عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2010, 01:51 AM   #2 (permalink)
نوره عبدالرحمن "سما"
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي

لماذا قوبل العلاج الخارق بالرفض ؟

لعل من الواضح أن ظاهرة العلاج الخارق الروحاني قوبلت بشكل عام بالرفض من قبل المجتمع العلمي .. ترى لماذا ؟

يؤكد أنصار الباراسيكولوجي ذاتهم أنه يمكن إرجاع الرفض العلمي للعلاج الخارق بالرفض إلى سببين رئيسيين أحدهما خاص و الآخر عام .

الأول السبب العام هو رفض العلاج الخارق جاء متضمنا في رفض المجتمع العلمي للظواهر الباراسيكلوجية بشكل عام و لعل ما قاله المؤرخ ( توماس كون ) يٌعبر عن هذا الموقف بشكل واضح تماما حين قال " ليس هنالك بين أهداف العلم الاعتيادي تجميع ظواهر جديدة لا تتفق مع الفرضيات الموجودة " حقا" إن تلك الظواهر التي هي أكبر من أن يمكن إدخالها في صندوق الفرضيات العلمية لا ترى أساسا .

كما أن المقاومة الشديدة التي تواجهها الحقائق و النظريات الجديدة من قبل المجتمع العلمي لأنه ليس هنك من سبب للافتراض بأن ظواهر العلاج الخارق هي استثناء من هذه القانون الذي يبدو شاملا لكل جديد و راسخا على أرض العلم بثبات لا يضعف على مرور الزمن بل إن ظاهرة مقاومة الاكتشافات الجديدة قد أصبحت نفسها قانونا من قوانين العلم الإنساني هذا ما يزعمه أنصار الباراسيكلوجي و الذين برروا أسباب الرفض العلمي للعلاج الخارق بقولهم : إن العلماء في محاولة الاختفاء مظهر من الموضوعية على رفضهم لظواهر العلاج الخارق كثيرا ما يحتج العلماء على هذه الظواهر باعتراضهم مؤكدين على صفة ( اللا تكرارية ) التي تميز ظواهر العلاج الخارق إذ نجد فعلا أن المعالج الخارق الذي كان قد نجح في معالجة أو تحسين الحالة الصحية لعدد من المرضى لا يستطيع أن يضمن نجاحه بشكل دائم و مستمر و كأنه ليس بصاحب السيطرة الحقيقية على قدرة العلاج الخارق التي يمتلكها إذ أن قدراته لا تنجح مع جميع المرضى و على سبيل المثال نجد أن أشهر نجد أن أشهر المعالجين الخارقين ( أوسكار ستباني ) قد استطاع البرهنة على قدرته على التأثير على فعالية أنزيم التريبسين في دراسة للباحثين جستا سميث إلا أنه فشل في أن يحدث أي تأثير على الإنزيم ذاته في تجربة مماثلة لا حقة و بإشراف نفس الباحثة إياما و قالوا : إن عدم تحكم المعالج أو صاحب القدرات الباراسيكولوجي بقدراته لا يعني بأن هذه القدرات غير حقيقية .



ثانيا : السبب الخاص الذي جعل ظواهر العلاج الخارق تهمل بل و ترفض من قبل العلماء فهو عدم استيعاب النموذج الطبي السائد لها كما يقول أنصار الباراسيكلوجي بالإضافة إلى رغبة المجتمع في الابتعاد عن هذا النموذج السائد البيولوجي ..حيث إنه خلال الفترة التي ساد فيها النموذج البيولوجي كانت هذه الظواهر بمثابة تحد للأساس الذي قام عليه هذا الطب و هو افتراض أن العقل و النفس ليس لهما أي تأثير على الجسم ، إذ تضمنت الظواهر الباراسيكلوجية العلاجية أنواعا من التفاعلات ليس لها موقع في الطب الديكارتي لذلك كان الحفاظ على مصداقية و مكانة النموذج الطبي الكارتيزي من المجتمع العلمي و إهمال هذه الظواهر الأمر الذي كان يمكن أن يسمر و لكن إلى حين لأنه مع تدهور مكانه النموذج الطبي الكاتيري و تمكن النموذج التفاعلي القديم من الظواهر من جديد أمكن لهذه الظواهر أن تأخذ قسطا متزايدا من الاهتمام العلمي ...


