مثير للجدل : الحرية الإعلامية واقع مأساوي
كتب - هاشم العلوي
كيف تقف حرية أصحاب الأقلام عند الخط الأحمر؟ و من يحمي الصحفيين العرب من براثن الترهيب و الترغيب ؟ كما حصل مع عماد العبادي ، ذلك الإعلامي العراقي الذي نجى من محاولة اغتيال في يوم الثالث و العشرين من شهر نوفمبر تشرين الماضي ، حينما تلقى أربع رصاصات كاتم للصوت ، كادت تنهي حياته " قلت و كتبت أشياء خطيرة لكنني دفعت الثمن غالي برصاصات أربعة ، وجهت لي كانت ثلاثة منها في رأسي و الرابعة في رقبتي ، لكني سأستمر في هذا النهج حتى النهاية" العبادي وهو الأب لأربعة أطفال كشف من عمان في فترة نقاهة أنه استشعر الخطر و تلقى رسالة بالتهديد و القتل يوم أن كتب عن السلطة و الفساد و الإستهتار بالمال العام متجاوزاً لما يتم وصفه بالخطوط الحمراء " المخاطر كثيرة وليس لها حصر وأولها عندما تبحث في ملفات الفساد وأخطر هذه الملفات أن تبحث في ملفات مسؤولين في الحكومة أو قياديين ، فإنه سيكون مصيرك ماهو أشبه بمصيري" .
في عصر الفضائيات المفتوحة ، و مدى الحريات الصحفية ، تناولت الإعلامية فضيلة سويسي في برنامجها الأسبوعي "مثير للجدل" حول ما إذا كان الإعلام العربي مكبلاً بالقيود ويقبع تحت الأسر السلطوي أم أن هذه الصورة مبالغ فيها ، هي إحدى العبارات التي وجهت إلى الإعلامية في قناة الجزيرة الإخبارية ليلى الشايب واصفة بكل صراحة " أنا هنا مقتنعة للحديث عن واقع حرية الصحافة في الإعلام في العالم العربي في ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة، ولأنه مرت عليه بعض الأيام ولكن لا زلنا نعيش الأجواء ، حاولت المرور عل مقالات و تقارير ، لمنظمات معينة بحرية الصحافة و الإعلام و مراقبة لها للأسف لم ألاحظ تغيير كبير فيوم 3 مايو 2010 لا يختلف كثيرا عن يوم 3 مايو 2004 ، نفس العناوين تقريبا ، مع اختلافات طفيفة ، فيمن يحاول فرض سيطرة على الإعلام ، إنه وقاع مأساوي بكل ما للكلمة من معنى ، مع محاولات التخلص من هذه القيود بجهود فردية أحيانا تؤدي إلى السجن و الترهيب ، و محولات مستمرة و مستميتة مقابل فرض الحصار على الكلمة و الرأي ، الواقع لا يمكن أن اصوره بغير ما هو عليه ، واقع سيء ، أتمنى أن يتغير بجهودنا بما تفرضه علينا تكنلوجيا الإتصالات" .
