أبواق الفوفوزيلا .. بين الأحتفال والإزعاج !!
لن تقتصر لقطة أفتتاح كأس العالم في أجواء ملعب سوكر سيتي بجوهانسبورغ، على مشاهدة 22 لاعباً يفتتحون النسخة التاسعة عشرة من نهائيات البطولة التي تستضيفها جنوب افريقيا لأول مرة في تاريخ القارة السمراء، لكن صوت الاستاد نفسه سيملأ العالم ضجيجا بفضل الفوفوزيلا.
والفوفوزيلا هي آلة موسيقية تعتبر محور إحتفالات الجمهور الجنوب أفريقي، وهي عبارة عن بوق صاخب يصنع من بوق الكوكو، ويطلق أصواتاً يتردد صداها في ارجاء الملعب تصل قوة الصوت الذي يصدره 127 ديسيبيل، في حين أن المنشار الكهربائي يصدر صوتاً قوته 100 ديسيبيل فقط.
صحيح أن لكل أنصار منتخب طريقته في التعبير عن دعم فريقه، فالمنتخب البرازيلي يتألق على أنغام السامبا، في حين تسمع أجراس البقر في أرجاء مدرجات الملاعب السويسرية، بينما قدمت المكسيك إلى العالم موجاتها الشهيرة، لكن "فوفوزيلا" شيء مختلف لانها قد تؤدي إلى فقدان حاسة السمع لدى اللاعبين بحسب بعض الدراسات الطبية، التي صدرت إحداها من جامعة بريتوريا الجنوب افريقية ودعمت إحتجاجات بعض اللاعبين على إستخدام الالة أثناء المباريات، لكن يبدو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يريد المس بأحد التقاليد الكروية الأساسية للبلد المضيف، وهو الأمر الذي شدد عليه رئيسه السويسري جوزف بلاتر معتبرا أن آلة التشجيع الأشهر في العالم "ثقافة كروية أفريقية".
"يتوجب علينا أن نسمح لمستعملي هذه الألة بممارسة ثقافتهم طالما شاؤوا ذلك. يُعتبر العزف على ألة فوفوزيلا والغناء من ثقافة كرة القدم الأفريقية، إنها جزء من إحتفالات هذه القارة ولذلك دعوهم يطلقون أبواق فوفوزيلا".
لكن هذه الأمور الطبية العلمية لا تعني شيئاً للجماهير الجنوب أفريقية التي ترى أن فوفوزيلا رمز فخر لصاحبها، وهذا ما أكده أحد الجماهير المحلية "بدون فوفوزيلا لا أعتقد بأنني سأستمتع بكرة القدم. تمنح هذه الآلة شعوراً خاصاً وتجعل أنصار المنتخب يؤازرون فريقهم."
لكن مدافع المنتخب الألماني ارنه فريدريخ لا يوافق هذا المشجع الرأي على الإطلاق لأنه يرى أن الضجة الصادرة عن هذه الألة ستجعل مسألة التواصل بين اللاعبين في أرض الملعب شبه مستحيلة، مشيراً بأن على الجميع أن يتأقلم "ذهنياً" مع هذا الأمر.
وبحسب التقاليد القديمة، كان الناس يستعملون هذه الآلة لكي يدعوا بعضهم البعض إلى إجتماع في مكان ما، لكن في السنوات الـ15 الأخيرة أصبحت "فوفوزيلا" منتشرة كثيراً في ملاعب كرة القدم وأصبحت شعاراً يمثل الامل والوحدة لكثير من سكان جنوب أفريقيا.
وقُدمت الفوفوزيلا إلى العالم على انها أداة ترمز إلى جنوب أفريقيا في 15 مايو 2004، عندما أُعلن عن إستضافة جنوب أفريقيا لنهائيات كأس العالم.
وبعد صدور القرار رسمياً قام وزير الرياضة في جنوب افريقيا ماخينكيسي ستوفيلي ووزير المالية آنذاك تريفور مانويل بالترويج للالة في حضور جمع غفير من المسؤولين الرياضيين ورجال الإعلام الذين أتوا من مختلف ارجاء العالم.
لكن تأثير "فوفوزيلا" الكبير فاجأ كثيرين في بطولة كأس القارات العام الماضي، وترى إحدى المشجعات لمنتخب جنوب افريقيا أنه "ربما تسبب هذه الألة إزعاجاً لبعض الذين لم يعتادوا سماع صوتها، وبالتالي يجب تعريف مشجعي المنتخبات الاخرى بمزاياها قبل أن يبدأو في كرهها". __________________
v
v
v
v
v
v < سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم >
|