" من جمهور المثقفين "
العــضوية: 7843 تاريخ التسجيل: 08/02/2010
المشاركات: 550
| محمد الموجي الساحر الذي حول ( العندليب ) إلى ( قيثارة )
== أنهى عبدالغني السيد نجاحه برفضه لأغنية ( صافيني مرة ) , وتغنى بها حليم فكانت بداية تألقه !!..
== الموجي لحن 1500 لحن وتزوج 8 مرات وأنجب 6 أبناء وقدم عشرات الأصوات فاستحق وسام العلوم والفنون ووسام الاستحقاق عن جدارة !!..
== ( منير مراد ) تقمص أسلوب الموجي في التلحين وهو يلحن أغنية
( بأمر الحب ) والموجي فعل نفس الشيء وهو يكمل لحنا لعبدالوهاب !!..
بعد رحيل الفنان ( عبدالحليم حافظ ) , أصيب الموسيقار ( محمد الموجي ) بنوع من الحزن والاكتئاب , وأصبح شديد الميل إلى العزلة والانطواء , ولم يجد حرجا في أن يعلن للجميع بأن ( قيثارته منيت ) بعد رحيل العندليب الذي لن يستطيع أن يعوضه كصديق ورفيق مشوار وفنان عاش للفن حتى رحيله , وفي حديث صحفي أعلن الموجي بأنه كان يعتبر عبدالحليم قيثارته التي يعزف عليها ويتحرك بها ويدافع عنها , وبرحيل عبدالحليم أحس الموجي أن قيثارته قد فقدت منه , وبفقدانها ... فقد الموجي رغبته في التلحين !!..
وفي حديث صحفي آخر قال الموجي للزميلة صفاء الطوخي عن العندليب :
** برحيل عبدالحليم شعرت أن ( خزانتي راحت ) , فلم يكن بيني وبينه فلوس أو عقود , كنت ( أحوش ) عند عبدالحليم , ولم يحدث أن كان للألحان بيننا أرقام , في الصغر كنت أحلم بأن أصير مطربا , فلما قابلته ألغيت نفسي وحلمي وفضلت أن أكون ملحنا ( وراء ظهره ) !!..
لقد قابلته أول مرة في مبنى الإذاعة عام 1951 , وعندما سمع أول أغنية لحنتها له ( يا حلو يا أسمر ) استطاع بذكائه الشديد أن يلمح طريقتي الجديدة في التلحين , رغم أنني - شخصيا - لم أكن أعلم أنني ألحن لونا جديدا , ومنذ ذلك اليوم حدث بيننا نوع من ( التآلف ) الفني والإنساني الذي لن يعوض أبدا !!.. نقطة الانطلاق
في كتاب ( تراث الغناء العربي ) يؤرخ الناقد ( كمال النجمي ) لنقطة انطلاق الموجي وحليم فيقول :
** عندما لحن الموجي أغنية ( صافيني مرة ) عرضها على مطربة كانت تعمل في صالة ( زينب عبده ) بكازينو البوسفور المطل على ( باب الحديد ) بميدان محطة القاهرة للسكك الحديدية , وفرح الموجي لما قبلت المطربة شبه المجهولة أن تغني لحنه هذا ..
ويبدو أن غناءها لم يعجبه فعرض اللحن على المطرب عبدالغني السيد الذي كان حتى منتصف الأربعينات يعتبر المطرب الثاني بعد عبدالوهاب , فاعتذر عبدالغني إلى الملحن الناشيء , وأفهمه أنه لا يغني إلا لكبار الملحنين !!..
كان عبدالحليم حافظ قد توثقت علاقته بالموجي من خلال عملهما المتواضع في الإذاعة , فقال للموجي : أعطني هذا اللحن وسترى كيف أغنيه !!..
وهكذا غنى عبدالحليم لحن ( صافيني مرة ) بعد أن غنته مطربة كازينو البوسفور وبعد أن رفض غناءه عبدالغني السيد .. وكانت هذه بداية طريق السعادة لعبدالحليم والموجي معا ..
وكان ميلاد هذا الملحن وبداية طريق السعادة لهما في إحدى الحفلات الغنائية الشعبية التي كانت الإذاعة تقيمها في ( حديقة الأندلس ) على النيل صيفا في أوائل الخمسينات ..
وبدأت منذ تلك الليلة مسيرتهما الفنية الناجحة .. بدايتها ( صافيني مرة ) ..
