عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2010, 02:50 PM   #1 (permalink)
نوره عبدالرحمن "سما"
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي ابن حزم الأندلسي ......( قصيدة الفريدة الإسلامية )




علي بن حزم الأندلسي, طابع بريدي إسباني في ذكرى ألفيته


بداية ،، الثقافة الأخذ من كل علم بطرف , و الحكمة أن تتوقف على جميع الأطراف لا أن تحصر نفسك في إطارا ضيق و نحو أفق أوسع و خيار أفضل

لغتنا العربية جادت لنا بتراث نادر و كنز عظيم يجب أن نصونه في هذا المنتدى الأدبي من المتحتم علينا تناول أغلب الأشعار المشهورة و كما جاءت في دوواين العرب


حقيقة القصيدة قوية و معذرة أخوتي من الواجب أن ننقل لكم أشهر ما كتب في الأدب العربي و من باب الأمانة العملية ذكرها كما هي دون تصريف أو تعديل و لنضمن للأدب قيمته :



أنقل لكم إخوتي قصيدة أرسلها الملك النصراني نقفور ملك الأرمن الى الخليفة المطيع لله ، وفيها يفتخر ويسب الإسلام والمسلمين ويهدد أنه سيملك بلاد الاسلام كلها حتى الحرمين وأنه سينتصر لدين المسيح ، ولقد إنتخى للجواب عنها الامام الحافظ الفقيه أبو محمد بن حزم الأدلسي فافاد و أجاد، و أجاب عن كل فصل باطل بالصواب والسداد ...


أبدأ أولاً بقصيدة نقفور ثم أتبعها بقصيدة ابن حزم رحمه الله وهو يرد عليه .

قصيدة نقفور :
وهذه هي قصيدة نقفور أنقلها كما أوردها الامام ابن كثير ( البداية والنهاية ج 11 / ص 279 ) .

قال ابن كثير ":

وها أنا اذكر القصيدة الارمنية المخذولة الملعونة، و أتبعها بالفريدة الاسلامية المنصورة الميمونة‏.‏

قال المرتد الكافر الارمني على لسان ملكه لعنهما الله و أهل ملتهم اجمعين اكتعين ابتعين ابصعين امين يا رب العالمين‏.‏

