دائماً تصلني تساؤلات من ألأخوة ألأعزاء متابعين أعمالي التلفزيونية والمسرحية وكل هذه التساؤلات تنصب في مجرى واحد وهو ( أين النص ؟ )
ولأن النص يحتاج لكاتب متخصص فهو لا يتوفر بسهولة فكتاب النصوص الحقيقيون هم كمنابع النفط التي إذا ما تم أستغلالها بشكل جيد فهي تتدفق وتغني وإذا أهملت توقفت وإذا تم أستغلالها بشكل متواصل دون توقف جفت ونضبت .
في كل بلد عربي نجد معاناة شديدة من كتاب النصوص وتتمحور هذه المعاناة في عدم ألأهتمام المادي والمعنوي بالكاتب فيكون التعامل مع الكاتب كالتعامل مع البقال وهنا يحدث التصادم بين الكاتب الملتزم المحترم وبين هؤلاء الذين ينظرون إليه على أنه بقال يبيع نصوص .
هؤلاء أنا أعني أكثر من واحد ( منتج ومخرج وممثل ) المنتج يريد نص بأجر أقل من أجر المخرج والممثل طيب أنت مش لاقي نص جيد وتبخل في شراء هذا النص ماذا تريد ؟؟ تريد تأخذ من الجرايد ومن بعض المسلسلات وتكون سرقة فنية لك ، والمخرج لا يفكر إلا في ألأخراج وينظر للنص من منظور أنه يفهم بالكاميرة وأنت يا المؤلف ماتفهم مثله ، والممثل يريد دور على مزاجه وقياسه ومواصفاته وليس مهم عنده القصة قوية ضعيفة المهم هو يكون متواجد بالشاشة طول العرض .
هؤلاء عقبة كبيرة للكاتب المحترم الذي يحترم نفسه وفكر ه وعقلية جمهوره بينما هم يريدون أن يجعلوا منه " مطيه " يمتطونها وقت مايشاءون ، من هنا يكون التصادم بينهم وبين أي كاتب محترم .
هنا تنشأ أزمة أسمها أزمة نص ، لا تجد نصوص محترمة لأن الكاتب المحترم لا يتعاملون معه أو لأنه لا يتعامل معهم .
في الدول الغربية ألأغنياء هم الكتاب والكاتب الذي يقوم بتأليف كتاب أو ينشر قصة له أو مذكراته يلقى كتابه رواجاً كبيراً ويدر عليه هذا الكتاب دخلاً يكيفيه طول عمره ، وفي السينما العالمية لا تجد كاتب بل تجد ( ورشة كتاب ) يأخذون القصة على شكل كتاب منشور ويقومون بتحويلها إلى نص سينمائي فهذا متخصص في الحوار وذاك متخصص في السيناريو وثالث للمراجعة ، هذا للأسف عندنا غير موجود ولن يكون موجود طالما لم يتم تنظيف الوسط الفني من هؤلاء الذين سبق ذكرهم .
المسؤلية هي مسؤلية الجمهور وعليه تقع مهمة التصدي لهؤلاء وعدم التعامل معهم مالم يقدمون له مايريده من عمل راق ومحترم ويرفض العروض التجارية الرخيصة والتي لا تخلو من ألأستهزاء حتى بالجمهور نفسه .