ونهايتها - بعد خمس وعشرين سنة - قارئة الفنجان !!..
ويكاد ينعقد الإجماع الآن على أن ألحان الموجي من أجمل ماغنى عبدالحليم حافظ طوال حياته الفنية , وهي كذلك قمة إبداع الموجي , ودليل مقدرته وغزارة مادته وذكاء تعامله الموسيقي مع المعاني الشعرية ..
وفي موضوع آخر من دراسته النقدية , يقول كمال النجمي ملخصا حصاد تجربة هذا الثنائي العبقري :
** لقد كان عبدالحليم حافظ أكبر نجاح فني للموجي , ولولا الموجي لاتخذ عبدالحليم مدارا آخر في الغناء لا يثبت فيه على قرار مع الملحنين المدرسيين الحرفيين , والملحنين غير الموهوبين ...
ولولا عبدالحليم وكنز إمكاناته الفنية , لاتخذت ألحان الموجي طرقا أخرى متشعبة هنا وهناك على حناجر مطربين ومطربات لا يستمع إليهم أحد ...
ولقد أنجز الموجي وعبدالحليم معا عملا كبيرا في الغناء العربي , يتمثل في هذه ( اللهجة الرابعة ) التي أخذت مكانها إلى جانب لهجة عبدالوهاب ولهجة الكلاسيكيين الأوائل , وهي اللهجات الثلاث الرئيسية في الغناء العربي المعاصر !! رتوش وهوامش
** في 4 مارس 1923بقرية (بيلا ) محافظة كفر الشيخ , ولد الموسيقار محمد أمين محمد الموجي الذي اشتهر فيما بعد باسم ( محمد الموجي ) وبانتهائه من المرحلة الابتدائية التحق بمدرسة الزراعة المتوسطة في
( شبين الكوم ) وحصل على دبلوم الزراعة عام 1944 ثم عمل معاونا للزراعة بمصلحة الأملاك الأميرية ثم بالأوقاف الخصوصية الملكية , ثم عمل مطربا بكازينو البوسفور , وفي عام 1949 التحق بفرقة صفية حلمي ثم بكازينو بديعة مصابني , وبعد نجاح أغنية ( صافيني مرة ) تفرغ الموجي للتلحين وحاول أن يثقف نفسه فالتحق بالمعهد العالي للموسيقى المسرحية إلا أن نجاحه كملحن صرفه عن إتمام دراسته ...
** تزوج الموجي في مطلع حياته من ابنة عمه وأنجب منها ستة أبناء , عمل معظمهم في مجالات الفن المتعددة بعد ذلك , وقد كان الموجي يعتبر زوجته وأم أبنائه هي حبه الأول والأخير وقد ظلت على ذمته حتى رحيله رغم أنه تزوج عليها ثمان مرات - على الأقل - من مطربات وممثلات وراقصات , نذكر منهن المطربة ( أحلام ) والمطربة ( سعاد مكاوي ) , والفنانة (وداد حمدي )
والفنانة ( عايدة كامل ) وكانت المطربة ( أميرة سالم ) هي آخر تجاربه الزوجية ...
** لحن ( محمد الموجي ) ما يزيد على 1500 أغنية وأوبريت غنائي لكل مطربي ومطربات جيله ولحن لكوكب الشرق السيدة ( أم كلثوم ) أنشودة الجلاء وأغنية ( أوقدوا الشموس ) وقصيدة ( حانة الأقدار ) وأغنيات ( محلاك يامصري ) , ( صوت بلدنا ) , ( ياسلام على الأمة ) ,( للصبرحدود ) , و ( اسأل روحك ) ..
** غنت أم كلثوم أغنية ( للصبر حدود ) في موسم 1964 وفي الشهر التالي فوجيء الموجي بأم كلثوم تغني أغنية ( أنت عمري ) وهي أول عمل فني بينها وبين عبدالوهاب , وكاد الموجي أن يصاب بالجنون غيظا لأنها لم تعط لأغنيته الفرصة في الانتشار , فقد عودت أم كلثوم جمهورها على تقديم لحن غنائي جديد كل عام ولم تحافظ على هذا التقليد مع الموجي , ورغم الحب الشديد الذي يكنه الموجي لأستاذه محمد عبدالوهاب إلا أنه أحس بنوع من الظلم والإحباط لأن الناس بطبيعة الحال سوف تهتم بأول تعامل بين عبدالوهاب وثومة لأنه حدث تاريخي وسوف يؤثر هذا على أغنية للصبرحدود التي غنتها أم كلثوم في الوصلة الثانية لحفلها الذي أقامته يوم الخميس الموافق 5 فبراير 1964 , وفي اليوم التالي إتصل الموجي بأم كلثوم وقال لها معاتبا : كده برضه تدبحيني انتي وعبدالوهاب ؟!..
