البساطة التراثية هل كانت السبب في نجاح العمل ؟
" سعدون "
صراعات اختلفت في مواجهة الظلم فتلاقت في حب الأرض
رؤية سريعة .. هاشم العلوي ..
تميزت مملكة البحرين في أوجه التسعينات بإنتعاش خاص من الجانب الفن الدرامي التراثي الذي حظي بإنتشار غير مسبوق في أرض البحرين و الوطن الخليجي وربما قد وصلت إلى بعض أنحاء الدول العربية ، فبعدما حققت الدراما من طفرة هائلة ، بوجود الأعمال التي قدمت على الساحة الفنية ..
أمثال "غناوي أبو سعد" "أم هلال" و " البيت العود" "فرجان الأول" و "حزاوي الدار"
بالإضافة إلى الأعمال الإجتماعية كأولاد بوجاسم و "تالي العمر" ، والأعمال الأسطورية كبحر الحكايات و" صانعوا التاريخ" و "حسن و نور السنا" ،، في منتصف التسعينات ..
هاهي قد قدمت أحد الأعمال الخالدة في الذاكرة وبالتحديد في العام 1998م ،، بعمل تراثي يحمل فكرة جديدة وهدف معين ،، عنوانه أشبه بالغرابة ..
" سعدون "
ما يميز هذه الدراما من الجانب الفني، أنها حملت البساطة التراثية من جانب المكان و اللهجة البحرينية البسيطة الخاصة بأهاليها ، فكانت الطريق السريع إلى قلب الجمهور البحريني ...
كما حملت الميزة الثانية ، الصراعات المختلفة في عدة من الزوايا ،،
فأما الإجتماعية ، فكانت شخصية سعدون تصارع شبح الفقر منذ أن فر هاربا من منزله الذي عانى من تسلط زوج الأم "مبارك" ، فقرر أن يعيش وحيدا معتمد على ذاته ليتعرف صدفة من موقف بسيط كاد أن يودي بحياة الشخص الذي تعرف عليه ..
فنتج من ذلك صداقة حميمة ،ولم يكتفي بطل القصة "سعدون" بمصاحبة "جسمان" الذي قاده في عدة مغامرات لا يعرف الإثنان مدى خطورتها او نتائجها السلبية .. !
ليبقى سعدون ملتصقاً بمحبة أستاذه "إبراهيم" الذي كان له الأخ الكبر والقلب الحنون و الصدر الرحب في سماع مشاكله الخاصة أو الإجابة على أسئلة مجهولة لا يدرك مفهومها بشكل تام ..
أما شخصية "مهدي" فقد جمعت بين الكوميديا و التراجيديا و اللهجة البحرينية الموجودة لدى قرية معروفة "سنابس" كما اتصفت الشخصية بطيبة القلب مع بعض الخوف والتردد ، ولم تمنع تلك الصفات في أن يصاحب "سعدون" بعد أن انقذه من شر الثلاثة المراهقين الذي يحاولون سرقته دائما .. !!
هل تمللتم من التحليل ؟ أم أعود لتحرير الموضوع ؟
لدي الكثير عن العمل بجميع زوايا المختلفة وقد يطول بي الحديث ..