لم يعاني من هذا الداء اللعين , ومن منا لم يتقلب في سريره في يوما من الايام بحثا عن النوم والراحة , فللارق اسبابه منها القلق حول اختبار او زواج او خبر محزن لكن هل هنالك ارق سببه قتل ؟!
اذن دعونا نتاول هذا الفيلم الذي جمع العملاقان ال باتشينو و روبين ويليامز .

~~القصة~~

يتم تكليف المحقق ويل دورمر ( ال باتشينو ) مع زميله المحقق هاب للذهاب الى ولاية شمالية ( وهي ولاية نهارها طويل جدا ) ويلتقون مع المحققة ايلي بار (هيلاري سوانك ) ليقوموا بحل جريمة قتل مراهقة , واثناء بحثهم في الضباب يشعر ويل دورمر بوجود القاتل فيقوم باطلاق النار ليقتل زميله هاب دون قصد ولم يشاهده سوى القاتل والتر فينش ( روبين ويليامز ) ليستغل هذه الفرصة ويقوم بمساومة المحقق ويل دورمر عن طريق مكالمات هاتفية طالبا منه التلاعب في سير التحقيقات حتى لا يكشف سره , ويشعر المحقق ويل دورمر بالذنب والقلق والتوتر الدائم بسبب قتله لزميله وبسبب المكالمات المزعجة من القاتل ليغوص في عالم الارق والمتاعب .. لكن هل سيتمكن من امساك القاتل ؟؟ وهل سيكشف امره ؟؟

معاناة مع الارق !

~~المحتوى~~

الشرطي والذي يعتبر رمز الحق والعدالة لم يكن هكذا دائما , والمجرم الذي يعتبر رمز للوحشية والشر ايضا لم يكن هكذا دائما , فهو لم يقتل ليستلذ برؤية الجثث وللمتعة لكن هذه المراهقة التي قتلها قامت بالسخرية منه على طريقة تقبيله لها فشرع بقتلها , والمحقق لم يخطيء لانه اراد ذلك بل واجبه القانوني جعله يقتل ويخرج عن القانون ..
الخلاصة انه لا توجد شخصية كاملة ومثالية وتستطيع التحكم بذاتها دائما , فكل نفس بها قوة خير وقوة شر لا تتوقف على مدى مكانة هذا الشخص من الحق والعدالة .. فالمحقق قتل وسكت والقاتل قتل واعترف .. لكن في النهاية كان الموت هو الحل الوحيد لهما .

~~الاداء~~

نحن امام ثلاثة نجوم فائزين بجوائز الاوسكار كل منهم قدم مالديه لتكون مبارة فنية راقية ..

النجم العملاق الكبير آل باتشينو يتألق ايما تألق في دور اعتبره من افضل خمسة ادوار قدمها على الشاشة , اروع وافضل من يتقمص الشخصيات المركبة ذات الصراع الداخلي , يجعلك تشعر بانه فعلا يعاني اشد معانة من الارق ويبرز لنا شعوره بالذنب والتوتر والقلق , وهو جسد شخصية ضابط الشرطة في اكثر من فيلم الا انه لا يشعرك بالتكرار لانه ( اسطورة ) ولا ينافسه احد في هذا الدور .

العملاق الاخر ذو الكاريزما الطاغية روبين ويليامز , فبعد عدة ادوار كوميدية بحته وادوار خير درامية وافلام عائلية , ها هو يخرج عن المألوف في هذا الفيلم البوليسي ويجسد شخصية قاتل , لم يظهر الا في النصف الثاني من الفيلم ( ما اعتقد في فنان عربي يقبل بجذي ) الا انه تأثيره كان رئيسي في الاحداث , قاتل يجعلك تتعاطف معه من خلال نبرة صوته الحزينة والندم الذي يشعر به .

هيلاري سوانك صاحبة الاوسكرين , هاهي تقدم دور جميلا بعد اوسكارها الاول , صحيح لم يكن دورها مركبا وصعبا الا نها قدمت اداء جميلا .

~~الاخراج~~

مخرج الفيم هو البريطاني ( كريستوفر نولان ) مخرج اخر جزئين من سلسلة باتمان , كان له الدور الابرز في اظهار البطلان آل وربين في آخر ادوارهما القوية على الشاشة , اجواء تحقيقات وقتل وشرطة لم نشعر بالملل منها بفضل الاخراج الرائع والاستخدام الممتاز للفلاش باك في اغلب مشاهد الفيلم , ونال عنه جائزة مخرج السنة , وهذا الفيلم يعتبر اعادة لفيلم نيرويجي انتج عام 1998 ويحمل نفس الاسم .