ومن خط ابن عساكر كتبتها، وقد نقلوها من كتاب صلة الصلة للفرغاني‏:‏



من الملك الطهر المسيحي مالك * الى خلف الاملاك من ال هاشم

الى الملك الفضيل المطيع اخي العلا *ومن يرتجى للمعضلات العظائم

اما سمعت اذناك ما انا صانع * ولكن دهاك الوهن عن فعل حازم

فان تك عما قد تقلدت نائماً * فاني عما همني غير نائم

ثغوركم لم يبق فيها - لوهنكم * وضعفكم - الا رسوم المعالم

فتحنا الثغور الارمنية كلها * بفتيان صدق كالليوث الضراغم

ونحن صلبنا الخيل تعلك لجمها * وتبلغ منها قضمها للشكائم

الى كل ثغر بالجزيرة اهل * الى جند قنسرينكم فالعواصم

ملطية مع سميساط من بعد كركر * وفي البحر اضعاف الفتوح التواخم

وبالحدث الحمراء جالت عساكري * وكيسوم بعد الجعفري للمعالم

وكم قد ذللنا من اعزة اهلها * فصاروا لنا من بين عبد وخادم

وسد سروج اذ خربنا بجمعنا * لنا رتبة تعلوا على كل قائم

واهل الرها لاذوا بنا وتحزبوا * بمنديل مولى علا عن وصف ادمي

وصبح راس العين منا بطارق * ببيض غزوناها بضرب الجماجم

ودارا وميافارقين وازرنا * اذقناهم بالخيل طعم العلاقم

واقريطش قد جازت اليها مراكبي * على ظهر بحر مزبد متلاطم

فحزتهم اسرى وسقيت نساؤهم * ذوات الشعور المسبلات النواعم

هناك فتحنا عين زربة عنوة * نعم وابدنا كل طاغ وظالم

إلى حلب حتى استبحنا حريمها * وهدم منها سورها كل هادم

أخذنا النسا ثم البنات نسوقهم * وصبيانهم مثل المماليك خادم

وقد فر عنها سيف دولة دينكم * وناصركم منا على رغم راغم

وملنا على طرسوس ميلة حازم * اذقنا لمن فيها لحزّ الحلاقم

فكم ذات عز حرة علوية * منعمة الاطراف ريا المعاصم

سبينا فسقنا خاضعات حواسراً * بغير مهور، لا ولا حكم حاكم

وكم من قتيل قد تركنا مجندلاً * يصب دماً بين اللها واللهازم


وكم وقعة في الدرب افنت كماتكم * وسقناهم قسراً كوسق البهائم

وملنا على ارياحكم وحريمها * مدوخة تحت العجاج السواهم

فاهوت اعاليها وبدل رسمها * من الانس وحشاً بعد بيض نواعم

إذا صاح فيها البوم جاوبه الصدى * واتبعه في الربع نوح الحمائم

وانطاك لم تبعد علي وانني * سافتحها يوماً بهتك المحارم

ومسكن ابائي دمشق فانني * سارجع فيها ملكنا تحت خاتمي

ومصر سافتحها بسيفي عنوة * واخذ اموالاً بها وبهائمي

و اجزي كافوراً بما يستحقه * بمشط ومقراض وقص محاجم

ألا شمروا يا اهل حمدان شمروا * اتتكم جيوش الروم مثل الغمائم

فإن تهربوا تنجوا كراماً وتسلموا * من الملك الصادي بقتل المسالم

كذاك نصيبين وموصلها الى * جزيرة ابائي وملك الاقادم

سافتح سامرا وكوثا وعكبرا * وتكريتها مع ماردين العواصم

واقتل اهليها الرجال باسرها * واغنم اموالاً بها وحرائم

ألا شمروا يا أهل بغداد ويلكم * فكلكم مستضعف غير رائم

رضيتم بحكم الديلمي ورفضه * فصرتم عبيداً للعبيد الديالم

ويا قاطني الرملات ويلكم ارجعوا * الى ارض صنعا راعيين البهائم

وعودوا الى ارض الحجاز اذلة * وخلوا بلاد الروم اهل المكارم

سألقي جيوشاً نحو بغداد سائراً * إلى باب طاق حيث دار القماقم

و أحرق اعلاها واهدم سورها * و أسبي ذراريها على رغم راغم

وأحرز اموالاً بها واسرّة * واقتل من فيها بسيف النقائم

وأسري بجيشي نحو الاهواز مسرعاً * لاحراز ديباج وخزّ السواسم

وأشعلها نهباً وأهدم قصورها * وأسبي ذراريها كفعل الأقادم

ومنها الى شيراز والري فاعلموا * خراسان قصري والجيوش بحارم

إلى شاس بلخ بعدها وخواتها * وفرغانة مع مروها والمخازم

وسابور اهدمها واهدم حصونها * واوردها يوماً كيوم السمائم

