" من جمهور المثقفين "
العــضوية: 7843 تاريخ التسجيل: 08/02/2010
المشاركات: 550
| أخت ملحن يعقونها أولادها ويرمونها فوق السطح ! قام أحد المواطنين برفع شكوى إلى قسم الشرطة مطالبا بمراقبة عمارته زاعما أن سيدة تدخل إلى العمارة ليلا ولايعرف إلى أي من الشقق تتجه ...
فقام ضابط المخفر برفع الشكوى إلى المباحث حيث دخل الرجل إلى مكتب ضابط المباحث وقال له الأخير : بصراحة لا أعرف ماذا تريد من بلاغك .. فماذا يعني دخول السيدة إلى العمارة ليلا ؟
رد الرجل : بصراحة يا حضرة الضابط أنا أرى سيدة ترتدي عباءة مع ( شيلة ) تدخل إلى العمارة كل ليلة بعد الساعة الثانية عشرة ولا أعرف إلى أي شقة تتجه ولا تخرج من العمارة إلا فجرا أو صباح كل يوم وأنا أخشى صراحة أن تكون هذه السيدة هاربة من العدالة أو أنها تأتي إلى العمارة بقصد ارتكاب الفاحشة , ولست الوحيد الذي انتبه إلى أمر هذه السيدة .. فهناك شهود آخرون !
قال الضابط : ربما تزور السيدة أحد في العمارة ؟
رد الرجل : هذا شيء وارد يا حضرة الضابط ولكن زيارتها تكون بعد الساعة الثانية عشرة وأعتقد أنه شيء غريب !
الضابط : هل هي في سن الشباب أم أنها امرأة كبيرة ؟
الرجل : بصراحة أنا وكل من في العمارة لم نر وجه المرأة لأنها تضع العباءة على وجهها .
الضابط : هل تعتقد أنها ستحضر اليوم ؟
الرجل : يا حضرة الضابط إنها تحضر كل يوم وأقسم لك أنني أشعر أن وراء هذه المرأة سرا كبيرا ولكن ماهو ؟ الله وحده يعلم .
وهنا قام الضابط بطلب اثنين من رجال المباحث وطلب منهما مراقبة العمارة وإحضار السيدة إلى قسم المباحث لمعرفة سر دخولها إلى العمارة يوميا بعد الساعة 12,00 ليلا , وقف رجلا المباحث ينتظران قدوم السيدة وعندما حضرت لحقا بها حتى دخلت إلى العمارة وعلى الفور صعدت إلى سطح العمارة حيث أوقفها رجلا المباحث ولكنها رفضت النزول معهما , وبعد قليل احتشد جميع سكان العمارة على صراخ السيدة التي رفضت الذهاب مع رجال المباحث , حيث قاموا بالاتصال بضابط المباحث الذي حضر ومعه قوة من رجال المباحث والشرطة إلى العمارة التي فيها السيدة فوجد السيدة جالسة على سطح العمارة وهي تردد ما أروح معكم لو ذبحتوني في هذا المكان )
!! فجلس الضابط بالقرب منها وطلب من الجميع مغادرة السطح إلا رجال الأمن فقال لها وقد ذهل لما رأى أنها إمرأة عجوز : يا خالة ( ليش ) ترفضين المجيء معنا ؟ فقالت : وماذا تريد مني هل أذيت أحدا ؟
الضابط : لا , ولكن نحن نخاف أن تؤذي نفسك , فنظرت إلى الضابط وقالت لم أتمنى في حياتي الموت إلا في هذه اللحظة التي أرى الناس فيها ينظرون إلي وكأني ( طرارة ) والمباحث يلقون القبض علي .. لا يا حضرة الضابط لن أذهب معكم ! قال لها الضابط :وهل نستطيع أن نتحدث معك وأنت في هذا المكان ؟
فردت : نعم ما عندي مانع ! فقال لها الضابط : أريد أن أعرف شيئا واحدا فأرى من كلامك انك كويتية ؟ فردت : نعم كويتية !! قال الضابط : وماذا تفعلين فوق هذا السطح ؟ قالت : مثل كثير من الأمهات اللاتي يرقدن في الحمامات والمطابخ و ربما في بيوت ( الكلاب ) فقال لها الضابط : لا يوجد في بلدنا والحمدلله مثل هذه الأمور ! فردت السيدة : بل يوجد ولكن البيوت أسرار وأنت لا تعلم ما يحدث في كل بيت !
