[بن عـيدان]

أحمد جوهر

فنان قدير وشامل قلما نجد مثله في الوسط الفني، لكونه يهتم بتفاصيل عمله ويحضر له على نار هادئه منذ الدقيقة الأولى من كتابته وحتى اللحظات الأخيرة من تصويره إيمانا منه بأن الفن هواية وليس تجارة، حمل على عاتقه مهمة نقل التراث للأجيال الواعده ليعرفهم بماضيهم الجميل البسيط ولأنه على ثقة بأن الإنسان الذي ليس له ماض ليس له حاضر، يشهد له بالحرفية العاليه والأمانة الشديدة في رصد هذا التاريخ، هو الفنان أحمد جوهر الذي شارف على الانتهاء من تصوير المسلسل التراثي الجديد «المنقسي» لرمضان المقبل، أعلن استياءه من بعض تدخلات نواب مجلس الأمة في الدراما، وذلك أثناء حوارنا معه.

• ما سبب عودتك الى الأعمال التراثية بعد توقفك عنها العام الماضي؟ وهل لأصداء مسلسل «الظل الأبيض» دخل في هذا القرار؟
- لا بالعكس.. مسلسل «الظل الأبيض» حقق نجاحا كبيرا وكانت له اصداء جيدة بالرغم من بثه بعد انتهاء شهر رمضان، وذلك لأني اختار أعمالي بدقة واهتم دائما بالتفاصيل، اما بالنسبة إلى عودتي الى الأعمال التراثيه فجاءت بناء على طلب من الجمهور الذي افتقد المسلسلات التراثية في العام الماضي نتيجة اتجاه النجوم إلى الدراما الاجتماعية، ناهيك عن اني افضل الكتابة عن التراث بالرغم من صعوبتها لكنني اعتقد اني استطعت العبور بأعمالي إلى بر الأمان لكوني احرص على الإلمام بالمعلومات الصحيحة وعلى سلامة اللهجة، وتناسق الملابس، وجودة الأداء، حتى أتلافى أخطاء الأعمال التراثية التي تبث من دون تحضير مسبق.

{المنقسي} بدلا من {المعزب}

• وما سبب اختيارك لمسلسل «المنقسي» بدلا من «المعزب» الذي صرحت عنه من قبل؟
- احمد الله على أن وزارة الإعلام اجازت النصين، لكنني أجلت مسلسل «المعزب» لأنه يحتاج إلى مشاركة حشد كبير من النجوم الذين يصعب وجودهم في الفترة الحالية لانشغال اغلبهم في تصوير مسلسل «إخوان مريم» أمثال ابراهيم الصلال وجاسم النبهان وغيرهما من كبار نجوم الخليج، بالإضافة إلى أن العمل ضخم ويحتاج الى تفرغ تام على الأقل لمدة ستة اشهر لذلك سأبدأ بتصويره بداية العام المقبل حتى يكون جاهزا للعرض في شهر رمضان 2011.
• لماذا تسند اخراج اعمالك التراثية الى المخرج المصري البيلي أحمد خصوصا أن نوعية الأعمال هذه تتطلب مخرجا كويتيا؟
- بالعكس البيلي أحمد مخرج متميز وله خبرة وتجارب عدة في الأعمال التراثية، واعتبره كويتيا لأنه يقيم هنا منذ زمن طويل ويعرف جيدا عاداتنا وتقاليدنا ولهجتنا، مع احترامي للمخرجين العرب الآخرين وخصوصا السوريين فبالرغم من أنهم يبدعون في الصورة فإنهم للأسف يفهمون لهجتنا.
تدخل النواب في الدراما
• هل سيحمل العمل بعض الإسقاطات السياسية؟
- بالتأكيد.. لأن السياسة باتت تلعب دورا مهمًّا جدا في حياتنا اليومية وهي جزء منا والعكس صحيح، واعتقد أن أي مسلسل من دون اسقاطات سياسية سيكون ليس له طعم ولا لون.
• ألم تخش من مساءلة نواب مجلس الأمة لاحقا؟
- لا.. لأني اقدم في أعمالي الداء ومعه الدواء، بمعنى أنني لا أتطرق في مسلسلاتي إلا للقضايا التي بالفعل تهم المجتمع والناس من دون التجريح بأي إنسان سواء كان نائبا أو عاملا أو موظفا عاديا، وفي نهاية الحلقات أسعى لتقديم الحلول الإيجابية.
• هل انت مع تدخل النواب في منع بعض الأعمال الدرامية أو البرامج التلفزيونية؟
- مع تدخلهم اذا كان الأمر يجرحهم أو يمس الذات الآلهية أو الأميرية، إنما ضد تدخلهم الزائد في أعمالنا، لأنه بأي صفة يحق لهم هذا التدخل، فمن المفترض أنهم يجسدون الديموقراطية، لذلك يجب عليهم أن يفعلوا مثلما يزعمون، وفي النهاية اتمنى ان يكون تفكيرنا أكثر تحضرا ونتعلم من الغرب الذين يتقبلون النقد بصدر رحب وعلى رأسهم رؤساء الدول، وعلينا أن نطبق الديموقراطية بطريقة سليمة أو نلغيها، «فماكوا» ديموقراطية فقط من الساعة 3 إلى 6 هذا الكلام مرفوض.