أما في إذا كانت تعتبر الحكومات العربية الإعلام خصماً حاداً لها نفى رئيس تحرير جريدة الملاحظ التونسية أبو بكر الصغير ذلك بقوله " لا تعتبر الحكومات العربية الإعلام خصم وليس لها هذه المقاربة بخصوص الإعلام ، بالعكس هناك جوانب إيجابية في المشهد الإعلام العربي، و تطور مشهود والدليل على ذلك هو ما نطرحه حاليا بكل جرأة وصراحة ، إذا كنا نعتمد الزاوية التي تطرقت لها الأخت ليلى فهناك بعض المنظمات العربية في رأيي لها أجندات غير الأجندات التي تهم شأن المواطن العربي ، المهتم بمصالح الأمة العربية ، هذه المنظمات تنسى أوضاع الصحفيين في العراق و فلسطين ، نجد تقاريرها مركزة على بلدان معينة ، نعم هناك حالات قمع وتجاوزات من بعض الأنطمة وهناك اعتداءات على حريات الصحف من بلد إلى آخر ، و لكن ليس بهذا الشكل و بهذه الصورة السوداوية التي قدمتها الأستاذة ليلى "
و حول ما يمكن أن يلعبه الإعلام كسلطة رابعة في الوطن العربي أوضح الباحث في قضايا الإعلام اللبناني د.جورج صدقة " الإعلام مرآة الواقع و مرآة للنظام السياسي ، و الواقع الإجتماعي ، و الثقافي و الفكري، حيث لا يمكن للإعلام أن يلعب دور هام بعيدا عن العناصر الإجتماعية المكونة له في ظل أنظمة سياسية تحاربها وسائل الإعلام أو تحد من حريتها ، إذاً بهذه الطريقة لا يمكن أن يطلق عليه سلطة رابعة" موضحا في الوقت نفسه المفهوم الحقيقي للسلطة الرابعة "إنها السلطة النقدية و المراقبة، تقيم و تنتقد و تصحح ، وهذا ليس موجود في العالم العربي اليوم، الصحافة العربية اليوم في العالم العربي هي في حالة تمخض ، تفتش عن طريقها ، هناك قمع معين ، لكن هناك أيضا محاولات جدية في إيجاد طريق التحرر" و عن اتخاذ أساليب القمع و التنكيل و الإغتيالات و ارتباطها بالتوتر السياسي في لبنان " نحن نعرف بأن الوسيلة الإعلامية لها ثلاثة ركائز وهي الحرية و القانون و الأخلاقيات الإعلامية ، إذا ما أصيبت إحدى هذه الركائز تتخلخل وسائل الإعلام، فالحرية وحدها ليست بكافية ، يلزمها قوانين تحمي الصحافي و تحمي الجمهور من الصحافي ويلزمها أخلاقيات إعلامية ، التي تعني هي حرية المسؤولية"
كما يميل عبدالله السناوي رئيس تحرير جريدة العربي في مصر إلى نظرة ليلى الشايب، حول درجة الحديث عن الحرية الإعلامية في العالم العربي " إن وضع الحريات الصحفية في العالم العربي تختلف من دولة إلى أخرى لكن بشكل عام ، فكرة القمع هي موجودة وفي بلد مصر اعتقد ان بها حرية بقدر واضح للصحفيين ، لكن هذه الحرية يقال أحيانا أنها غير مسبوقة وانا مستعد ان اوافق على ذلك لكنها حرية عرفية تسمح بالإنقضاض عليها في أية لحظة وخلق قوانين لحبس الصحفيين ، في الوقت الذي يحاولوا فيه الصحفيين أن ينتزعوا مساحات في الحريات الصحفية ، فالرأي العام يتشوق إلى ذلك ، و السلطات برسانة القوانين تريد إحباط مثل هذه الهوامش ، و القيام بوضعها تحت السيطرة ، لكن في دول عربية أخرى هناك قمع شامل و فاضح واعتقال الصحفيين و التنكيل بهم بالإضافة إلى إغلاق الصحف"
و بعد إصلاح قانون الصحافة في الكويت عام 2006، باتت التشريعات الكويتية أكثر ليبرالية على مستوى المنطقة مع وجود خطر واردمن أي قرار حكومي بوقف أي صحيفة و مدى الحرية الموجودة فيها ، أشاد أمين السر العام لجمعية الصحفيين في الكويت فيصل القناعي بحرية الإعلام الكويتي " حن نفتخر في الكويت بمساحة الحربة الموجودة لنا سواء في الصحافة أو الفضائيات الكويتية أو حتى في المنتديات الإلكترونية ، و في هذا تحتل الكويت في في المركز الاول على مستو الوطن العربي و الشرق الأوسط منذ 10 سنوات" مؤكدا في الوقت نفسه " ليس لدينا أي سجين سياسي أو رأي ، كما أننا نحن ننادي في الكويت بالحرية المسؤولة ، وهي رؤية الصحفي المسؤولية عما يكتب أو ينشر ليس هناك حرية مفتوحة في العالم كله ، ونحن نجد في الكويت كيف يكون هناك تجاوز للحريات المتاحة ، كما أننا نحن نلجأ في المحاكم ليس لدينا قمع او اعتقالات ، للصحفيين ، وأنا أتمنى أن الدول العربية تصاب بالعدوى الإيجابية" .
</B></I>