أتبكي لهذا الموت أتَبكي لِهَذا المَوتِ
أَتَـبـكـي لِـهَــذا الـمَــوتِ أَم أَنــــتَ عــــارِفُ
بِـمَــنــزِلَــةٍ تَــبــقـــى وَفــيـــهـــا الــمَــتــالِــفُ
كَـأَنَّــكَ قَـــد غُـيِّـبـتَ فـــي الـلَـحـدِ وَالــثَــرى
فَـتَـلـقـى كَــمــا لاقــــى وَفـيـهــا الـسَــوالِــفُ
أَرى المَوتَ قَد أَفنى القُرونَ الَّتي مَضَت
فَــلَــم يَــبــقَ ذوإِلــــفٍ وَلَــــم يَــبــقَ آلِـــــفُ
كَـأَنَّ الفَتـى لَـم يَغـنَ فـي النـاصِ ساعَـةً
إِذا عُـصِــبَــت يَــومـــاً عَــلَــيــهِ الـلَـفــائِــفُ
وَقـــامَـــت عَــلَــيـــهِ عُــضــبَـــةٌ يَـنــدُبــونَــهُ
فَـمُـسـتَـعـبِــرٌ يَــبــكـــي وَآخَــــــــرُ هــــاتِــــفُ
وَغــــــودِرَ فــــــي لَـــحـــدٍ كَـــريـــهٍ حُــلــولُــهُ
وَتُـعـقَــدُ مِـــــن لِــبـــنٍ عَـلَــيــهِ الـسَـقـائِــفُ
لَقَـلَّ الغِنـى عَـن صـاحِـبِ اللَـحـدِ وَالـثَـرى
بِــمــا ذَرَفَــــت فــيـــهِ الـعُــيــونُ الـــــذَوارِفُ
وَمــا مَــن يَـخــافُ الـبَـعـثَ وَالـنــارَ آمِـــنٌ
وَلَـكِــن حَــزيــنٌ مــوجَــعُ الـقَـلــبِ خــائِــفُ
إِذا عَــــنَّ ذِكــــرُ الــمَـــوتِ أَوجَـــــعَ قَـلــبَــهُ
وَهَــــيَّــــجَ أَحــــزانــــاً ذَنــــــــوبٌ سَــــوالِـــــفُ
وَأَعــلَــمُ غَــيــرَ الــظَــنِّ أَن لَــيــسَ بـالِـغــاً
أَعاجيـبَ مـا يَلقـى مِــنَ الـنـاسِ واصِــفُ
_ منقولة _ أبو العتاهيه
من شعراء العصر العباسي __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|