غانم الصالح: أولادي.. سبب مشاكلي! يصور أحدث أعماله «أيام الفرج» غانم الصالح: أولادي.. سبب مشاكلي!
عبد الستار ناجي
الاقتراب من الفنان القدير غانم الصالح يمثل حالة من المتعة الفنية التي لاتحدها حدود، محاور رفيع المستوى، يحول ابسط الاخبار الى قضية قابلة للوصول الى القارئ بأشكال ومضامين متجددة، تتجاوز ما هو تقليدي ودارج ومكرر، وبمناسبة العنوان الرئيسي لهذا الحوار، فإنني استميح «ابوصلاح» على العنوان، لانني اعرف جيدا، طبيعة العلاقة الحقيقية التي تربطه مع ابنائه «حفظهم الله»، فهي نموذج وهو امر ليس بمستغرب على نجمنا الكبير وابنائه، ولكن الحديث تحت ذلك العنوان يذهب الى عمله الدرامي الجديد الذي يصوره حاليا. وهو «ايام الفرج» وهو يتحدث لـ«النهار» عن ذلك العمل الجديد بقوله:
- بدأت منذ ايام بتصوير المسلسل الدرامي الجديد «ايام الفرج» وهو عمل درامي كتبه الكاتب الشاب عبدالعزيز الحشاش بأسلوبه المتجدد، والذي يمتلك لغة التحليل وتقديم الشخصيات وصياغة الاحداث بشكل متنام ومتطور، ويتصدى للاخراج الفنان البحريني جمعان الرويعي في اولى تجاربه الاخراجية، وهو ليس بغريب عن عالم التمثيل او الاخراج، العمل الجديد سيعرض باذن الله، خلال الدورة الرمضانية المقبلة، خلال شهر رمضان المبارك، على قناة «الراي».
ماذا عن شخصيتك؟
في رمضان الماضي، كنت الاب القاسي، في مسلسل «أم البنات»، امام الفنانة القديرة سعاد عبدالله، وفي هذا العام، بدور الاب الطيب والحنون والعطوف والحريص على ابنائه الاربعة، ولكن النتيجة ان اولادي سبب مشاكلي، حيث يستغل ابنائي الاربعة للاسف، تلك الطيبة وذلك الحنان، ما يجرني الى كم من المشاكل التي لا تكاد تنتهي، وابنائي الاربعة في المسلسل هم الفنانون خالد امين وخالد البريكي واسامة المزيعل ويوسف الحشاش، وكل منهم يجسد دوراً يتطلب كثيراً من الجهد لمواجهة المشاكل التي يقدمها، وعلي انا الوالد المسكين ان اتحمل.. وان اصبر وان اعالج تلك المشاكل برحابة صدر، وايمان بالقضاء والقدر وان على الاب ان يتحمل كل شيء.
ماذا عن فريق العمل؟
أشرت الى عدد من الاسماء، وهناك ايضا الفنانون اسمهان توفيق ومنى شداد وباسمة حمادة وباسم عبدالامير وعدد اخر من الفنانين، بالذات، من جيل الشباب الذين نسعد بوجودهم وحضورهم ومشاركتهم.
قبل «ايام الفرج» كنت قد انجزت عملاً درامياً تراثياً ضخماً بعنوان «اخوان مريم» وهو واحد من اهم الاعمال الدرامية التي ينتظرها الجمهور في شهر رمضان المقبل. من اخراج عزمي مصطفى ومشاركة عدد بارز من اهم نجوم الكويت والمنطقة ومنهم جاسم النبهان وجمال الردهان وعبير الجندي وهند البلوشي وعبدالله بهمن وزهرة عرفات.