وكرمان لا أنسى سجستان كلها * وكابلها النائي وملك الأعاجم

أسير بجندي نحو بصرتها التي * لها بحر عجاج رائع متلازم

الي واسط وسط العراق وكوفة * كما كان يوماً جندنا ذو العزائم



وأخرج منها نحو مكة مسرعاً * أجر جيوشاً كالليالي السواجم

فاملكها دهراً عزيزاً مسلماً * اقيم بها للحق كرسي عالم

وأحوي نجداً كلها وتهامها * وسراً واتهام مذحج وقحاطم

واغزو يماناً كلها وزبيدها * وصنعاءها مع صعدة والتهائم

فاتركها ايضاً خراباً بلاقعاً * خلاء من الاهلين اهل نعائم

وأحوي اموال اليمانين كلها * وما جمع القرماط يوم محارم

أعود إلى القدس التي شرفت بنا * بعز مكين ثابت الاصل قائم

واعلو سريري للسجود معظماً * وتبقى ملوك الارض مثل الخوادم

هنالك تخلو الارض من كل مسلم * لكل نقي الدين اغلف زاعم

نصرنا عليكم حين جارت ولاتكم * واعلنتمو بالمنكرات العظائم

قضاتكم باعوا القضاء بدينهم * كبيع ابن يعقوب ببخس الدراهم

عدو لكم بالزور يشهد ظاهراً * وبالافك والبرطيل مع كل قائم

سافتح ارض الله شرقاً ومغرباً * وانشر ديناً للصليب بصارمي

فعيسى علا فوق السموات عرشه * يفوز الذي والاه يوم التخاصم

وصاحبكم بالتراب أودى به الثرى * فصار رفاتاً بين تلك الرمائم

تناولتم اصحابه بعد موته * بسبّ وقذف وانتهاك المحارم




من المحتمي بالله رب العوالم *** ودين رسول الله من آل هاشم
محمد الهادي إلى الله بالتقى *** وبالرشد والاسلام أفضل قائم
عليه من الله السلام مرددا *** إلى أن يوافي الحشر كل العوالم
إلى قائل بالافك جهلا وضلة *** عن النقفور المفتري في الاعاجم
دعوت إماما ليس من أمرائه *** بكفيه إلا كالرسوم الطواسم
دهته الدواهي في خلافته كما *** دهت قبله الاملاك دهم الدواهم
ولا عجب من نكبة أو ملمة *** تصيب الكريم الجدود الاكارم
ولو أنه في حال ماضي جدوده *** لجرعتم منه سموم الاراقم
عسى عطفة لله في أهل دينه *** تجدد منه دارسات المعالم
فخرتم بما لو كان فيكم حقيقة *** لكان بفضل الله أحكم حاكم
إذن لا عترتكم خجلة عند ذكره *** وأخرس منكم كل فاه مخاصم
سلبناكم كرا ففزتم بغرة *** من الكر أفعال الضعاف العزائم
فطرتم سرورا عند ذاك ونشوة *** كفعل المهين الناقص المتعالم
وما ذاك إلا في تضاعيف عقله *** عريقا وصرف الدهر جم الملاحم
ولما تنازعنا الامور تخاذلا *** ودانت لاهل الجهل دولة ظالم
وقد شعلت فينا الخلائف فتنة *** لعبدانهم مع تركهم والدلائم
بكفر أياديهم وجحد حقوقهم *** بمن رفعوه من حضيض البهائم
وثبتم على أطرافنا عند ذاكم *** وثوب لصوص عند غفلة نائم
ألم تنتزع منك بأعظم قوة *** جميع بلاد الشام ضربة لازم
ومصرا وأرض القيروان بأسرها *** وأندلسا قسرا بضرب الجماجم
ألم ننتزع منكم على ضعف حالنا *** صقلية في بحرها المتلاطم
مشاهد تقد يساتكم وبيوتها *** لنا وبأيدينا على رغم راغم
أما بيت لحم والقمامة بعدها *** بأيدي رجال المسلمين الاعاظم
وسركيسكم في أرض اسكندرية *** وكرسيكم في القدس في أدرثاكم
ضممناكم قسرا برغم أنوفكم *** وكرسي قسطنطينية في المعادم
ولا بد من عود الجميع بأسره *** إلينا بعز قاهر متعاظم
أليس يزيد حل وسط دياركم *** على باب قسطنطينية بالصوارم
ومسلمة قد داسها بعد ذاكم *** بجيش تهام قد دوى بالضراغم
وأخدمكم بالذل مسجدنا الذي *** بنى فيكم في عصره المتقادم
إلى جنب قصر الملك من دار ملككم *** ألا هذه حق صرامة صارم
وأدى لهارون الرشيد مليككم *** رفادة مغلوب وجزية غارم
سلبناكم مصر شهود بقوة *** حبانا بها الرحمن أرحم راحم