و كانت الظواهر التي تبين تأثيرات محسوسة على صحة الجسم العوامل و حالات سيكولوجية و عقلية مثل الإدراك و الأفكار و العواطف و التصور و الإيحاء و التوقع ..
و غيرها تعتبر غريبة و غير قابلة لتفسير بواسطة النموذج البيولوجي و لذا لا يمكن أن تكون حقيقة .

و لكن مع الظهور الجديد للنموذج التفاعلي و اعتراف العلماء بأن هناك عوامل الصحة الجسمية للإنسان بشكل لا يقل قوة عن العوامل البيولوجية و عندها لم تعد ظواهر العلاج النفسي تصنف على أنها غريبة أو غير مفهومة و إنما أخذت مكانها الطبيعي مع باقي الظواهر الطبيعية .

و هكذا فإن التاريخ الطبي يعيد نفسه و كما رفض النموذج البيولوجي الظاهر التي تكشف التأثيرات الجسمية للحالات السيكولوجية و العقلية من قبل هو الآن يرفض ظواهر العلاج الخارق لتهديدها الأسس التي بنى عليها هذا النموذج .

أما بالنسبة للطب التفاعلي لم يجد نفسه مجبرا على الدافع عن أسسه النظرية من خلال رفض ظواهر العلاج الخارق كنوع من الدجل أو الغش من قبل من يدعى هذه القابليات ( العلاج الخارق ) أو كنوع من خداع النفس و السذاجة من قبل من يعتقد بصحتها لأن النموذج التفاعلي يعترف بالتأثيرات الجسمية التي يمكن أن تسببها ظواهر مثل الإيحاء أو التصور و قد فسر هذا النموذج ظواهر العلاج الخارق على أنها بشكل رئيسي نتيجة لتوقع و اعتقاد و إيحاء و إيمان المريض ذاته بالتأثيرات الإيجابية لممارسات العلاج .

و هكذا أصبحت حالات النجاح التي تقابلها ظواهر العلاج الخارق كما يقول أنصار الباراسيكولوجي مثل العلاج الخارق بوضع الأيدي تفسر على أنها نتيجة ( توقع ) المريض لنجاح هذا الأسلوب في علاجه .. و بعبارة أخرى اعتبر النموذج التفاعلي أن ما يحدث خلال ظواهر العلاج الخارق هو أن المريض في الواقع هو الذي يساعد على شفاء نفسه بنفسه و ليس المعالج هو السبب الحقيقي في حدوث حالة الشفاء أو التحسن بل كان مجرد و سيلة إيحائية مقنعة بالشفاء .



و يؤكد هؤلاء أن جسم الإنسان مزود طبيعيا بالعديد من الميكانيزمات البيولوجية اللا إرادية لوظائف علاج ذاتي كعلاج الجروح و قتل الجراثيم و الفيروسات التي تهاجم الجسم ..


ويضيف هؤلاء مؤكدين أن ظواهر العلاج الخارق أيضا اعتبرها النموذج التفاعلي مظهر لقدرات علاج ذاتي إلا أن ميكانيزماتها ذات أصل غير بيولوجي يتمثل في تأثير الحالة العقلية و السيكولوجية على الحالة الصحية أي أنه في النهاية لا أعترف على الإطلاق بما يسمى بالعلاج الخارق و قدرات هؤلاء المعالجين و يرى أنصار الباراسيكولوجي و مؤيدي العلاج الخارق أنه بالرغم من إمكانية الافتراض بأن سبب النجاح في معظم نتائج ظواهر العلاج هو تحفيز قابليات العلاج الذاتي للمريض بواسطة التوقع و التصور .. و الإيحاء .. و التأثير .. إلخ فليس من الضرورة أن يكون هذا هو التفسير الحقيقي لها ..كما أن هناك أعدادا كبيرة من ظواهر و حوادث علاج لا يمكن الافترض بأنها نتيجة علاج ذاتي بل تبدو و كأنها تشير إلى قدرة فعلية للمعالج على علاج المرض أو ما يمكن أن يدعى بقابلية ( علاج الغير ) ..

