عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-2010, 01:56 AM   #1 (permalink)
نوره عبدالرحمن "سما"
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي ارتفاع ضغط الدم و الطب الرياضي


ارتفاع ضغط الدم و الطب الرياضي




من كتاب : الطب الرياضي و الوقاية من الأمراض المعاصرة

لـمعلمي و مدربي الدكتور سليم بيك علاء الدين الشيشاني



من المعروف أن كل إنسان لديه ضغط دم ، و إلا فإنه يفقد القدرة على استمرار عمليات الأيض داخل الجسم ( و هي ولادة و تصنيع الطاقة خلال عملية تحليل الكربوهيدرات أثناء اندماجه مع الأوكسجين ) ، و تستحيل عندها الحياة .

وضغط الدم ببساطة هو الضغط الناشئ في أثناء اندفاع الدم على الجدران الداخلية للشرايين ، و يتم قياس هذا الضغط بواسطة جهاز قياس خاص يسجط بوحدة المليمتر زئبق (MM HG)، و قراءة ضغط الدم تعطي برقمي 120/80 ميليمتر ئبق حيث يمثل الرقم العالي (120) ضغط الدم الانقباضي ، أي انقباض القلب دافعا الدم عبر الشرايين ، و الرقم المنخفض (80) ضغط الدم الانبساطي ، و يحدث ذلكـ في أثناء انبساط القلب و توقفه عن النبض بين نبضتين متتاليتين ، إذ يعود الدم إلى القلب و الضغط الحادث على جدران الشرايين يعتمد على كمية الدم المدفوعة من القلب لكل دقيقة ، و على مقاومة الأوعية الدموية لجريان الدم فكلما كانت كمية الدم المدفوعة بالدقيقة مرتفعة ، كان هناك ارتفاع في ضغط الدم كما أن زيادة مقاومة الأوعية الدموية لجريان الدم يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم .و يعد ضغط الدم مرتفعا إذا كانت قراءة الرقمين ، 140/80 ميليمتر زئبق فما فوق ، و إذا ما ارتفع عن ذلكـ فإن الفرد يكون لديه ما يعرف بضغط الدم المرتفع و هنا يحتاج إلى المراقبة و العلاج . و يعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى أمراض القلب ، و الشرايين ، و الجلطات الدموية ، كما أن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى تلف الجدران الداخلية للشرايين ، و من ثم تصلبها و هذا يعتبر أحد العوامل الأساس في أمراض الشرايين التاجية ، إضافة إلى أن ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل قد يكون له علاقة بالفشل الكلوي .

و تشير بعض الإحصائيات الأمريكية إلى أن ما يعادل 40 مليون إنسان بعانون من ارتفاع ضغط الدم ، كما أن بعض الإحصائيات العربية قد أشارت إلى زيادة انتشار هذا المرض في الآونة الأخيرة . إن الأسباب الحقيقية للإصابة بهذا المرض غير معروفة في 90% من الحالات ، و يعتقد أن هناك العديد من العوامل التي تسبب ارتفاع ضغط الدم ، و من هنا فإن الشفاء الكامل من هذا المرض غير ممكن ، إلا أن تغيير نمط الحياة و استخدام الأدوية المناسبة قد يؤدي إلى ضبط ارتفاع ضغط الدم .

إن المعالجة لضغط الدم المرتفع تعتمد على شدته و على مرحلة التصنيف ، إلا أن الطريقة الحكيمة لا تعتمد أولا على استخدام الأدوية بل على تغيير السلوك و نمط الحياة ، و هذه تتضمن الإقلاع عن التدخين ، و التخلص من الوزن الزائد ، و تقليل الملح مع الطعام ، و التخلص من الضغوط النفسية ، و الإقلاع عن شرب الخمور و ممارسة النشاطات البدنية .



و تشير الجمعية الأمريكية للطب الرياضي (1993) ، في تقريرها إلى أن الأبحاث العلمية قد أشارت بوضوح إلى أن النشاط البدني الأوكسجيني يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع ، و الشناط البدني متوسط الشدة ، مثل الجري الخفيف أو المشي السريع ، أو السباحة ، ينصح بممارسته لضبط ارتفاع ضغط الدم . و النشاطات البدنية متوسطة الشدة نعني بها تلك النشاطات التي تكون فيها شدة الحمل تتراوح ما بين 55-70 % من أقصى ضربات للقلب ، و توضيح ذلك : لنفرض أن إنسانا عمره 40 سنة و أقصى ضربات قلب متوقعة له تكون 220-40 =180 نبضة لكل دقيقة ، و لحساب 55-70% من الأقصى (180 نبضة ) ، فإن عدد ضربات القلب تساوي 99 -126 نبضة لكل دقيقة على التوالي ، أي أن ضربات قلب هذا الإنسان خلال النشاط البدني الذي يجب أن يمارسه تتراوح ما بين 99 إلى 26 نبضة لكل دقيقة ، كما ينصح أن يؤدي هذا النشاط لمدة تتراوح ما بين 30 -40 دقيقة كل مرة ، و بمعدل ما بين 5-6 مرات أسبوعيا .

