29-03-2010, 11:57 AM
|
#1 (permalink)
|
المشرف العام على الشبكة
العــضوية: 3420 تاريخ التسجيل: 28/05/2009 الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,524
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55 | «خزانة الألم» جدير بـ«الأوسكار».. بفضل «العمق الإنساني» ولمسات بيغلو «الرمزية» http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=17440 ست جوائز اوسكار فاز بها (The Hurt Locker) أو (خزانة الالم) من بين تسعة ترشيحات لهذا الفيلم الدرامي الصغير الذي لم يكن للعديد من المشاهدين ان يسمعوا به لولا انه انتزع الاوسكار من بين يدي الفيلم الضخم (آفاتار) في آخر لحظة، وسجل سابقة بفوز مخرجته كاثرين بيغلو بجائزة الاخراج كأول امرأة تفوز باوسكار افضل مخرج في تاريخ هوليوود، كما كان عامل جذب كبير ودعاية مساعدة للفيلم. كون بيغلو مطلقة جميس كاميرون مخرج افاتار، الذي كان منذ بدء المنافسة الرهان شبه المؤكد للاوسكار ولكن وفي آخر لحظة تمكن (خزانة الالم) وبيغلو من خطف جائزتي أفضل فيلم ومخرجه في «مفاجأة» رائعة لمسابقة هذا العام. رؤية تقليدية متعالية يبدأ الفيلم بفكرة فلسفية للكاتب والمحقق الصحفي الامريكي المعاصر كريس هيجز تقول (إن الاندفاع للحرب في الغالب إدمان سام ومدمر، فالحرب هي مخدر) فى تعبير عن تمكن الآلة العسكرية من قرارات السياسة الامريكية الخارجية التي حركتها أيديولوجيات مختلفة عبر العقود السابقة، وكان العامل المشترك بينها هو الاندفاع الدائم للحرب، مما أوقع الولايات المتحدة في العديد من الحروب غير المبررة منذ مروجها كقوة عظمى بعد الحرب العالمية الثانية. ومن ثم تنطلق احداث الفيلم التي تدور في العراق ويبدأ المشهد الافتتاحي للفيلم بشكل هوليوودي نمطي حاملا الرؤيه التقليديه الامريكية لاي مجتمع أو شارع إسلامي مركزا بصورة سلبية على مناظر القذارة والفوضى والتخلف وصور النساء المنقبات والرجال الملتحين وسط خلفية من الاصوات يبرز من بينها صوت الآذان معطيا المشاهد إنطباعا بانه في وسط غابة مخيفة مليئة بالوحوش، من بين كل ذلك يقتحم البطل الامريكي المعاصر المشهد بلباسه العسكري وعرباتة المصفحة وعداده التكنولوجي فتظهر مجموعة من الجنود تحاول ابطال قنبلة مصنوعة يدويا عبر روبوت محمل بكاميرا يتحكمون فيه عن بعد محاولين في الوقت نفسه إبعاد الجموع الغوغائية المحيطة بالمكان، عندما تتعطل آلية الروبوت يلبس الجندي الامريكي بذلته الوقائية ويتقدم بكل بطولة مغامرا بحياته بكل شجاعة ليعمل على تفكيك القنبلة بنفسه. هذه النظرة الامريكية المتعالية على الشعوب والثقافات الاخرى موجودة في الكثير من افلام هوليوود ولكنها تتضح لنا كمشاهدين ونحس بها بصورة اكثر شخصية وعندما تكون احداث الفيلم فى محيط عربي إسلامي نشعر بنوع من التقارب معه. عمق إنساني نبرة التعالي الذي يبدأ فيها الفيلم تبدأ في التراجع بعد المشاهد الاولى وتنتهي اللمحة التقليدية الهوليوودية لتنكشف لنا قشرة اخرى تحمل نبرة جديدة فيها نوع من العمق الإنساني ويتبين لنا أننا امام فيلم مختلف رغم مسحة الإثارة التي هي احد العوامل التي تشد المشاهد لاحداثه واحتوائه على العديد من المشاهد التى تحبس الانفاس إلا انها مرسومة بصورة راقية وجادة بعيدة عن طريقة افلام الاكشن التجارية، والفيلم