05-06-2010, 08:44 PM
|
#1 (permalink)
|
خبيرة في التنمية البشرية
العــضوية: 5529 تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى | أروع ماقيل في الفخر ....... أروع ماقيل في الفخر .....
الفخر أحد أبرز الأغراض الشعرية التي حفل بها الشعر العربي على امتداد عصوره ، باستثناء عصرنا الحديث . و هو يضارع المدح لجهة كونه قائما على الإشادة بفضائل النفس ، و تعداد مآثرها و مناقبها ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المدح يتوجه به الشاعر إلى شخص الممدوح الخارج عنه ، فما ينصب الفخر على امتداح الشاعر لنفسه ، و تعظيمه صفاتها ، و هذا ما يدعي بالفخر الذاتي .
وقد يتجاوز الفخر نطاق الذات ليفخر الشاعر بفضائل قومه ، و يطري على أمجادهم ، و هو الفخر الجماعي .
و قد يجمع الشاعر بين الفخرين فيكون الفخر ذاتيا و جماعيا ، في آن ، و هو في جميع أحواله ملتصق أشد الالتصاق بشخصية الشاعر ، و تاليا هو نوع من التعبير عن الذات ، و مظهر من مظاهر إعجاب الشاعر بنفسه ، المفطورة على حب الظهور ، و النزوع إلى التفوق و الاقتدار . ( ظللت كأني للرمح دريئة )
من أروع الفخر ماقاله عمرو بن معد يكرب الزبيدي ، الشاعر الجاهلي و الإسلامي ، من المخضرمين ، و المقدمين في الشدة و السؤدد و الفروسية . و لقد دافع عن المسلمين ، و شهد الكثير من الوقائع و الحروب ، يقول عمرو مفتخرا :
و لمّا رأيتُ الخيلَ زُورا ًكأنّها* جداولٌ زرعٍ أُرْسلتْ فاسْبطَرتِ (1)
فحاشتْ إلى النًفسٌ أولَ مرّة ٍ*فردت على مكروهِها فاستقرّتِ (2)
علام َتقول ُالرمحُ يثٌقلٌ عاتقي *إذا أنا لم أطعنْ إذا الخيلٌ كرّت
لحا اللهُ جرما ًكلَما ذرَ شارقٌ * و جوه َكلابٍ هارشتْ فازْبأرت (3)
فلم تُغن ِجرم ٌنهدَها إذْ تلاقتا * و لكن جرماً في اللقاءِ ابْذعرّت(4)
ظلِلتُ كأنّي للرماحِ دريئةٌ *أقاتل عن أبناءِ جرمٍ و فرّت (5)
فلو أنَ قومي أنطقتَني رماحُهم * نطقْت و لكنَ الرماح َ أجرّتِ (6) ــــ//معاني المفردات //ــــ
1)اسبطرت : امتدت . والزور ، جمع زوراء و هي الماثلة .
2) جاشت : اضطربت من الفزع .
3) لحا : قبح و لعن . و ذر : طلع . و الشارق : الشمس . و جرم : اسم قبيلة و ازبأرت : تهيأت للقتال .
4) نهدها ، أي قبيلة نهد . و ابذعرت : تفرقت ز
5) دريئة : عرضة
6) أجرت : شقت لسان الفصيل لئلا يرضع ثدي أمه الناقة و معنى البيت أنهم لو أبلوا في الحرب بلاء حسنا لمدحهم و ذكر بلاءهم . ( و بقيت مثل السيف بردا )
و من جيد فخر عمروا أيضا ، ماقاله في اليوم الذي جرى بين قومه و أحلافهم من جرم ، من جهة ، و بين بني الحرث بن كعب و حليفتها نهد ، من جهة ثانية ، يقول عمرو مفتخرا بمناقبه و شجاعته ، و بنفسه العاشقة البطلة :
ليس الجمالً بمئزرٍ فاعلم و إن رُدّيت َبًردا
إنّ الجمالَ معادنُ و مناقبً أورثْن مجدا
أعددتُ للحدثانِ سابغةٍ و عدّاءً عَلَنْدِي (1)
نهداً و ذا شطبِ يقدً البيضّ و الأبدانَ قدّأ(2)
و علمتُ أني يومَ ذاك مُنازلً كعباً و نهدا(3)
قومٌ إذا لبسوا الحديدَ تنمّروا حلقا ً و قدّا(4)
لما رأيتُ نساءَنا يفحصْن بالمعزاءِ شدّا(5)
و بدتْ لميسُ كأنها بدرُ السماءِ إذا تبدّى
نازلْتُ كبشَهمُ و لم أر مِن نزالِ الكبشِ بدّا (6)
هم ينذرون دمي و أنذرُ إنْ لقيتُ بأنْ أشدّا
كم مِن أخٍ لي صالح بوّأته بيديَ لحدا (7)
ما إنْ جزعتُ و لا هلِعْتُ ولا يردُ بكاي زندا(8)
ألبستُه أثوابه و خُلقتُ يومَ خلقت جَلْدا (9)
أغني غناءَ الذاهبين أعدٌ للأعداءِ عدّا(10)
ذهبَ الذين أُُحبهم و بقيتُ مثلَ السيفِ فردا و من جيد فخر عمروا بن معد يكرب ، أيضا ، قوله :
و لقد أجمعُ رجلي َ بها
حذرَ الموتِ و إني لَفرور
و لقد أعطفُها كارهة ً
حين للنفس من َ الموتِ هرير
كلُ ما ذلك مني خُلُقٌ
و بكلِّ أنا في الرّوْعِ جدير (11) ــــ//معاني المفردات //ــــ
1)الحدثان : حوادث الدهر . و السابغة :الدرع الواسعة . و العداء : الفرس السريع و العلندي : الشديد .
2) نهد : ضخم . و الشطب : طرائق السيف . و القد : القطع طولا . و البيض ، ما يوضع على الرأس من الحديد .
3) كعب و نهد ، قبيلتان .
4) تنمروا : صاروا كالنمور . و الحلق : الدروع . و القد : الدرع . و هنا يعظم من شأن الخصم تعظيما لشأنه .
5) المعزاة : الأرض الصلبة .
6) الكبش : السيد و الرئيس .
7) بوأته : أنزلته . و اللحد : جانب القبر .
8) هلعت : جزعت كثيرا .
9) جلدا : قويا شديدا .
10) الغناء : النفع .
11) و الروع : اللقاء في الحرب . و الهرير :الصوت القوي . و أعطفها : أميلها . و الفرور : الذي يفر ثم يكر على الأعداء .
شاعرنا هذا واحد من الشعراء الذين قالوا في الفخر
و أروع ماقيل في الفخر كعنترة و عبيد العنبري و تأبط شرا و أبو كبير الهذلي و جابر الطائي و ربيعة بن مقروم و حاتم الطائي و عوف بن الأبرص و المتنبي و أبو علاء المعري و ابن حبناء و أبو فراس الحمداني و غيرهم كثيرا تجده في كتاب أروع ماقيل في الفخر للدكتور يحي شامي على هذا الرابط ..قراءة ماتعة http://www.4shared.com/xxxxxxxx/0mv_KJQ0/____.html __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|
| |