عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-2010, 02:21 PM   #1 (permalink)
نوره عبدالرحمن "سما"
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي حمزة قناوي : في موعد الغيوم




في موعد الغيوم



تقابَلا

في موعدِ الغيومِ ..

بُرْعُماً وجدولا

تقابَلا .. ففاضَ في عَيْنَيْهِمَا الحَنينُ

راحِلاً ومُقبِلا

تَكَلَّما .. كأنَّما تَعَندَلا !

تفجَّرَ الحنينُ فيهِما واسترسلا

تبادَلا ..

شوقاً يقرُّ في العيونِ هائِلا

تَلاَمَسا .. كَأنَّما تَداخَلا !

وغَابَ لَيْلٌ مُعْتِمٌ

لِضوءِ سِرٍّ انجلَى

تَرَاقَصَا .. كنَجمَتَيْنِ تومِضانِ فَرْحةً

كَنَغْمَتَيْنِ في الهواءِ للبعيدِ تَرْحَلا

تَعانَقا ..

وسَافَرَ النَّعيمُ في روحَيْهِمَا .. فما تَمَهَّلا

تَساءَلا : وهل يدومُ ذلكَ الحنينُ سَرْمدا

يدومُ ما قد أمِلا ؟

تأمَّلا .. نهراً يُرقرِقُ الغِناءَ في قَلبَيْهِمَا

ومَوعِدَيْنِ للشُّروقِ في العيونِ أقبَلا

تَضَاحَكا ..

وأفسَحَ النعاسُ في روحيهما مدى

فسافرا للحُلمِ نائِمَيْنِ في حدائق الربيعِ

زهرةً وبُلْبُلا

-----------------------------

استيقَظَا

كَأَنَّمَا تَبَدَّلا !

ورَاحَت العيونُ تَلتقي

كَأنما الأَسى يلُفُّها ..

.. كأنَّما تساؤُلا ..

يقرُّ في العيونِ جَارِحَاً وقاتِلا !

تَنهَّدا ..

تَمَلمَلا

تَكَلَّما .. فأُضرِمَ الحوارُ مُشْعَلا

تَغَيَّرَا ..تَحَوَّلا

تَبادَلا الجَفاءَ والخصامَ في قساوةٍ

وردَّدَ الصَّدَى

لحناً يغيبُ في السُّكونِ بعدَما علا

تَبَاعَدَا ..

خبا النَّهارُ في العيونِ

والرَّبِيعُ عادَ ذابِلا

تَبَاعَدا

تلاشيا هُناكَ في متاهةِ الغياب

نَجمَتانِ مرَّتا لِتَرْحَلا

لم يَبقَ من صَدى لِقَاهما في مَوعِدِ الغيومِ

غيرَ طيفهِ الشَّفيف

وعَبْرَتَانِ تأمَلانِ عودةَ الحنين

دونَ أن تُؤَمَّلا




الشاعر حمزة قناوي


نبذة عن شاعرنا و مزيدا من أشعاره :الموسوعة العالمية للشعر العربي متوافر على :


http://adab.com/modules.php?name=Sh3...id=395&start=0

 

 

__________________

 


لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292