الضابط : وهل أنت من هؤلاء السيدات ؟ فردت : أنا أرقى منهن , لقد تركت الذل و عشت في مكان راق وأعتقد أن السطح مكان نظيف ولا أحد يتفضل عليك !
ذهل الضابط وقال : وهل تنامين فوق السطح يا خالة ؟ فردت : نعم أنام فوق السطح ! فقال لها الضابط : وفي النهار أين تذهبين ؟
أجابت : أذهب إلى أي مسجد فإذا وجدت مسجد النساء مفتوحا أنام فيه أو أقرأ القرآن وأتعبد ربي , وإذا كنت في فترة .... فأذهب وأنام في أي حديقة بعيدة عن عيون الناس ! نظر إليها الضابط نظرة عطف واستغراب , وقال لها : لماذا ياخالة ؟ فالدولة توفر كل شيء حتى السكن ووزارة الشؤون تصرف لك راتبا إذا كنت محتاجة !
فردت : ألم تسمع بالمثل الذي يقول : ( لا يرحم ولا يخلي رحمة الله تنزل ) ؟
رد الضابط : نعم ! فقالت : هكذا حال أولادي ! فقال لها : هل عندك أولاد ؟
أجابت : نعم عندي أولاد وليتني لم أنجبهم , فلو كان عندي كلب لكان أفضل منهم في العطف , فأولادي اليوم رموني وأنا أمهم ,وأنا مستغربة من الذين يقولون : إن الأم التي يرميها أولادها لابد أنها قد رمت أمها في الماضي , ولكن هذا الشيء غير صحيح , فأنا ولدت يتيمة وتربيت في حضن جدتي وكنت عطوفة بها لدرجة أنها ماتت وهي تردد اسمي , فقال لها الضابط : هل تستطيعين أن تعتبريني مثل ابنك ؟ فبكت السيدة بطريقة أدمت القلوب ! قالت : ياريت , فقال الضابط : لا أريد منك إلا أن تثقي بي وتأتي معي لأن منظرك في هذا المكان غير لائق لأمثالك ! فردت : أنا مستعدة ولكن أوعدوني انك لن تفضحني !
فقال لها الضابط : لا يوجد ابن يفضح أمه ياخاله!! وذهبت مع الضابط إلى قسم المباحث من أجل استكمال التحقيق معها حيث قال لها الضابط : الآن أريد أن أعرف منك كل الذي حصل لك من أولادك ومن هذا الزمن ؟ فردت : قصتي طويلة ولكن سأرويها لك من البداية , فكما قلت لك تربيت يتيمة ليس عندي إلا أخ واحد وهو أصغر مني وهو اليوم ملحن مشهور وإنسان طيب جدا , وبعد أن كبرت أحببت شخصا ليس من المستوى الذي كنت أعيش فيه .. لقد كان بسيطا ولم يكن كويتيا ولكنه حصل على الجنسية بعد ذلك , وتزوجت منه رغم رفض أخي الذي قاطعني منذ زواجي .. المهم أنني أنجبت ولدين وبنتا وكنا نعيش بسعادة وهناء وكان زوجي صالحا يخاف الله بكل شيء حيث توفي وترك لي ثروة كبيرة باسمي , ولم يكتب لأولاده شيئا باسمهم , وفعلا حصل ما كان يخاف منه , فبعد أن اكتشف أبنائي الذين كانوا متزوجين أن والدهم لم يترك لهم دينارا واحدا شعروا بالغيرة والحسد مني لدرجة أنهم أصبحوا يكرهونني , وبعد وفاة زوجي حضر إلي أبنائي الشباب