إلى بيت يعقوب وأرباب دومة *** إلى لجة البحر المحيط المحاوم
فهل سرتم في أرضنا قط جمعة *** أبى لله ذا كم يا بقايا الهزائم
فما لكم إلا الاماني وحدها *** بضائع نوكي تلك أحلام نائم
رويدا بعد نحو الخلافة نورها *** وسفر مغير وجوه الهواشم
وحينئذ تدرون كيف قراركم *** إذا صدمتكم خيل جيش مصادم
على سالف العادات منا ومنكم *** ليالي بهم في عداد الغنائم
سبيتم سبايا يحصر العد دونها *** وسبيكم فينا كقطر الغمائم
فلو رام خلق عدها رام معجزا *** وأني بتعداد لريش الحمائم
بأبناء بني حمدان وكافور صلتم *** أراذل أنجاس قصار المعاصم
دعي وحجام سطوتم عليهما *** وما قدر مصاص دماء المحاجم
فهلا على دميانة قبل ذاك أو *** على محل أربا رماة الضراغم
ليالي قادوكم كما اقتادكم *** أقيال جرجان بحز الحلاقم
وساقوا على رسل بنات ملوككم *** سبايا كما سيقت ظباء الصرائم
ولكن سلوا عنا هرقلا ومن خلى *** لكم من ملوك مكرمين قماقم
يخبركم عنا التنوخ وقيصر *** وكم قد سبينا من نساء كرائم
وعما فتحنا من منيع بلادكم *** وعما أقمنا فيكم من مآتم
ودع كل نذل مفتر لا تعده *** إماما ولا الدعوى له بالتقادم
فهيهات سامرا وتكريت منكم *** إلى جبل تلكم أماني هائم
منى يتمناها الضعيف ودونها *** نظائرها..وحز الغلاصم
تريدون بغداد سوقا جديدة *** مسيرة شهر للفنيق القواصم
محلة أهل الزهد والعلم والتقى *** ومنزلة يختارها كل عالم
دعوا الرملة الصهباء عنكم فدونها *** من المسلمين الغر كل مقاوم
ودون دمشق جمع جيش كأنه *** سحائب طير ينتحي بالقوادم
وضرب يلقي الكفر كل مذلة *** كما ضرب السكي بيض الدراهم
ومن دون أكناف الحجاز جحافل *** كقطر الغيوم الهلائلات السواحم
بها من بني عدنان كل سميدع *** ومن حي قحطان كرام العمائم
ولو قد لقيتم من قضاعة كبة *** لقيتم ضراما في يبيس الهشائم
إذا أصبحوكم ذكروكم بما خلا *** لهم معكم من صادق متلاحم
زمان يقودون الصوافن نحوكم *** فجئتم ضمانا أنكم في الغنائم
سيأتيكم منهم قريبا عصائب *** تنسيكم تذكار أخذ العواصم
وأموالكم حل لهم ودماؤكم *** بها يشتفي حر الصدور الحوايم
وأرضيكم حقا سيقتسمونها *** كما فعلوا دهرا بعدل المقاسم
ولو طرقتكم من خراسان عصبة *** وشيراز والري الملاح القوائم
لما كان منكم عند ذلك غير ما *** عهدنا لكم: ذل وعض الاباهم
فقد طالما زاروكم في دياركم *** مسيرة عام بالخيول الصوادم
فأما سجستان وكرمان بال *** أولى وكابل حلوان بلاد المراهم
وفي فارس والسوس جمع عرمرم *** وفي أصبهان كل أروع عارم
فلو قد أتاكم جمعهم لغدوتم *** فرائس كالاساد فوق البهائم
وبالبصرة الغراء والكوفة التي *** سمت وبآدي واسط بالعظائم
جموع تسامي الرمل عدا وكثرة *** فما أحد عادوه منه بسالم
ومن دون بيت الله في مكة التي *** حباها بمجد للبرايا مراحم
محل جميع الارض منها تيقنا *** محلة سفل الخف من فص خاتم
دفاع من الرحمن عنها بحقها *** فما هو عنها رد طرف برائم
بها وقع الاحبوش هلكى وفيلهم *** بحصباء طير في ذرى الجو حائم
وجمع كجمع البحر ماض عرمرم *** حمى بنية البطحاء ذات المحارم
ومن دون قبر المصطفى وسط طيبة *** جموع كمسود من الليل فاحم
يقودهم جيش الملائكة العلى *** دفاعا ودفعا عن مصل وصائم
فلو قد لقيناكم لعدتم رمائما *** كما فرق الاعصار عظم البهائم
وباليمن الممنوع فتيان غارة *** إذا ما لقوكم كنتم كالمطاعم
وفي جانبي أرض اليمامة عصبة *** معاذر أمجاد طوال البراجم
نستفينكم والقرمطيين دولة *** تقووا بميمون التقية حازم