و يشير العديد من الدراسات العلمية إلى أن ممارسة هذا النوع من النشاط البدني أو الحركي لبضعة شهور يخفض ضغط الدم الانقباضي بحدود 11نقطة و الانبساطي بحدود 9 نقاط ، و هذا قد يكون كافيا لخفض ضغط الدم المرتفع .و المهم في نوعية هذا النشاط أن يكون مناسبا للفرد . و ممتعا حتى يستمر أداؤه لفترة زمنية طويلة ، و قد أشارت أيضا بعض الدراسات على الفئران إلى أن ضغط الدم المرتفع وراثيا يمكن أن يضبط من خلال ممارسة النشاطات البدنية و الحركية .

و قد أكدت الجمعية الأمريكية للطب الرياضي (1993) ، أن النشاط البدني متوسط الشدة (50 - 75 % من أقصى ضربات قلب متوقعة للفرد ) يؤدي إلى خفض ضغط الدم بشكل ملحوظ خلال وقت الراحة ، و هذا يعني أن ارتفاع مستوى اللياقة البدنية له علاقة في تحسين ضغط الدم و ضبطه ، و تشير في بحثها المنشور في مجلة " نيو انجلند " الطبية إلى أن الأفراد المدربين و الذين يتمتعون بلياقة بدنية لا يتوقع أن يصابوا بارتفاع ضغط الدم الأولي مقارنة بأقرانهم غير المدربين ، الذين لا يتمتعون بهذه اللياقة ، حيث تكون النسبة ما بين 6-8% عند المدربين في حين عند غير المدربين تصل ما بين 12-15 % ، إضافة إلى أن المدربين يشكلون ما نسبته 75 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم الأولي مقارنة بـ 90 % من غير المدربين .


و تشير دراسة إلى أن زيادة شدة الحمل ما بين 80 -85 % من أقصى ضربات للقلب لا تحسن ضغط الدم المرتفع ، بل ربما تؤدي إلى زيادة في ارتفاع ضغط الدم ، و من هنا فإنه لا ينصح بممارسة النشاطات البدنية ذات الشدة العالية . و يشير العديد من الدراسات العلمية إلى أن النشاط البدني يؤدي إلى زيادة ضغط الدم الانقباضي مع كل زيادة في شدة الحمل ، أما ضغط الدم الانبساطي مفاده ما يكون ثابتا و لا يتغير أو قد ينخفض قليلا مع كل زيادة في شدة الحمل . و لذلك فهناك بعض النشاطات البدنية والحركية التي لا يستحسن القيام بممارستها من قبل الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم ، مثل : رفع الأثقال ، و المصارعة و الملاكمة ، و الجمباز ، و غيرها من النشاطات التي تضع حملا ثقيلا على الجسم .


و تشير دراسة إلى أن ضغط الدم قد وصل إلى 311/184 و 370 /360 ميليمتر زئبق عند بعض الأفراد في أثناء تأديتهم لرفع الأثقال بوزن عال . و من هنا فإن دفع الأثقال له محاذيره عند استخدامه من قبل المصابين بارتفاع ضغط الدم .


و يتفق الكثير من الباحثين على طريقة معالجة المرحلة الأولى من ضغط الدم المرتفع (140/90 و 159 /99 ) من خلال تغيير نمط الحياة ، و ليس من خلال العقاقير الدوائية ،و قد تستمر هذه المعالجة إلى حوالي ستة شهور تقريبا بحيث تتضمن ممارسة النشاطات البدنية ، و تخفيف الوزن ، و الإقلاع عن التدخين و تقليل نسبة الأملاح في الطعام ، و تقليل الضغوط النفسية ،
و إذا لم تحصل استجابة مناسبة من ناحية خفض ضغط الدم ، فإنه يتم اللجوء إلى استخدام العقاقير الدوائية المناسبة ، لأن زيادة ارتفاع ضغط الدم قد تحدث تلفا لبعض الأجهزة الحيوية أو مشكلات في الجهاز الدوري . أما المرضى في المرحلة الثانية و ما بعدها فإنه يجب معالجتهم باستخدام العقاقير الدوائية إلى جانب استخدام المعالجة غير الدوائية .


إن دور النشاط البدني و الحركي و آليته كعامل مستقل في ضبط ضغط الدم المرتفع و خفضه غير معروفة تماما ، إلا أن هناك العديد من الدراسات العلمية تؤكد دور النشاط البدني و الحركي في خفض ضغط الدم المرتفع ، كما أن للنشاط البدني أثرا عظيما في خفض وزن الجسم ، الذي يعد أحد العوامل التي لها علاقة بارتفاع ضغط الدم .


و تشير الدراسة في هذا الصدد إلى أن خفض وزن الجسم 5 كغم تقريبا يؤدي على خفض الدم المرتفع ، إلى جانب أثر النشاط البدني في زيادة فعالية الأدوية المستخدمة لمعالجة ارتفاع ضغط الدم . كما يعد النشاط البدني و سيلة للاسترخاء تساعد في تخليص الفرد من القلق ، و الهبوط و الشد ، و التوتر و جميعها لها علاقة بارتفاع ضغط الدم .


إن الأخبار السارة و السعيدة هي أن قوة الإرادة و الطموح و اتباع النصيحة من قبل الأطباء و المختصين تساعد على ضبط ارتفاع ضغط الدم و من ثم تحسين نوعية الحياة ، و لذلك فإن تغيير نمط و سلوك الحياة و رتابتها ، الذي ربما يكون صعبا على كثير من الناس ، يؤدي إلى التمتع بالصحة و العافية المطلوبة ، فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلى المرضى .


طبتم وطاب يومكم ..آمل أن حاز على رضاكم

 

 

__________________

 


لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292