01-04-2010, 06:18 PM
|
#1 (permalink)
|
خبيرة في التنمية البشرية
العــضوية: 5529 تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى | مدير الدقيقة الواحدة ..فكرة عبقرية لمفهوم الإدارة مدير الدقيقة الواحدة كتاب “مدير الدقيقة الواحدة” يقدم فكرة عبقرية لمفهوم الإدارة عبر إيجازه الكلي لعلم الإدارة في ثلاثة ممارسات فقط يمكن تطبيقها في إدارة الشركات والمجموعات وتربية الأبناء وإدارة العائلة وحتى إدارة الذات، وتتكون من :
1. تحديد الأهداف العامة والخاصة: عبر تدوينها لكل موظف في ورقة لا تتجاوز كلماتها 255 كلمة.
2. الثناء : ويشمل متابعة الموظفين ومعرفة احتياجاتهم وتحفيزهم وحل مشاكلهم.
3. اللوم : ويستند على لوم الموظف عند الانحراف عن أداء المهام المطلوبة.
ثم العودة إلى رأس الهرم بإعادة تحديد الأهداف ثم الثناء ثم اللوم حتى يتحقق الهدف المبتغى من الموظفين والإدارات.
إذا أهم هدف إداري هو تحديد الأهداف والتمحور حولها بممارستي الثناء واللوم وهي في مصطلحات دالة أخرى تعرف بالثواب والعقاب. وهو نفس نهج القرآن الكريم الذي يحدد لك الأهداف ثم يقدم للإنسان ما يدعوه لحب الله والرسول والناس والوجود وبعدها يقدم اللوم والعقاب لمن ينحرف عن المنهج الرباني الذي حدده الخالق لعباده.
فكرة كتاب “مدير الدقيقة الواحدة” مدهشة ورائعة ومذهلة وهو من أكثر الكتب مبيعا لعدة سنوات ويستهدف كافة الأفراد لإدارة منازلهم وشركاتهم وحتى ذواتهم. وتعني الدقيقة الواحدة مثلما يشير في الأوراق الأولى رمز الدقيقة الموجود في الساعة الرقمية وهي دقيقة واحدة يوميا يقوم فيها المدير بتأمر مرؤوسيه ويتذكر بأنهم أهم الموارد على الإطلاق. والدقيقة الواحدة أيضا تختصر فكرة الممارسات الثلاثة والتي لا تتطلب سوى القليل من الوقت.
وهي ممارسات قريبة للفطرة الإنسانية وتسهل ممارستها بعد معرفتها جيدا.
حتى الدولة المدنية الحديثة تحدد للمواطن أهدافه من الوجود، فعند القبض على مواطن أمريكي تقرأ عليه حقوقه المكفولة بالدستور الأمريكي، ثم يقدم له اللوم على سلوكه ثم يعاقب إذا ثبت عليه الجرم. والأهم أن المواطن الفاعل تكافئه الدولة بقدر ما يكافئه الشعب، وفي احد الاستطلاعات الأمريكية تفوقت شعبية “بيل جيتس” على شعبية “بيل كلنتون” الأول ساهم في صناعة مجتمع رقمي أفضل والثاني ساهم في رفاه اقتصادي أفضل.
أما اليابانيين وقبل نهضتهم بعد سحقهم بالقنبلة النووية فقد قاموا بنفس الموقف مع مبتعثيهم إلى الغرب فأول مجموعة عادت خالية الوفاض بعد انبهارها المروع بالحياة الغربية، ورغم القسوة البالغة في العقاب فقد جمعوهم في ساحة واحدة لتنفيذ حكم الإعدام عليهم جميعا. لقد كان هناك هدف تبعه تحفيز ثم تبعه العقاب عند الإنحراف عن الهدف رغم أن الروايات تشير إلى أن معظم المبتعثين اليابانيين عانوا من الظروف المالية القاهرة مما أجبرهم على العمل والتعلم في وقت واحد. وذلك على النقيض مع المبتعثين السعوديين الحاليين، فلا أهداف محددة لتواجدهم في الغرب ولا لوم لانحرافهم عن تلك الأهداف، شخصيا تمنيت “لومهم” بإعادة مبالغ الإبتعاث وصرفها على الجمعيات الخيرية عند الفشل في تقديم النتائج المبنية على الأهداف أو السجن، وذلك بعد تحفيزهم بالمساعدة على تحقيق تلك الأهداف وتوفير السيولة المالية.
وإذا ما تأملنا في الممارسات الثلاثة وجدنا بأنها تتمحور حول تحديد الأهداف وهي مسألة فلسفية عميقة تبدأ مع الإنسان منذ أن يبدأ في التساؤل عن سبب وجوده في هذا الكون أو عن سبب استمراره في الحياة. وإذا ما عرف الإنسان ذلك السبب استطاع أن يصنع له حياة أفضل.
والدولة التي تساعد الإنسان على إيجاد أهدافه هي دولة بالضرورة أن تتصف بالقدرة على تحقيق أهداف إداراتها الحكومية والمتابعة الدقيقة بالثناء أو باللوم عند انحراف الأداء.
قدم الغرب سلسلة طويلة من الباحثين الذين تساءلوا كيف تنشأ الدول وكيف تسقط وكان أبرزهم في تاريخ الغرب هو الإيطالي “نقولا ميكيافيلي” وهذا الرجل اعتبره البعض ظل الشيطان على الأرض حيث يمكن تعريف الكوجيتو الفلسفي لأفكاره بمبدأ “الغاية تبرر الوسيلة” حتى لو كانت الوسيلة هي الظلم أو القتل أو العقاب قبل الثناء.
أما أول من قدم تساؤلاته حول نشوء وسقوط الدول والحضارات فكان القاضي “عبد الرحمن ابن خلدون” عبر اكتشافه لعلم الاجتماع. وبلورها في عدة مراحل تنتهي بالكهولة. وهو احد من استفاد منهم “نقولا ميكيافيلي” في كتابه الأمير ولكن بالمركزية الغربية النرجسية.
كافة المقدمات الفلسفية والعلمية التي قدمها المفكرون طوال قرون كانت سببا مؤثرا على القادة السياسيين والعسكريين في صناعتهم للحضارات.
حتى استطاع الإنسان إن يختصر فكرة امتلاك القيادة بسهولة عبر هذه المبادئ الثلاثة. رغم قراءتي للكثير من كتب الإدارة والفلسفة والفكر غير أن كتاب “مدير الدقيقة الواحدة” بقي أكثر الكتب تأثيرا في تصوري الإداري الشخصي، وذلك لعبقرية بساطته.
مؤلفي الكتاب أحدهم دكتوراه في فلسفة الإدارة هو “كينيث بلانتشارد” أما المؤلف الثاني دكتوراه في الطب النفسي وهو “سبنسر جونسون” ولا اعتقد ان الكتاب تم تأليفه في وقت قصير، حيث أن عبقرية البساطة تلك تتطلب قدرة هائلة على عصر المعلومات ودمجها في معادلة موضوعية محددة. مثلما قام به “استيفن كوفي” في كتاب “العادات السبع للناس الأكثر فعالية” بعد اطلاعه على معظم أفكار الأخلاق الحضارية الغربية ثم كافة ما تستهدفه أبحاث دارسات علم النفس الحديث لما قبل كتابه.
من مدونة ماجد الحمدان للفكر الاقتصادي __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|
| |