خليفة حق ينصر الدين حكمه *** ولا يتقي في الله لومة لائم
إلى ولد العباس تنمي جدوده *** بفخر عميم مزبد الموج فاعم
ملوك جرى بالنصر طائر سعدهم *** فأهلا بماض منهم وبقادم
محلهم في مسجد القدس أو لدى *** منازل بغداد محل المكارم
وإن كان من عليا عدي وتيمها *** ومن أسد هذا الصلاح الحضارم
فأهلا وسهلا ثم نعمى ومرحبا *** بهم من خيار سالفين أقادم
هم نصروا الاسلام نصرا مؤزرا *** وهم فتحوا البلدان فتح المراغم
رويدا فوعد الله بالصدق وارد *** بتجريع أهل الكفر طعم العلاقم
سنفتح قسطنطينية وذواتها *** ونجعلكم فوق النسور القعاشم
ونفتح أرض الصين والهند عنوة *** بجيش الارض الترك والخزر حاطم
مواعيد للرحمن فينا صحيحة *** وليست كآمال العقول السواقم
ونملك أقصى أرضكم وبلادكم *** ونلزمكم ذل الحر أو الغارم
إلى أن ترى الاسلام قد عم حكمه *** جميع الاراضي بالجيوش الصوارم
أتقرن يا مخذول دينا مثلثا *** بعيدا عن المعقول بادي المآثم
تدين لمخلوق يدين لغيره *** فيا لك سحقا ليس يخفى لعالم
أنا جيلكم مصنوعة قد تشابهت *** كلام الاولى فيها أتوا بالعظائم
وعود صليب ما تزالون سجدا *** له يا عقول الهاملات السوائم
تدينون تضلالا بصلب إلهكم *** بأيدي يهود أذلين لآئم
إلى ملة الاسلام توحيد ربنا *** فما دين ذي دين لها بمقاوم
وصدق رسالات الذي جاء بالهدى *** محمد الآتي برفع المظالم
وأذعنت الاملاك طوعا لدينه *** ببرهان صدق طاهر في المواسم
كما دان في صنعاء مالك دولة *** وأهل عمان حيث رهط الجهاضم
وسائر أملاك اليمانين أسلموا *** ومن بلد البحرين قوم اللهازم
أجابوا لدين الله لا من مخافة *** ولا رغبة يحضى بها كف عادم
فحلوا عرى التيجان طوعا ورغبة *** بحق يقين بالبراهين فاحم
وحاباه بالنصر المكين إلهه *** وصير من عاداه تحت المناسم
فقير وحيد لم تعنه عشيرة *** ولا دفعوا عنه شتيمة شاتم
ولا عنده ما عتيد لناصر *** ولا دفع مرهوب ولا لمسالم
ولا وعد الانصار مالا يخصهم *** بلى كان معصوما لاقدر عاصم
ولم تنهنهه قط قوة آسر *** ولا مكنت من جسمه يد ظالم
كما يفترى إفكا وزورا وضلة *** على وجه عيسى منكم كل لاطم
على أنكم قد قلتموا هو ربكم *** فيا لضلال في القيامة عائم
أبى لله أن يدعى له ابن وصاحب *** ستلقى دعاة الكفر حالة نادم
ولكنه عبد نبي رسول مكرم *** من الناس مخلوق ولا قول زاعم
أيلطم وجه الرب ؟ تبا لدينكم *** لقد فقتم في قولكم كل ظالم
وكم آية أبدى النبي محمد *** وكم علم أبداه للشرك حاطم
تساوى جميع الناس في نصر حقه *** بل لكل في إعطائه حال خادم
معرب واحبوش وفرس وبربر *** وكرديهم قد فاز قدح المراحم
وقبط وأنباط وخزر وديلم *** وروم رموكم دونه بالقواصم
أبو كفر أسلاف لهم فتمنعوا *** فآبوا بحظ في السعادة لازم
به دخلوا في ملة الحق كلهم *** ودانوا لاحكام الاله اللوازم
به صح تفسير المنام الذي أتى *** به دانيال قبله حتم حاتم
وهند وسند أسلموا وتدينوا *** بدين الهدى رفض لدين الاعاجم
وشق له بدر السموات آية *** وأشبع من صاع له كل طاعم
وسالت عيون الماء في وسط كفه *** فأروى به جيشا كثيرا هماهم
وجاء بما تقضى العقول بصدقه *** ولا كدعاء غير ذات قوائم
عليه سلام الله ما ذر شارق *** تعقبه ظلماء أسحم قاتم
براهينه كالشمس لا مثل قولكم *** وتخليطكم في جوهر وأقانم
لنا كل علم من قديم ومحدث *** وأنتم حمير داميات المحازم
أتيتم بشعر بارد متخاذل *** ضعيف معاني النظم جم البلاعم
فدونكها كالعقد فيه زمرد *** ودر وياقوت بأحكام حاكم