وردت عليه أم كلثوم ضاحكة : اتلهي.. بكرة تشوف الأيام حاتعمل ايه ؟...
ولم يؤثر نجاح أغنية ( أنت عمري ) على نجاح أغنية ( للصبر حدود ) التي يعتبرها النقاد والجمهور من النجاحات البارزة في مشوار أم كلثوم ..
** أثناء تصوير عبدالحليم لفيلم ( يوم من عمري ) اختلف الموجي مع المنتج على أجره في تلحين أغنية ( بأمر الحب ) فاضطر عبدالحليم إلى أن يعهد بتلحينها إلى الملحن ( منير مراد ) الذي استطاع ببراعة أن يتقمص أسلوب الموجي في التلحين لدرجة أن الكثيرين يعتقدون أن الموجي هو ملحن أغنية ( بأمر الحب ) وليس منير مراد ...
** كان الموسيقار ( محمد عبدالوهاب ) يطلق على ( محمد الموجي ) لقب ( معلم الموسيقى ) وبعد رحيل عبدالوهاب عهد الأستاذ مجدي العمروسي إلى الموجي بمهمة إكمال لحن قصيدة ( في عينيك عنواني ) التي كتبها الشاعر فاروق جويدة ورحل عبدالوهاب قبل أن يتمكن من الانتهاء من تلحينها وقد علق الموجي على تكملته لهذا اللحن قائلا : " شرف لا أدعيه أن أكمل لحن ( في عينيك عنواني ) وأنا سعيد جدا باستكمال لحن بدأه أستاذي ومعلمي الأول في فن التلحين والغناء الأستاذ عبدالوهاب , وأسعدني اختياري لاستكمال اللحن ليتجاوز اسمي مع اسم أستاذي " ....
** روى الموجي في آخر حوار صحفي له مع الزميل ( محمد مرسي ) أن الفنان الشعبي ( أحمد عدوية ) في بداية مشواره الفني عرض عليه عشرة آلاف جنيه مقابل لحن واحد , ولم يكن في جيب الموجي آنذاك مائة جنيه ومع ذلك رفض الموجي !!..
** كمثال واضح على قدرة الموجي في التعبير عن الكلمة التي يلحنها والموقف الذي تستلزمه , يقول الموجي عن لحن ( الرضا والنور ) الذي تغنت به السيدة أم كلثوم في مسلسل وفيلم ( رابعة العدوية ) :- في هذا اللحن حاولت تقديم زفة دون أن يظهر ذلك بوضوح في اللحن لأنه كما أفهمني طاهر أبو فاشا أن رابعة العدوية كان لديها إحساس بأنها تزف إلى ربنا .. فعملت جو الزفة مع خلفية من آهات الملائكة الخالية من النواح والتي تعطي إحساسا بالبهجة مستعينا بالإيقاعات ومن هنا جاء استغراب الناس لأنني استطعت تصوير جو الموت ولكن في إطار من البهجة والشفافية !!..
** لحن الموجي العديد من الأوبريتات مثل ( هدية العمر ) التي قدمت على مسرح الأوبرا القديم , وأوبريت ( وداد الغازية ) التي قدمت على مسرح البالون , وفي عام 1956 فاز الموجي بالجائزة الثالثة في مسابقة أناشيد المعركة عن نشيد ( إلى المعركة ) غناء إبراهيم حمودة وفي عام 1966 منحته الدولة وسام ( العلوم والفنون ) ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى تقديرا لجهوده الفنية ...
** بخلاف عبدالحليم حافظ قدم الموجي العديد من الأصوات أمثال :
فايزة أحمد ومحرم فؤاد ومها صبري وماهر العطار وعادل مأمون وكمال حسني وعبداللطيف التلباني وأحمد سامي وهاني شاكر ..
************************************************** ******** من كتاب نجوم العشق ص 281 - ص289
أجمل التحيات أتمناها لكم مع الشكر الجزيل ........... [/CENTER]omhasn[/CENTER]
|