قدم الكثير من الممثلين العرب بعض الأعمال الفنية على مستوى السينما والمسرح والدراما وتحدثوا بلهجة غير لهجتهم الأصلية متكئين على ان الجمهور سيغفر لهم تقصيرهم بحكم نجوميتهم اضافة الى أنها تمثل خروجا عن المألوف.
وقد حقق الكثير من النجوم نجاحات عدة اذ قدموا أعمالا رائعة بلهجة غير لهجتهم مثل صباح وفريد الأطرش واسمهان وسميرة سعيد وتلك الأسماء للذكر وليس للحصر.
ابداع شعبان وتيم
وفي السبعينيات شارك الفنان يوسف شعبان وأبدع في تقديم شخصية بدوي في مسلسل أردني بعنوان «وضحة وعجلان» مع مجموعة من الفنانين العرب وكذلك الفنان «تيم حسن» في مسلسل الملك فاروق الذي أجاد فيه اللهجة المصرية ناهيك عن الأداء المقنع.
فشل الألفي ونسرين
ولم تكن الفنانة «نسرين» موفقة حينما شاركت في مسلسل سعودي بعنوان «أصابع الزمن» مع النجم السعودي المبدع محمد حمزة الذي شاركته الفنانة سمية الألفي في مسلسل «ليلة هروب» وعلى الرغم من ان لهجة المسلسل كانت بلهجة المنطقة الغربية القريبة من اللهجة المصرية الا انها لم تكن مقنعة.
تداخل اللهجات
وبسبب تقارب اللهجات الخليجية كانت هناك مساحة كبيرة لمشاركة فنان خليجي في مسلسل خليجي غير دولته اعتقادا ان اللهجة لن تكون عائقا بينما من يدقق في حوار تلك المسلسلات يجد الكثير من الأمور المضحكة فالأب يجسده ممثل كويتي والأم تجسد دورها ممثلة اماراتية بينما الابن يتحدث بلهجة بحرينية أو قطرية أو سعودية الأمر الذي يؤثر في رونق الأداء في المسلسل.
نجاح سليمان
وقد أبدع الفنان السوري جمال سليمان في ثلاثة مسلسلات مصرية أثارت حنق بعض الفنانين والاعلاميين في مصر حيث أثير الجدل حولها الا ان سليمان نجح نجاحا كبيرا في دور الصعيدي في مسلسل «حدائق الشيطان» ثم تبعه بشخصية أخرى في مسلسل «أفراح ابليس» ثم في مسلسل «أولاد الليل» الأمر الذي يعكس مقدرته وتمكنه من أدواته الابداعية كممثل خاصة انه وضع نفسه أمام محك واختبار قد لا يكون في مصلحته الا انه استطاع ان يقدم الشخصية الصعيدية بكل أبعادها النفسية اضافة الى اجادة النطق ومخارج الألفاظ ناهيك عن جعل الروح الصعيدية حاضرة بينما لم يتحقق هذا النجاح لدى مواطنه الفنان أيمن زيدان الذي قدم شخصية مصرية في مسلسل «عيون ورماد» اذ لم يحقق نجاح جمال سليمان على الرغم من اجتهاده في الأداء وفي ابراز أبعاد الشخصية نفسيا.
التغريبة الفلسطينية
ولجمال سليمان تجربة ناجحة أيضا في أداء دور باللهجة الفلسطينية في مسلسل «التغريبة الفلسطينية» حيث أجاد نطق لهجة أهل الريف في فلسطين وتلك نقطة تحسب اليه تضاف الى ابداعاته في المسلسلات المصرية.
يقول جمال سليمان يهمني في التجارب رأي الجمهور الذي تابع المسلسلات واستمتع بها كثيرا وتوالت الأعمال لي ولغيري، ولقد كثر الكلام عن مشاركة الفنان السوري في عمل مصري وأقول ان المهم هو: هل ظهر العمل الفني بصورة مقنعة من حيث الأداء؟ وهل هي مرضية فنيا؟، والتعاون بين الفنانين العرب ليس جديدا فمصر كانت ومازالت تحتضن الفنانين العرب الذين حققوا نجوميتهم بها.
http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=29613