من هو شاعرنا




علي بن حزم الأندلسي هو الأمام البحر، ذو الفنون والمعارف، أبو محمد، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسي القرطبي اليزيدي مولى الأمير يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي (30 رمضان 384هـ/7 نوفمبر 994م. قرطبة -28 شعبان 456هـ / 15 اغسطس 1064 م ولية ).

أندلسي أصله من بادية ولية ، أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري ، وهو إمام حافظ ,فقيه ظاهري ، ومجدد القول به، بل محيي المذهب بعد زواله في الشرق،و متكلم اديب، وشاعر، وناقد محلل، بل وصفه البعض بالفيلسوف، وزير سياسي لبني امية. يعد من أكبر علماء الأندلس قام عليه جماعة من المالكية وشرد عن وطنه. توفي في منزله في أرض أبويه منت ليشم (مونتيخار, لبله, ولية حاليا).




اشتغل في شبابه بالوزارة في عهد «المظفر بن المنصور العامري» ثم مالبث أن أعرض عن الرياسة وتفرغ للعلم وتحصيله. و كان يضرب المثل في لسان ابن حزم، فقيل عنه: «سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقان»، فلقد كان ابن حزم يبسط لسانه في علماء الأمة وخاصة خلال مناظراته مع المالكية في الأندلس، وهذه الحدة أورثت نفورًا في قلوب كثير من العلماء عن ابن حزم وعلمه ومؤلفاته، وكثر أعداؤه في الأندلس، حتى نفوه من قرطبة وأحرقت كتبه في محاضر عامة بأمر من المعتضد بن عباد، وصار ابن حزم ينتقل من مكان لآخر حتى مات في قرية «لبلة» غربي الأندلس (من نواحي مدينة ولبة)أرض أبويه.

ابن حزم كان سياسياً حاد اللسان في التعرض لفقهاء عصره الجاحدين المنتفعين من مناصبهم، استطاع هؤلاء أن يؤلبوا عليه المعتضد بن عباد أمير اشبيلية, فاصدر قراراً بهدم دوره ومصادرة أمواله وحرق كتبه، وفرض عليه ألاّ يغادر بلدة أجداده منت ليشم من ناحية لبلة، وألا يفتي أحد بمذهب مالك أو غيره، كما توعد من يدخل إليه بالعقوبة، وهناك توفي سنة 1069م، ولما فعلوا ذلك بكتبه تألم كثيراً فقال وقد حُرِّقت مؤلفاته :

إن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي ** تضمنه القرطاس بل هو في صدري
يقيم معي حيث استقلت ركائبي ** وينزل إن أنزل ويدفن في قبري

دعوني من إحراق رق وكاغد ** وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري

وإلاّ فعدوا بالكتاتيب بدءة ** فكم دون ما تبغون لله من ستر

كذاك النصارى يحرقون إذا علت ** أكفهم القرآن في مدن الثغر



كما أخبرنا هو أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري، ألف ابن حزم في الأدب كتاب طوق الحمامة، وألف في الفقه وفي أصوله، وشرح منطق أرسطو وأعاد صياغة الكثير من المفاهيم الفلسفية، وربما يعتبر أول من قال بالمذهب الاسمي في الفلسفة الذي يلغي مقولة الكليات الأرسطية (الكليات هي أحد الأسباب الرئيسة للكثير من الجدالات بين المتكلمين والفلاسفة في الحضارة الإسلامية وهي أحد أسباب الشقاق حول طبيعة الخالق وصفاته). ذكر ابنه أبو رافع الفضل أن مبلغ تآليف أبي محمد هَذَا فِي الفقه والحديث والأصول والتاريخ والأدب وغير ذَلِكَ بلغ نحو أربع مئة مجلد تشتمل عَلَى قريب من ثمانين ألف ورقة

و هنا مرجع كامل للاطلاع على كتبه ، و مؤلفاته و سيرته و حياته

 

 

__________________

 


لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292