من أصدق ما قيل في الرثاء من أصدق ما قيل في الرثاء قصيدة حزينة تصف لوعة الفراق وألم الفقد , ولأنّ أصدق الشّعر
الرّثاء , أحببت أن أنقلها إليكم , رحم الله أموات المسلمين جميعا :
نـهـاك عــن الغـوايـة مــا نـهـاكـا
وذقـت مـن الصبـابـة مــا كفـاكـا
وطـال سـراك فـي ليـلِ التصابـي
وقـد أصبحـت لــم تحـمـد سـراكـا
فــــلا تــجــزع لـحـادثــة الـلـيـالــي
وقل لي إن جزعـت فمـا عساكـا
وكــيــف تــلــوم حــادثــة وفـيــهــا
تـبـيــن مــــن أحــبـــك أو قــلاكـــا
بروحي من تذوب عليه روحـي
وذق يـا قلـب مـا صنعـت يداكـا
لعـمـري كـنـت عـــن هـــذا غـنـيـا
ولـم تعـرف ضلالـك مــن هـداكـا
ضنيت من الهوى وشقيت منـه
وأنـت تجـيـب كــل هــوى دعـاكـا
فــدع ياقـلـب مــا قــد كـنـت فـيـه
ألسـت تــرى حبيـبـك قــد جفـاكـا
لـقـد بلـغـت بــه روحــي التـراقـي
وقـد نظـرت بــه عيـنـي الهـلاكـا
فيا من غاب عني وهـو روحـي
وكيف أطيق من روحي انفكاكا
حبيبـي كيـف حتـى غبـت عنـي
أتـعـلــم أن لــــي أحـــــدا ســواكـــا
أراك هـجـرتـنــي هــجـــراً طــويـــلا
ومــا عـودتـنـي مـــن قـبــل ذاكـــا
عهـدك لا تطـيـق الصـبـر عـنـي
وتعصـي فـي ودادي مـن نهـاكـا
فـكـيـف تـغـيـرت تـلــك السـجـايـا
ومــن هـــذا الـــذي عـنــي ثـنـاكـا
فــــلا والله مــــا حــاولـــت عـــــذراً
فـكـل الـنـاس يـعـذر مـــا خـلاكــا
ومــــا فـارقـتـنـي طــوعــاً ولــكـــن
دهــاك مــن المـنـيـة مـــا دهـاكــا
لـقــد حـكـمـت بفرقـتـنـا الـلـيـالـي
ولم يك عـن رضـاي ولا رضاكـا
فليتـك لـو بقيـت لضعـف حالـي
وكــــان الــنــاس كـلــهــم فــداكـــا
يـعـز عـلـي حـيـن أُديـــر عـيـنـي
أفــتــش فــــي مـكـانــك لا أراكـــــا
ولـــــم أر فــــــي ســــــواك ولا أراه
شـمـائـلـك المـلـيـحـة أو حــلاكــا
ختمت علي ودادك في ضميري
ولـيــس يـــزال مـخـتـومـاً هـنـاكــا
لـقـد عجـلـت علـيـك يــد المنـايـا
وما استوفيت حظك من صباكا
فـوا أسفـي لجسمـك كيـف يبلـى
ويـذهــب بـعــد بـهـجـتـه سـنـاكــا
ومــالـــي أدعـــــي أنــــــي وفــــــيّ
ولسـت مشاركـاً لــك فــي بـلاكـا
تمـوت ومـا أمـوت علـيـك حـزنـاً
وحـق هــواك خنـتـك فــي هـواكـا
ويـــا خـجـلــي إذا قــالــوا مــحــبّ
ولــم أنفـعـك فـــي خـطــبٍ أتـاكــا
أرى الـبــاكــيــن مـــعــــي كــثــيـــراً
وليس كمن بكى من قـد تباكـى
فـيـا مــن قــد نــوى سـفـراً بعـيـداً
متى قـل لـي رجوعـك مـن نواكـا
جــــزاك الله عــنـــي كـــــل خــيـــرٍ
وأعـــلـــم أنــــــه عـــنـــي جـــزاكــــا
فـيــا قـبــر الحـبـيـب وددت أنـــي
حملـت ولـو عـلـى عيـنـي ثـراكـا
ســـقــــاك الــغــيـــث هــتــانـــاً وإلا
فحسبك من دموعـي مـا سقاكـا
ولا زال الــســلام عـلــيــك مــنـــي
يــرف مــع النسـيـم عـلـى ذراكـــا الشّاعر / بهاء الدّين زهير
من شعراء العصر العباسي . __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|