و مع ذلك فإنه مما لا شك فيه هو اكثير من حالات الشفاء التي تصور على أنها نتيجة قدرات خارقة للمعالج هي في الواقع نتيجة تحفيز قدرات العلاج الذاتي للمريض نفسه إلا أن هنالك أيضا عددا كبيرا من ظواهر العلاج التي لا يمكن أن تعتبر كذلك إذا فالظواهر التي أطلق عليها مصطلح علاج الغير هي ظواهر علاج خارق ... و هكذا توصل أنصار الباراسيكولوجي إلى الوصول إلى نتيجة مفادها وجود ما يسمى بالعلاج الخارق و يشير هؤلاء أنصار الباراسيكولوجي و العلاج الخارق إلى أن هنالك نوعين من التجارب العلمية التي يمكن أن يعتبر كل منهما دليلا قاطعا على أن ظاهرة العلاج الغير ( العلاج الخارق ) ظاهرة حقيقية .


النوع الأول :

من التجارب هذا الذي تبين من خلاله أن بعض المعالجين استطاعوا أن يحدثوا تأثيرات علاجية على مركبات و منظومات بيولوجية غير بشرية مثل الحيوانات و النباتات و البكتريا و غيرها ولا شك أن نتائج مثل هذه التجارب لا يمكن بالتأكيد إرجاعها إلى عوامل مثل التوقع أو البلاسيبو أو الإيحاء أو التأثير .. إذ لا يمكن أن يكون سبب نجاح المعالج في التأثير على البكتريا هو توقع البكتريا لهذا النجاح أي أن هذه الظواهر هي بدون أدنى شك هي ظواهر علاج غيري أي علاج خارق و من المفيد هنا الإشارة إلى تجربة أخرى من هذا النوع و التي قام بها الباحث روبرت ميللر باختبار قدرة العلاج الخارق لإحدى أشهر المعالجات الأمريكيات و هي ( أولغا وورال ) بدراسة قدرتها على التأثير على الماء وزود ميلر المعالجة بعدد من الحاويات لمحاليل لأملاح النحاس لتقوم بمعالجتها كما كانت تفعل حين تعالج المرضى و بعد عالجتها ذات لون مختلف عن تلك التي لم تعالجها .. و إضافة إلى هذا وجد ميلر إن الشد السطحي للماء في المحلول النحاسي الذي عالجته أولغا كان أقل بشكل و اضح من مثيله في المحاصيل غير المعالجة و هو ما يثبت أن المعالجة ذات تأثير على الماء و هو ما يعني تأثيرا خارقا


النوع الثاني :

