«مريم الغضبان».. شمس لا تغيب عن سماء الفن عشقت أهلها ووطنها.. وظلت «وفية» لفنها حتى الرحيل «مريم الغضبان».. شمس لا تغيب عن سماء الفن على الرغم من شدة آلامها ومرضها فانها رفضت ان تغادر وطنها الحبيب الكويت لكي تتلقى العلاج في الخارج، ولم تكن تملك وقتها سوى بعض الامنيات البسيطة من فوق فراش المرض، اذ قالت بعفوية: «لن اترك ديرتي، واقول لجمهوري ادعوا لي».
انها «حبابة الكويت» مريم الغضبان التي لم تحمل في داخلها اي اسى او غضب من عدم زيارة زملاء الدرب لها في المستشفى باستثناء البعض منهم مثل الفنان منصور المنصور وعيسى المنصور وسعاد عبدالله وغانم الصالح وانتصار الشراح وخالد النفيسي رحمه الله حتى رحلت عن عالمنا في 3 يونيو من العام 2004 حيث تحل ذكراها السادسة هذا الشهر. حكايات رمضان
وسوف نسرد محطات من مسيرتها الفنية المليئة بالعطاءات حتى في محنتها التي المت بها، اذ كانت تطلب من زوجها مكي القلاف ان يحكي لها حكايات «كل يوم حزاية» حتى تلقيها على مسامع جمهورها بصوتها العذب في شهر رمضان، فلا تغيب عنهم، وتستمر في وجدانهم نظرا لفقدانها البصر في ذلك الوقت، غير انها كانت مؤمنة بقضاء الله وقدره. بداية مسرحية
ولدت العضبان في 20 نوفمبر العام 1948، ومنذ صغرها تأثرت كثيرا بالفن حيث كانت تذهب مع عائلتها الى المسرح منذ ان تم انشاء السينما الشرقية فحضرت مسرحية «قرعة وصلبوخ» وكانت تفكر دوما فيما يدور خلف كواليس المسرح.
قدمت «صقر قريش» من تأليف حمود تيمور واخراج زكي طليمات وكانت بدايتها الحقيقة في المسرح عام 1962 مع كل من عبدالحسين عبدالرضا ومريم الصالح وسعد الفرج وعبدالله خريبط وخالد النفيسي وغانم الصالح وقالت وقتها: متخوفة جدا واشعر بالرعب الشديد من مواجهة الجمهور.
تجربة الطفل
وفي مشاركتها من خلال «افتح يا سمسم» مع مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك قالت: «المهم في تلك التجربة الفنية هو اكتشافي علميا وتجريديا لاهمية العنصر التشكيلي للطفل». درس الغزو
ومن اقوالها المأثورة بعد الغزو: «ان الازمة درس للكويت تضاعفت بعدها المسؤولية ويجب حملها دون الالتفات حول اي اهتراءات تحاول شق صفوف شعبنا».
وعبرت عن حبها لوطنها وشعبها في احد لقاءاتها الاعلامية قائلة: «قرت عيني بأهل الكويت واهلها وسأسعى الى اسعاد جمهوري حتى مماتي رغم ان الاضاءة تضر عيوني». اتقان الفصحى
وفي احد المرات ردت عن نفسها اتهاما بعدم اتقان الفصحى، فقالت: من يقول انني لا اجيد الفصحى العربية، والدليل على ذلك انني شاركت في برامج اذاعية ناجحة منها «نجوم القمة» و«نافذة على التاريخ» وهما من البرامج التي تقدم بالفصحى، بالاضافة الى انني خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية. انتقاء وتنويع
وكانت الراحلة تحسن انتقاء ادوارها، ولو كانت صاحبة الدور بسيطة، لانها كانت تبحث عن الكيف لا الكم، كما انها تحرص على تنويع ادوارها دوما، فلعبت شتى الادوار من ام وزوجة ومراهقة وغيرها وكل دور كان في الوقت المناسب له.
وعن اعمالها قالت: كل اعمالي بالنسبة لي مفضلة، لكن اهمها «باي باي لندن» و«سكانه مرته» هذا من حيث المسرح، اما عن التلفزيون فهناك «خالتي قماشة والعائلة» واقرب ادواري الى قلبي دور «حبابة» في التلفزيون. تعامل راقٍ
وكان تعامل الغضبان مع زملائها النجوم راقيا لا تبخس قدر احد، وتثني على العمل الجيد، وتعترف بانها استفادت من فنان او فنانة زاملته في حياتها ولا ننسى مقولتها المشهورة في حبابة: «لي يانا وياكم، خير لفانا ولفاكم، وشر تعدانا وتعداكم زور ابن الزرزور، اللي عمره ما جذب ولا حلف زور، ذبح بقه وترس سبعة جدور، وخلال الشحوم واللحوم على الصواني تدور». http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=36224 __________________ وهج الأمس الأفضل لشهر يوليو
|