تلفزيون الكويت

• بالرغم من انك دائما تهدي حصرية اعمالك الى تلفزيون الكويت فإنهم يصرون على عدم مكافأتك بالتوقيت الذي تستحقه.. فما السبب؟
- حقيقة لا أعرف السبب تحديدا.. فخلافي الوحيد معهم هي نقطة العدالة في توزيع التوقيت إنما لا توجد أي مشكلات بيني وبينهم، وسأظل اتعاون معهم لأن لهذا الجهاز فضلا كبيرا عليّ فهو تلفزيون «ديرتي»، لكنني اتفاءل خيرا بفوزي التميمي واعتقد أن قوانينه تبشر بالخير، لذلك سأظل أتعاون معهم ولهم الأولوية.
• لماذا نجدك بعيدا عن المحطات الفضائية؟
- لأن تلفزيون الكويت الوحيد الذي يسمح بتوزيع الأعمال على الفضائيات الأخرى بعد انتهاء بثها في رمضان، فلا يحتكر العمل لمصلحته فقط مثلما تفعل أغلب القنوات الأخرى، فهو يعطيك منتجا منفذا في رمضان ويوزعه عقب انتهاء الشهر على الفضائيات، بالإضافة إلى أني اواجه مشكلة اخرى مع التلفزيونات الخاصة الا وهي امتلاء جدول اعمالهم وهذا الأمر يتطلب مني أن أبادر بحجز مكان لي قبل عامين من تحضير العمل وبالتالي يصعب عليّ ذلك لأني أتأنى في اختيار وتحضير أعمالي لكنني سأحاول تحقيق هذه المعادلة الصعبة لاحقا.

نجوم كبار وأدوار صغيرة

• يقال إن لك شروطا معينة في النجوم الذين يشاركونك أعمالك.. فما تبريرك؟
- انا لا افرق بين ممثل وآخر فجميعهم أصدقائي، لكن نظرا الى عدم معرفتي بالجيل الجديد من الممثلين يحتم عليّ ان ادقق في اختيارهم وهذا الأمر ليس عيبا أو حراما لأن العمل في النهاية يحمل اسمي، خصوصا في الأعمال التراثية فيجب على المشاركين فيه أن يكونوا على دراية كاملة بتفاصيل التراث القديم وان تكون لديهم ثقافة عامة والأهم إجادة اللهجة.
• هل سبق وجاملت صديقا لك في الوسط الفني واعطتية دوار لكنه خذلك؟
- لا.. نهائيا، فكثير من الأسماء الكبيرة اللامعة من دون ذكر أسماء يتصلون بي ويطلبون مشاركتي ولو من خلال دور صغير، لكنني في كل مرة أرفض ليس تكبرا مني إنما خوفا على نجوميتهم وشكلهم أمام جمهورهم مع أني لا احب قطع الأرزاق.

نقلة كوميدية

• سمعنا بأنك تحضر لعمل كوميدي فما صحة هذا الكلام؟
- نعم بالفعل اعكف حاليا على كتابة مسلسل كوميدي عنوانه «عجب» سأبدأ تصويره بعد انتهاء شهر رمضان مباشرة، لكن سأصرح عنه لاحقا.
• ما سبب اتجاهك فجأة إلى الكوميديا هل لأنك سئمت من ثوب الأدوار الشريرة؟
- أدوار الشر جميلة، وفيها متعة في الأداء، وملامحي هي السبب في احتكاري لمصلحة تلك الأدوار، مع أني على قناعة بأن الممثل الجيد يستطيع تمثيل جميع الشخصيات، هذا بالإضافة إلى أنه ليس بإمكان أي ممثل التميز في هذه النوعية من الأعمال، نظرا الى صعوبتها، لذلك تجد أن أكثر نجوم العالم شهرة هم المتميزون في إجادة أدوار الشر، أمثال محمود المليجي، وفريد شوقي، وعادل أدهم وغيرهم، لكنني اتجهت الى الكوميديا حتى لا يمل الناس من اطلالتي عبر الشاشة ولأن الجمهور دائما في حاجة لهذه الأعمال، لذلك أتعهد لهم بأنهم سيشاهدون مسلسلا كوميديا مختلفا وجديدا عما قدم في السابق.
• أخيرا لماذا نجدك دائما بطلا في كتاباتك؟ ألا يوجد نص درامي في الخليج يستحق المشاركة فيه؟
- احترم كل فرد يجتهد في كتابة عمل، وشيء جميل أن تكون هناك محاولات في التأليف، لكن ليس أي نص درامي صالحا للظهور على الشاشة.




الرابط:http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=01062010