وكل واحد منهم قال لي : إنه يريد أن يعيش معي في البيت .. لأن أباهم كان يطلب من كل واحد يتزوج أن يغادر البيت لكي لا تحدث خلافات بين الأخوة وبين زوجاتهم , فوافقت لأن ذلك من حقهم , ولكنني كنت متأكدة أنهم سكنوا عندي بعد أن أفلسوا من كل شيء , ولهذا سكنوا عندي طمعا في البيت وبعد ذلك صار كل واحد منهم يتقرب مني بطريقة جعلتني أحبهم مع زوجاتهم , حيث خدعني ابني الكبير عندما قال لي : إنه مديون بحوالي ( 70)
ألف دينار لإحدى الشركات وأنه قد أصدر عدة شيكات ويخاف أن يحبس من جرائها , وطبعا أنا أم وخفت على ولدي وذهبت إلى البنك بنفسي ولم أعرف كم عندي من الرصيد , ولكن سحبت له المبلغ المطلوب لجهلي بطرق السحب وأعطيته إياه وكنت أعتقد أنه يستحق هذا المبلغ , ولكن بعدها بأيام كنت ( أشوف بعيني ) النعمة ظاهرة على زوجة ابني وأولاده من الذهب والحلي والملابس الجديدة .. عندئذ حضر إلي ابني الآخر وقال : أنت إنسانة ظالمة أعطيت أخانا الكبير حقه من الإرث وحرمتني أنا وأختي من أي شيء !
فأبلغته بأزمة أخيه , فضحك وقال لي : إن المبلغ الذي أخذه مني قد أودعه في البنك باسم أولاده وطبعا اعتبر ابني هذا جزء من حقه في الميراث وطلب مني ابني الثاني أن أمنحه مبلغا يساوي المبلغ الذي أعطيته إلى أخيه , وفعلا وكأنه سحرني بكلامه وعلى الفور أحسست أني فعلا قد ظلمته وذهبت إلى البنك وسحبت له مبلغا يساوي المبلغ الذي أعطيته إلى أخيه فسكت , أما ابنتي فصارت تأتي إلي يوميا مع زوجها تريد حقها ولكنها كانت تتحدث معي بطريقة انفعالية حيث جعلتني أجزم أن ابنتي من اللواتي يحببن المال وذهبت إلى البنك لكي أعطيها كما أعطيت أخوانها إلا أن البنك قال لي : إنه لا يوجد في رصيدي سوى 17 ألف دينار , فسحبته بالكامل وأعطيته إلى ابنتي فرفضت في البداية إلا أنها عادت وأخذت المبلغ رغم أنني قلت لها إن هذه النقود آخر ما أملك إلا أنها أخذت الفلوس ولم تترك لي شيئا , وطبعا لم يبق لي سوى راتب زوجي , وهنا وبعد أن علم الجميع أن الفلوس قد نفدت مني وقع صراع زوجتي ولدي على البيت وامتد الخلاف إلى أبنائي وعندما كنت أتدخل لفض الخلاف بين الزوجتين أتعرض للضرب ويقول لي أولادي : لا تتدخلين , وفعلا أصبحت أقفل بابي علي وأنام .
إلا أن زوجتي ولدي بدأتا بمضايقتي وإلقاء الكلمات الجارحة ووضعتا أيديهما على ثلاجة المطبخ وطلبتا مني إذا كنت أريد الطعام أن أشتري ثلاجة جديدة , وتمادتا في تصرفاتهما فكانتا تفتحان علي الماء الساخن وأنا أستحم فعرفت أنها نهايتي , فكانتا تتعاملان معي كأنني خادمة !
