23-03-2010, 01:17 AM
|
#1 (permalink)
|
عضو شبكة الدراما والمسرح
العــضوية: 5576 تاريخ التسجيل: 19/09/2009
المشاركات: 263
| نجيب محفوظ استمرّ حتى التسعين ....الإبداع هل يتراجع مع تراكم السنوات؟ هل يرتبط الإبداع بالعمر أم بالثقافة؟ هل ثمة عمر لتقاعد الأديب أم يستمر في الكتابة إلى النفس الأخير؟ لا شك في أن تجارب المبدعين أثبتت في معظمها أن كل كتاب جديد هو بمثابة ولادة جديدة للمبدع نفسه الذي يتجدد دائماً والدليل حفلات التوقيع التي ينظمها احتفاء بمولوده الجديد.
حول ظاهرة المبدعين الذين لا يعترفون بالعمر وما زالوا في أوج نشاطهم على رغم تقدمهم في السن، تدور السطور التالية.
أصدر الروائي الكبير بهاء طاهر (75 عاماً) أخيراً مجموعة قصصية بعنوان {لم أعرف أن الطواويس تطير}. كذلك يصدر الروائي خيري شلبي (72 عاما) قريباً رواية بعنوان {إسطاسية}، وهي محطة جديدة في مسيرته الإبداعية التي تمتد على أربعة عقود، وكان نشر عام 1960 أهم كتبه.
أما الروائي علاء الديب (71 عاما)، فأصدر أخيراً {عصير الكتب}، وقدم فيه شهادة على إبداعات حقبة ثرية ومثيرة من تاريخ الوطن.
بدوره، أصدر الروائي سليمان فياض (80 عاماً) رواية {أيام مجاور}، ضمنها سيرته الذاتية، والطريف أنه طبع روايته بنفسه على الكومبيوتر، على رغم معاناته من أمراض الشيخوخة، فضلاً عن إقامته بمفرده في شقته.
للشعراء نصيب كبير من الحيوية الإبداعية التي تظهر بعد سن السبعين، من بينهم فاروق شوشة (مواليد عام 1935)، فقد أصدر عام 2008 ديوان {ربيع خريف العمر} وكان في الثانية والسبعين، ويعدّ سيرة ذاتية لشوشة والشعر عموماً، واعتبره النقاد الأهم في حياة الشاعر. النفس الأخير
جذبت هذه الظاهرة انتباه النقاد والأدباء الذين أجمعوا على عدم وجود سن للتقاعد في المسيرة الإبداعية، ضاربين المثل بكبار المبدعين الذين أثروا الحياة الأدبية حتى النفس الأخير من عمرهم.
الإبداع عمل لا يعترف بالعمر، في رأي الناقد الشاب يسري عبد الله، و{المهم امتلاك المشروع والموهبة الفريدة والتراكم الذي يصنعه الإنسان}.
يضيف عبد الله أن الخبرة الحياتية تسهم في إثراء المبدع كاتباً أو ناقداً، {غير أن هذه الخبرة لا ترتبط بعمر ولا تتقيد به، إنما هي بنت الملاحظة والدأب والوعي الحاد للحظة التاريخية، فضلاً عن القدرة على الرصد والتحليل}. عائق الصحة
أما الروائي فؤاد قنديل، فيؤكد ألا علاقة واضحة بين الإبداع وعمر الأديب، لكن ثمة أدباء ينتجون أدباً منذ الشباب حتى الكهولة، وآخرون تزداد درجة الإبداع لديهم بمرور الزمن، {إن كان الأدب لا يتألق بعد الثمانين إلا نادراً، لا سيما في ظل ضعف الذاكرة، والتراجع الصحي، ونجيب محفوظ دليل على ذلك، إذ زادت قوته مع الوقت والزمن ووصل إلى ذروته حتى سن السبعين، ثم بدأ بالتراجع النسبي وكتب مجموعته القصصية {أصداء السيرة الذاتية} بعدما قارب التسعين}.
يضيف قنديل أن الإبداع يرتبط بالثقافة لا بالسن، وبالتجارب وقوة الموهبة لا بالجسد، والدليل على ذلك استمرار تأثير مبدعين كثر على الساحة الثقافية على رغم تقدمهم في السن.
يلاحظ قنديل في المقابل أن ثمة مبدعين توقف إنتاجهم في سن مبكرة على رغم قدرتهم على العطاء، {أبرز مثال على ذلك الروائي السوداني الطيب صالح، فآخر ما كتبه كان في عام 1971 وكان في الأربعينات من عمره، وفي قمة وهجه، فوصوله إلى مناصب ومسؤوليات تولاها في {اليونسكو} وقطر ولندن أبعده عن الكتابة، وهذا الأمر يتنافى مع الحالة الإبداعية التي تحتاج إلى تفرغ وتركيز وتحصيل ثقافي وتأمل. كذلك الأمر بالنسبة إلى الروائي عادل كامل وهو زميل نجيب محفوظ، كتب رواية مهمة بعنوان {مليم الأكبر} وتوقف عن الكتابة في خمسينات القرن الماضي وهو في ريعان شبابه}.
بدوره، يؤكد الروائي علاء الديب وجود علاقة إيجابية بين عمر المبدع والقدرة على الإبداع، فثمة درجات من النضج يمنحها السن، لكن تظلّ الحالة الصحية العائق الوحيد أمام المبدع، تكمن المسألة بالنسبة إليه في القدرة على الاستمرار في الإبداع، لأنه عمل شاق. خيري شلبي بهاء طاهر
المصدر: http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=152498
|
| |