04-07-2010, 03:54 PM
			
			  |  
			 
			#1 (permalink)
			
		 |  
  |    خبيرة في التنمية البشرية  
				   العــضوية: 5529  تاريخ التسجيل: 17/09/2009  
					المشاركات: 3,870
				  
الـجــنــس: أنثى            |       الكثير من الخلق اختلفوا !                 الكثير من الخلق اختلفوا !        اخلفت الملائكة : ( فقد اختلفت ملائكة العذاب و ملائكة الرحمة على الرجل الذي قتل مئة نفس ) .     اختلفت الأنبياء : ( فقد اختلف سليمان و داوود عليهما السلام في الحكم على امرأتين تدعي كل منهما أمومة طفل ) .     اختلف الصحابة : ( فقد عرف عن ابن عمر الأخذ بالعزائم و عن ابن عباس الأخذ بالرخص و كلاهما من عظماء الصحابة ) ..بل إن الصحابة اختلفوا في أمور كثيرة و منها مثلا الخلاف المشهور بين أبو بكر و عمر في كيفية التعامل مع المرتدين و من يقرأ في السيرة يجد خلافات أخرى كثيرة لا يتسع المجال هنا لذكرها .    
لماذا أورد كل هذه الأمثلة ؟ أوردتها كي أبين أن الاختلاف أمر مشروع ، و أمر متوقع ، و أمر بشري أراده الله سبحانه و تعالى حتى بين خير البشر .         و لكن هنا يأتي مربط الفرس و هو السؤال الآتي : كيف نتعامل مع هذا الاختلاف ؟ .        و لنأخذ مثلا عمليا : عندما تختلف مع شخص في رأي معين أو في قضية ما . هل يصل هذا الخلاف إلى حد البغضاء و العداوة و ربما أيضا الشتائم ؟ هل يصل إلى حد القطيعة ؟ هل يصل إلى حد اتهام الشخص في نيته أو في عقيدته أو في دينه ؟ إذا كان كذلك فهذا لم يكن منهج الصحابة في خلافهم و هو ليس المنهج الذي نريده لعزة الأمة ، فبينما نرى أن الصحابة اختلفوا في مسائل كثيرة و لكن كانت قلوبهم موحدة فلم يكفر بعضهم بعضا و لم يبغض بعضهم بعضا و لم يتهم أحدهم الآخر بسوء النية أو بالضلال ، فكان بينهم كل حب و احترام على الرغم من الاختلاف .    و هناك فرق بين الخلاف و الاختلاف .    -  (اختلاف أمتى رحمة)  و قوم تشابهوا ما أنتجوا ، لو كنا على درجة واحدة من التفكير و السلوك  على نفس الاهتمامات و الميول و الطباع لما كان هناك ملكا و لا طبيبا و لا معلما و لا نجارا ...فاختلافنا رحمة لنتكامل و تعاون ، " و جعلنا بعضكم لبعض سخريا " و لذلك أرادنا ربنا و ابتلاءا و لكن منها لنعمر الأرض خيرا و سلاما و سعادة -   
من مشاكلنا الأساسية أن بعض الناس هدفهم ألاّ نختلف أبداً ، هدفهم أن نتفق دائما و في كل الأمور بلا استثناء ، فإذا حدث خلاف و لو في أمور ثانوية كانت الكارثة ، و بدأت الاتهامات بالكفر و الزندقة ! و هدف ( عدم الاختلاف بتاتا ) هدف خاطئ و حالم و لن يتحقق أبدا فنحن بشر ، إذاً فما هو الهدف المنشود ؟ الهدف هو أن نتعامل مع الاختلاف باحترام ،و أن نطبق قول الإمام أبي حنيفة ( رأي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب ) 
-يقول نبي الرحمة : 
 "ليس المسلم بالسباب , ولا باللعان , ولا بالفاحش ولا بالبذيء "-   
الهدف أن نتعامل مع بعضنا بالقاعدة الذهبية ( نتعاون فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) .    
للأسف في أوروبا طبقت هذا المبدأ و نحن لم نطبقه في هذا العصر ....على الرغم من اختلافاتهم اللغوية و البيئية و الدينية استطاعوا أن يتعاونوا فيما اتفقوا عليه فهام اليوم بعملة واحدة و تتجول بين دولهم بتأشيرة واحدة ! مع أن الأمور التي نتفق عليها نحن المسلمين أكثر بكثير من الأوربيين و لكن ماذا أقول ؟ فقه الخلاف الغائب !     
أنا لست صوفيا و لا سلفيا و لا وهابيا و لا من الإخوان ولا من غيرهم من الجماعات ..أنا مسلم ..و أتعامل مع كل من يقول أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله على أنه مسلم ..و كفانا تنابذاً بالألقاب !   
- ليس منا من دعا إلا عصبية و ليس منا من قاتل على عصبية و ليس منا من مات على عصبية -     -لن نؤلف القلوب .. لن نصلح المعمورة و نحن على خلاف ..-      من  كتاب خواطر الجزء الثالث : خواطر للعقل و الفكر للاستاذ أحمد الشقيري      
- مع بعض الإضافات -  ...دمتم بخير             __________________       لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس    
       |  
    
		
		
		
		
		 
	 |        |