أما النوع الثاني من التجارب التي تبين حقيقة ظاهرة العلاج الخارق ( علاج الغير ) كما يقول أنصار الباراسيكلوجي فهي تلك التي يكون فيها العلاج هدفا إنسانيا و يكون هذا المريض على غير دراية بأن هنالك معالجا يحاول أن يعالجه ففي مثل هذه الحالات أيضا لا يمكن القول أن المريض كان ( يتوقع ) الشفاء بسبب اعتقاده بحقيقة الظاهرة لأنه أساسا لا يدري بوجود محاولة لعلاجه و من الدراسات الممتازة في هذا المجال تلك التي قام بها الباحث ( دانيال ورث) الذي اشترك في تجربة علاج أربعة و أربعين شخصا عرضوا لتدخل جراحي بسيط لجعل جرح بعمق البشرة على ذراع كل منهم و في كل جلسة علاجية كان يطلب من كل شخص إدخال ذراعيه المصابة لمدة خمس دقائق في فتحة دائرية في جدار علما بأنه لم يكن بإمكان الشخص أن يرى ما يوجد أو يجري وراء الجدر و لقد قيل للأشخاص المشتركين في التجربة بأنه في الجانب الآخر من الجدار يجري قياس ( الجهد البيولوجي ) في مكان الجرح إلا أن الحقيقة أن معالجا كان موجودا وراء الجدار ليقوم بمعالجة الجرح خلال الدقائق الخمس من غير أن يلمس الجرح أو ذراع الشخص ..

و كان الباحث قد نظم المختبر بشكل خاص بحيث ما كان يمكن لمعالج أن يلمس المريض لأن التجربة كانت لاختبار تأثير العلاج الخارق بدون لمس و هكذا فإن المشاركين لم يكونوا على دراية بأن التجربة تتضمن أي نوع من العلاج .. وبالطبع فإن عوامل مثل التوقع أو الاعتقاد يمكن استبعادها عند تقييم هذه التجربة بالذات .


و لكي تكون هذه التجربة مسيطرا عليها فإن ثلاثة و عشرين شخصا فقط كانوا قد تعرضوا لعلاج المعالجين الموجود وراء الجدار بينما لم يكن المعالج متواجدا حين أدخل الواحد و العشرون أذرعهم أي أن هؤلاء لم يتلقوا أي علاج .


و استغرقت هذه التجربة ستة عشر يوما و بمعدل جلسة علاجية واحدة في اليوم أما مقيم النتائج فكان شخصا آخر غير القائم بالتجربة و لم يكن يعلم أي المشاركين هم مجموعة الاختبار .. أي أيهم الذين تعرضوا للعلاج و أيهم من مجموعة السيطرة أي الذين لم يعالجهم المعالج أي تم استخدام أسلوب التعمية المزدوجة في التجربة .

و قام المقيم و فحص الجراح في اليومين الثاني و السادس ؟


المقارنة تبين بأن شفاء جروح مجموعة الاختبار كان أسرع بكثير من شفاء جروح مجموعة السيطرة و في اليوم السادس عشر كان الفرق وا ضحا جدا إذ كانت جروح ثلاثة عشر من الثلاثة و العشرين شخصا من مجموعة الاختبار قد شفيت تماما فيما لم يكن هنالك أي شفاء تام لجروح أي شخص من أشخاص مجموعة السيطرة ... و هو ما يؤكد وجود العلاج الخارق و جدواه و هكذا كانت رؤية أنصار الباراسيكولوجي و العلاج الخارق .

....و بعد لحظنا أن العلاج والشفاء الجسدي يكون على الجانب الروحاني و النفسي أولا ...لحظنا من خلال سردنا للمعالجين الخارقين و الجراحين الخارقين أن العلاج الخارق والجراحات الخارقة اعتمدت على الإيحاء الإيحابي و اليقين العالي ...و لوحظت استجابات و نتائج مذهلة حولها . لكن الطب التقليدي و الطب البديل كلاهما مكمل للآخر و لغنى لأحدهما عن الآخر ... هدي حبيبنا المصطفى عليه السلام في العلاج خير سبيل مع الأخذ بالأسباب

إذا الشفاء يبدأ من الداخل من يقين المريض بفاعلية العلاج من حسن الظن بالله أولا و التفاؤل بالشفاء ؛هو سر سريان الطاقة الإيجابية لكل شيء يقول الله تعالى : (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) .




المراجع :

1.العلاج الخارق و الجراحات الخارقة لـ يوسف الحجاح

2.أسرار و حقيقة العلاج بالقرآن الكريم لـ يوسف الحجاج

 

 

__________________

 


لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292