ماذا عن شخصيتك؟
اجسد شخصية رجل من اهل البادية، يذهب الى المدينة واقصد مدينة الكويت ليعيش وسط ذلك المجتمع الحضري، حيث يقوم بافتتاح محل له هناك ويرتبط بعلاقات وطيدة مع شيوخ الكويت من آل الصباح الكرام، وتجار الديرة، ويصبح جزءا فاعلا في مسيرة الاحداث الدرامية لمسلسل «اخوان مريم» وهو عمل درامي كبير يرصد حقبة ايام عهد الشيخ صباح الاول الى مرحلة الشيخ مبارك الصباح، وهي حقبة تتضمن انتقال آل الصباح للاقامة في الكويت وتأسيس الكويت والتفاف اهل الكويت بجميع اطيافهم حولهم للمحافظة على ذلك البلد الطيب الذي واجه الكثير ليبقى صامدا بفضل تعاون اهله ووحدتهم وتماسكهم، والمسلسل مكتوب بعناية ودقة معتمدا على كم من الوثائق والبحوث والمخطوطات والمراجع الموثقة، وخلفه يقف فريق عمل ضخم، ساهم في انجاز هذا العمل الدرامي الكبير الذي اتوقع له الكثير من النجاح والاصداء الايجابية، بإذن الله.
كيف ترى واقع الدراما المحلية اليوم؟
الدراما الكويتية سفيرنا الى العالم العربي، وهو امر يشرفنا ويحملنا مسؤولية اضافية نعتز بها ونفتخر، ولهذا تجدنا اكثر حرصا امام اي انتاج يقدم.. لقد استطاعت الدراما المحلية التلفزيونية التي تحتل دورها ومكانها وهو امر ما كان له ان يتحقق لولا دعم الجهات الرسمية والخاصة على حد سواء، في انتاج الكثير من الاعمال الدرامية على مدى السنوات والعقود الماضية، التي راحت ترسخ وتؤكد صورة الدراما في ذاكرة ووجدان المشاهد محليا وخليجيا وعربيا.
ويتابع الفنان الكبير غانم الصالح: ثم جاءت النقلة الاساسية، التي خطتها الدراما الكويتية، حينما استقطبت عددا من الكوادر الخليجية لتأسيس ما سمي لاحقا بالدراما الخليجية التي راحت تتأكد وتتعمق لتحتل موقعها ومكانتها الايجابية، وكل ذلك يصب في معين الدراما العربية.
اعلم جديتك والتزامك وحرصك الشديد، وهو امر يشهد به الجميع، كيف تختار اعمالك؟
شكرا على هذا السؤال، اختار بعناية وأقرأ النصوص بدقة وادرس شخصيتي واحلل العمل ومعطياته، لا اترك صغيرة ولا كبيرة، دون ان اسأل عنها، لانني امام عمل سيحملني من الورق الى امام الكاميرا، ثم على الشاشة وعبر «30» حلقة في مسلسل يدخل جميع البيوت، ليس في هذا الحي او ذاك الفريج، بل في جميع انحاء العالم العربي، ولربما اكثر.. وهو امر يحملني مسؤولية وامانة اكبر، تدعوني لان اكون اكثرحرصا، في دراسة الشخصية والعمل على بلورة مضامينها وابعادها وقيمها.
وانا بشكل عام، غير متعجل، متأن في كل شيء، اترك الشخصية تذهب الى داخلي.. احتويها.. اعيشها.. ادرسها.. اتحاور معها.. ثم اتركها تنطلق. انا لا اكرر الشخصيات التي اقدمها، لانني اجد نفسي دائما قادرا على بلورة مضامين جديدة.
ويستطرد:
كل شخصية عندي تمثل حالة من التحدي لقدراتي، وهو امر يسعدني، انني استدعي الشخصية وادرسها واحلها.. بل احرص على ان اعيشها من اجل تطوير التحدي بداخلي، وسرعان ما تتحول الى جزء مني، بل انني لا افارقها خلال فترة التصوير، احصرها بداخلي، لا اتركها تفلت، حتى تظل بين ضلوعي.. واحاسيسي.. وايضا امامي تنبض.. وتعيش.. وحينما اعود لمشاهدتها على الشاشة، اكون اول من ينتقد.. ويحلل.. لتجاوز اي هوامش.
ماذا تقول لجيل الشباب؟
لا تتعجلوا.. فكل شيء قادم..
ولجمهورك؟
ما أروعكم.. وما أروع محبتكم الكبيرة.
كلمة اخيرة؟
كل الشكر لـ «النهار» وأهلها http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=204140 |