قال الضابط : هل أولادك على علم بما يحدث ؟
ردت : أكيد يعرفون لأنهم يرون كل شيء بأعينهم لدرجة أنهم صاروا يشتمونني بألفاظ قبيحة جدا .. حدث كل ذلك يا حضرة الضابط وأنا مستغربة لماذا يحدث ؟ لقد وصل الحال بأولادي بأن يرموا بأكياس الزبالة أمام غرفتي , وهنا أصبت بالانهيار بعد أن علمت أنهم قد اتفقوا علي وهربت إلى ابنتي وزوجها وطبعا رحبا بي ترحيبا حارا رغم أن ابنتي زعلانة لأنها أخذت أقل من أخوانها , وصارت تحرضني هي وزوجها على بيع المنزل لكي اعطيها ثمنه وفعلا رهنت البيت واحتدم الصراع بين ابنتي وزوجها وأولادي وزوجاتهم لدرجة أنهم كادوا يستخدمون الرشاشات من أجل الفلوس , وطبعا أخذت مبلغا كبيرا من رهان البيت وأعطيته إلى ابنتي لأنها تؤويني في بيتها وأعطيت أولادي بقية المبلغ لكي أخمد ثورة الشر في قلوبهم , وهكذا فبعد أن كنت العزيزة أصبحت الذليلة وبعد فترة اتصل بي الرجل الذي رهنت البيت عنده وطلب فلوسه فأخبرته بكل شيء , فقال لي : لا تلومينني ياحجية .. أعطني البيت وخذي باقي فلوسك أو أعيدي لي أموالي ولا أريد منك أي شيء , وطبعا طلبت منه باقي نقود بيع البيت وذهبت وسكنت في أحد الفنادق ورأيت بعدها أن أفرش بيتا ولدي راتب زوجي أستطيع أن أعيش من ورائه وأقضي بقية عمري بعيدة عن أولادي وهذا أفضل لي من المعاناة التي أعيشها , ولكن أولادي أبلغوا الشرطة بأنني متغيبة , فألقي القبض علي في الفندق ووقعت بعدها الكارثة , فقد اختفت حقيبتي وفيها فلوس وأوراق زوجي وبعض الملابس وقال مسؤول الفندق : إن أحد أولادي قد أخذها وفكرت أن أشتكي عليه وأدمره ولكن قلبي لم يطاوعني , ولهذا سكت ولم أتكلم مع أي منهم وقلت أعيش على راتب زوجي ولكن الأوراق الخاصة بالراتب أصبحت مع أولادي فقلت في نفسي عشت حياتي كلها حلاوة ويجب أن أذوق طعم المرارة , وقلت : ربما اقترفت ذنبا في حياتي ويريد الله أن يكفر عني هذا الذنب .
الضابط : وماذا عن أخيك ألا يعرف عنك شيئا طوال هذه السنوات ؟
أجابت : مازال مقاطعني , وحاولت زيارته إلا أنه رفض , فقال لها الضابط : ألم تحاولي زيارته خلال هذه الأيام الصعبة عليك ؟
قالت : لم أحاول مرة أخرى حتى لا أجرح كرامتي .
قام الضابط باستدعاء شقيق المرأة العجوز وهو ملحن مشهور في الخليج العربي حيث دخل على الضابط وأبلغه بأحوال أخته العجوز فبكى الملحن لدرجة أنه خرج من مكتب الضابط من شدة البكاء .
وطلب أن يرى أخته التي كانت تنام في إحدى الغرف حيث احتضنها وهو يقول : سأراوي عيالك !
ولكن العجوز طلبت منه متوسلة ألا يتعرض لهم وهنا استدعى الضابط أبناء العجوز من أجل التحقيق معهم , وقال لهم عند حضورهم : اعلموا أنكم كما تفعلون بهذه المرأة سوف يأتي يوم تلقون المعاملة نفسها فنكس الجميع رؤوسهم وهم غير مصدقين أن أمهم تنام في الشارع أو فوق السطوح .. وقام الملحن المشهور ومسك ( الطفاية ) وضرب بها ابنة أخته , وقال لها : سأجعلك تدفعين الثمن أنت وهؤلاء الكلاب وأغلق ملف القضية على هذه الأقوال حيث تم حفظ البلاغ وتم رفع دعوى مدنية من الملحن ضد أبناء أخته العجوز يطالبهم بالمبالغ التي استولوا عليها . من كتاب جرائم من واقع الحياة و مرايا 2 تأليف بدر عبدالعزيز ج4 ص104 - ص109
|