05-06-2010, 03:31 AM
|
#1 (permalink)
|
خبيرة في التنمية البشرية
العــضوية: 5529 تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى | كل الشكر والتحية للاستاذ /أحمد سامي على استحداث هذ القسم الأدبي ،،و لقاؤنا الأول مع أبيات الحكمة في شعر المتنبي .... بداية جل شكري لكم استاذ أحمد سامي على استحداث هذا القسم الأدبي فثمة فرصة نجدها هنا في هذا المنتدى المتميز للالتقاء بنخبة ليست بالهينة من أصحاب الفكر و الوعي من الكتاب و المفكرين و المثقفين .
فنجد في الشعر و الأدب هواية و ملاذ للروح و بوح لما في الخلد و صفاء و ارتقاء للنفس و الفكر ، و ذائقتي كلاسيكية في الشعر غالبا أقرأ في المعلقات السبع و الشعر في صدر الإسلام و العصر الذهبي (العباسي و الأموي )فالمفردات فيها جزلة و فيها المعنى موجزا بليغا، بإذن الله سأشارككم منها ما أمكن و سأوجد لنفسي وقتا معكم فانشغالي في الدراسات العليا و تحضير الرسالة و لقاؤنا الأوَّل مع هذه الأبيات من أبيات الحكمة في شعر المتنبي الَّتي يقول فيها:
نَبْكِي عَلَى الدُّنْيَا وَمَا مِن مَعْشَرٍ * جَمَعَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَمْ يَتَفَـرَّقُوا
أَيْنَ الأَكَاسِرَةُ الْجَبَابِرَةُ الأُلَى * كَنَزُوا الكُنوزَ فَمَا بَقِينَ وَلا بَقُوا
مِن كُلِّ مَن ضَاقَ الفَضاءُ بِجَيْشِهِ * حَتَّى ثَوَى فَحَواهُ لَحْدٌ ضَيِّقُ
فَالْمَوْتُ آتٍ وَالنُّفوسُ نَفَائِسٌ * والْمَسْتَعـِزُّ بِمَا لَدَيْهِ الأَحْمَقُ
والْمَـرْءُ يَأْمُلُ والْحَيَاةُ شَهِيَّةٌ * وَالشَّيْبُ أَوْقَـرُ والشَّبيبةُ أنزَقُ
إذَا غَامَـرْتَ فِي شَرَفٍ مَرُومِ * فَلا تَقْنَعْ بِمَا دُونَ النُّجُومِ (1)
فَطَعْمُ الْمَوْتِ فِي أَمْرٍ حَقٍيرٍ * كَطَعْمِ الْمَوْتِ فِي أَمْرٍ عَظِيمِ (2)
يَرَى الْْجُبَنَـاءُ أنَّ الْعَجْزَ عَقْلٌ * وَتِلْكَ خَدِيعَةُ الطَّبْعِ اللَّئيمِ (3)
وَكُلُّ شَجَاعةٍ فِي الْمَرْءِ تُغْنِي * وَلا مِثْلَ الشَّجَاعَةِ فِي الْحَكِيمِ (4)
وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلًا صَحِيحًا * وَآفَتُـهُ مِنَ الْفَهْمِ السَّقِيمِ (5)
وَلَكِنْ تَأْخُـذُ الآذَانُ مِنْهُ * عَلَى قَـدَرِ القَرَائِحِ والعُلُـومِ (6) ـــــ // الشَّرح // ــــ
(1) غامَرْتَ: دَخَلْتَ في الغَمَرات، وهي: المهالك. وقوله: " في شَرَفٍ "؛ أي: في طَلَبِ شَرَفٍ؛ فحُذِفَ؛ للعِلْمِ بالمحذوف. ومَرُوم؛ أي: مطلوب. يقول: إذا خاطَرْتَ بنفسك في طلب الشَّرَف؛ فلا تقنَعْ باليسير منه.
(2) يُريد أنَّ الموت لا يصير حقيرًا بحقارة المطلب، ولا يعظم بعظمته، وإنَّما طعمه واحد في الحالَين، وإذا كانَ ذلك؛ فلا وَجْهَ للمخاطر، إلاَّ أن يقصد أسمى الأمور. (3) أي: أنَّ الجبان يتقاعد عن اقتحام العظائم؛ عجزًا منه، وهو يظنُّ أنَّ ذلك عقلٌ، وإنَّما هي خديعة؛ يزيِّنُها له لؤم طَبْعه؛ بما فيه من ضعف النَّفس، وصِغَر الهمَّة. [4]... الشَّجاعة -كيفما كانَتْ-؛ تُغني صاحبَها، وتكفيه مؤونة الخسف والعار، ولكنَّ الشَّجاعة في الحكيم لا تُقاس بها الشَّجاعة في غيره؛ لأنَّها تكون حينئذٍ مقرونةً بالحزم؛ فتكون أبعد مِنَ الفشل...
[5] الآفة: العاهة، والضَّمير للقول.
(6) القرائح: الطَّبائع. أي: كُلُّ سامعٍ يتناول من معاني الكلام على قدر سجيَّته وعلمه؛ فإنْ كانَ حاذِقًا؛ أحاطَ بفحواه، وعَلِمَ بصحَّته، وإنْ كانَ غَبِيًّا؛ خَفِيَ عليه المُراد منه؛ فأنكره، وعابه.
[العَرْف الطَّيِّب في شرح ديوان أبي الطيِّب (1/434-436)]. نتابع
إلَى كَمْ ذَا التَّخَلُّفُ والتَّوَانِي * وَكَمْ هَذَا التَّمَادِي فِي التَّمَادِي (1)
وَشُغْلُ النَّفْسِ عَنْ طَلَبِ الْمَعَالِي * بِبَيْعِ الشِّعْرِ فِي سُوقِ الكَسَادِ (2)
وَمَا مَـاضِي الشَّبَابِ بِمُسْـتَرَدٍّ * وَلا يَـوْمٌ يَمُـرُّ بِمُسْـتَعَادِ
مَتَى لَحَظَتْ بَيَاضَ الشَّيْبِ عَيْنِي * فَقَدْ وَجَدَتْهُ مِنْهَا فِي السَّوَادِ (3)
مَتَى مَا ازْدَدتُّ مِنْ بَعْدِ التَّناهِي * فَقَدْ وَقَعَ انتِقَاصِي فِي ازْدِيَادِي (4)
ـــــ // الشَّرح // ــــ
(1) التخلُّف: التأخُّر، والتَّواني: التقصير، والتَّمادي في الأمر: بلوغ مداه، وهو غايته؛ أي: وكم أتمادى في التَّقصير تماديًا متتابعًا.
(2) ... أي: وإلى كم أشغل نفسي عن طلب المعالي بنظم الشِّعر في مدح مَن لا قيمة عنده للشِّعر.
(3) أي: متى رأتْ بياض الشَّيب؛ كَرِهَتْهُ، كأنَّها رَأَتْهُ في سوادها؛ فَعَمِيَتْ به.
(4) أي: إذا بَلَغ الشَّباب نهايته؛ فزيادة العُمر بعد ذلك تُفضي إلى النُّقصان؛ بما ينشأ عنها من الضَّعف.
[العرف الطَّيِّب (1/209)]. من أبيات الحكمة في شعر المتنبي http://forum.hawahome.com/t73797.html __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|
| |