في عمقه هو إنساني يحمل العديد من الاسئلة الاخلاقية والفلسفية على لسان شخصياته، ويبرز حالة من كره الذات ومحاسبة النفس تطغى على شخصيات واحداث الفيلم ترسم لنا بصورة واقعية الحالة النفسية المتردية للمحارب الامريكي فى العراق الذي هو في حالة تساؤل عن اسباب واخلاقية وجوده فى تلك الحرب التي لا ناقة له فيها ولا جمل! إبداع «رنر» الشخصية الرئيسية هو السيرجنت وليام جيمس الذي يؤدي دوره الممثل جيرمي رنر اخصائي تفكيك المتفجرات الذى يجد فى وظيفته الخطيرة نوعا من الحماس ويتعامل مع هذا الخطر بثقة متصرفا بنوع من العبثية والاستهتار بالحياة يدل على عدم استقرار نفسي ويتبين ذلك خاصة فى المشهد الذى يجد فيه سيارة ملغمة فيخلع بدلة الحماية التي يرتديها ليعمل على تفكيك الالغام براحة اكثر حسب قوله وهو دائما يعمل مخالفا للاوامر والبروتوكولات المصممة لإعطائه اكبر قدر من الحماية متصرفا حسب قراراته المستقلة مثيرا بذلك حنق مرؤوسية وزملائه، ويتميز جيرمي في أداء هذا الدور الذي ابرز قدراته الفنية بعد ان كان مغمورا ومنحه اول ترشيح للاوسكار في فئة افضل ممثل رغم عدم حصوله على الجائزة، ولا يتميز من باقي المؤدين في الفيلم احد غيره،حتى الممثل البريطاني الشهير رالف فينس والذي يقوم بدور جندي امريكي يؤديه بوسطية دون تميز، كما انه غير مقنع في دور جندي المهمات الخاصة فهو لايبد وفي الحالة الرياضية اللائقة للجندي الميداني. إخراج فلسفي رمزي وتتميز بيغلو في إخراجها الفيلم الذي يظهر لنا بحس مختلف عن معظم افلام هوليوود التي تناولت الحرب فهو يصور صعوبة الحرب ولا يمجدها ويرسم تداعياتها على نفسية الجنود وتفكيرهم كما انه يركز على الخلفية الاخلاقية والفلسفية للحرب، لكنه وإن كان قد عبّر عن بعض الإحساس بالذنب من الجانب الامريكي فانه لا يوضح اخلاقية واحقية الجانب الاخر فى الحرب من عدمها فالجانب الآخر يبدو في معظم مشاهد الفيلم خفيا وغير واضح المعالم والاتجاة، وبالتالي كان أبرز عيوب الفيلم الغاؤه التام للمحيط والوجود العربي الذي هو مجرد خلفية للاحداث وتركيزه على الشخصية الامريكية فقط وما تعانيه في هذه الحرب وكأن المعاناة من جانب واحد فقط. وأبرز لمسات المخرجة الجميلة في الفيلم كانت «الرمزية» فى بعض مشاهده مثل مشهد قط اعرج يتجول فى مزابل العراق محاولا الحياة وسط تلك الحالة الصعبة، ولمسة اخرى تأتي بعد احد اصعب مشاهد الفيلم الذي نرى فيه انفجار شخص ارغمه الارهابيون على لبس بذلة متفجرة حاول فريق تفكيك المتفجرات إنقاذه وفشل ثم نرى بعدها صورة لطفل يلعب بطائرة هوائية فى تلميح بانه رغم ظلمة الموقف فانه يوجد هناك دائما بصيص من الامل وبجانب مشاهد الموت توجد العديد من مشاهد الحياة اليومية المستمرة رغم الظروف الحالكة. دخل التاريخ وإجمالا يدخل هذا الفيلم التاريخ ليس فقط لفوزه باوسكار افضل فيلم ولا لكون مخرجته هي اول مخرجة تفوز بالاوسكار في تاريخ هوليوود ولكن لكونه فيلماً مميزاً يعطي نظرة جديدة مختلفة للحرب وتداعياتها رسمت بفنية وإحساس عال لم تتمكن الافلام الاخرى التي سبقته من نقلها بمثل هذا التميز الذي استحق به الاوسكار عن جدارة. __________________ للمراسلة : kak34@windowslive.com انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم مع خالص تقديري احترامي
|
| |