[بـوسارة]

في ضيافة الصالون الإعلامي

عبد الحسين عبد الرضا: الرقابة تحبط الفنانين


عبد الحسين عبد الرضا يتوسط هدى المهتدي وماضي الخميس
--------------------------------------------
أكد الفنان عبد الحسين عبد الرضا في ندوة الصالون الإعلامي بإدارة ماضي الخميس الذي حل عليه ضيفاً يوم الاثنين الماضي أن «هناك الكثير من الأمور على الساحة الكويتية إذا حاولنا أن نناقشها لا نعرف من أين نبدأ» مشيراً إلى أن الكل في الكويت يعاني الآن من حالة عدم استقرار الفنان والمدرس والسياسي والرياضي والإعلامي، وأن هذه الحالة تحتاج إلى الكثير من الندوات واللقاءات مؤكداً ضرورة العمل على مقاومة هذه الحالة لأن «الكويت عزيزة علينا جميعا ومهما قلنا في حبها ومهما أعطينا فهو قليل».

وتناول عبد الرضا الواقع الفني الكويتي والعربي بشكل عام مؤكداً تراجع مستوى العمل الفني داخل الكويت وخارجها، وأرجع ذلك إلى كثرة الفضائيات التي كانت السبب في تحول اهتمام الجمهور وتغيير اهتماماته حيث كان الجمهور فيما سبق مهتماً بالعمل المسرحي، ويحرص على حضور المسرحيات بشكل مستمر، ثم أضاف عبد الرضا سبباً آخراً لتراجع مستوى الأعمال الفنية وهو زيادة مساحة التعبير والوسائل الإعلامية الأخرى من صحافة وفضائيات.
رقابة
وأضاف ان من أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع الأعمال الفنية هي الرقابة حيث أشار إلى وجود مجموعة من الأعمال عمرها 40 سنة عندما يتم عرضها على الرقابة يتم استقطاع بعض أجزائها، معتبراً أن ذلك يصيب الفنان بحالة من الإحباط لا تساعده على الإبداع الفني المطلوب، مضيفاً بأن هناك بعض التدخلات التي تعيق تقدم الأعمال الفنية، وضرب عبد الرضا مثلاً بأن هناك بعض الجمل من التراث يتم الاعتراض عليها وإزالتها من النصوص الفنية فقط لأن البعض لا يعرف معناها.
من ناحية أخرى أكد عبد الرضا أن الإضحاك موهبة في الأساس وأن الكوميديا فنٌ وقتي، متسائلاً عن وجود النصوص الجيدة التي يستطيع الفنان أن يتناولها ويزيد عليها من روحه تفاعلاً وأداءً وقد أرجع ذلك إلى أننا في الخليج مشاكلنا محدودة والمهن أيضاً محدودة وكذلك الحراك على كل المستويات مقارنة بدولة مثل مصر تجد في كل حكاية حكايات، مؤكداً أن هذه المحدودية لا تفسح المجال أمام النصوص المتنوعة التي تتناول مواضيع وقضايا مختلفة.
وأشار إلى أن الكتّاب في الكويت قد استنفدوا، إلى حد ما، ما في جعبتهم من مواضيع وأعمال فنية وأن الجديد منها هو إعادة صياغة لأعمال تم تناولها من قبل.
وحول الجيل الحالي والأجيال القادمة ومستوى ما يقدمونه من أعمال فنية أكد أن الفن موهبة في الأساس وأن الكويت تمتلك من المواهب الكثير وهناك الكثير منها مبشر ولكن الجو العام غير مهيأ لظهور بصمتهم على الساحة الفنية بقوة.
اختلاف
وقال «الكويت أصبح دمها ثقيلاً بسبب ما يجري الآن على الساحة، لقد تغير الناس واختلف الأخ مع أخيه وتبدلت العادات واختلفت الأخلاق وقلما نجد شيئاَ يسعدنا في هذه الأيام»، مشيراً إلى أنه هناك الكثير من خريجي الفنون المسرحية يتخرجون ولا يجدون المكان المناسب الذي يستطيعون من خلاله تفريغ ما درسوه في جامعاتهم ومعاهدهم.
وقال عبد الرضا في معرض حديثه عن دور الحكومة ووزارة الإعلام تحديداً «أكثر من خمسين عاماً ونحن ننادي بإنشاء المسرح القومي ولم يأت إلينا وزير وهو يتبنى فكرة إنشاء المسرح القومي وكأن فكرة إنشاء مسرح قومي عيب مرفوض وشيء يستدعي الخجل، ورغم ذلك لا ننكر وجود بعض المحاولات التي لم يكتب لها أن تكتمل، وقد تساهلت الحكومة في هذا الأمر كثيراً».
وقد شهدت الندوة العديد من المداخلات حيث كانت أولى المداخلات حول مسألة الوحدة الوطنية وظهور بعض المصطلحات والمفاهيم الجديدة على الشعب الكويتي، وأكد عبد الرضا أن هذه المفاهيم هي مفاهيم جديدة تماماً على الساحة الكويتية، معتبراً ذلك نوعاً من أنواع الفتنة التي لا تبقي ولا تذر، مشيراً إلى أن الكويت في وقت الغزو كانت بمنزلة الأسرة الواحدة والكتلة الصلبة التي وقفت في وجه هذا الغزو بعزيمة الجسد الواحد.
مسارح
وحول مسألة المسارح الأهلية والتمويل أشار عبد الرضا إلى أنهم كانوا يحصلون على 3000 دينار في العام كدعم كامل، ثم تطورت العملية ووصل المبلغ إلى 16 ألف دينار وهذا المبلغ لا يكفي أجر ممثل واحد، وأضاف أن «ضعف التمويل والاعتماد على الجهود الذاتية كانا التحدي الأكبر بالنسبة لنا، وكنا نقوم بإنتاج أعمالنا وتسويقها كي نستطيع الاستمرار»، مشيراً إلى أنه لا يمكن الاستمرار بمسرح فيه 400 مقعد وثمن التذكرة يتراوح بين الـ5 إلى 7 دنانير!!
وأكد أهمية دور الدولة في العملية الفنية قائلاً «والدولة تتعامل مع الفن بإهمال شديد وهناك الكثير من الصعوبات والمعوقات التي تواجه الأعمال الفنية وعلى رأسها الرقابة كما أن دور وزارة الإعلام هو دور مهم وفاعل ولا يجب أن تتخلى وزارة الإعلام عن دورها في معالجة الأجواء التي تساعد علي إنتاج الأعمال الفنية الجيدة، مشدداً على أهمية الدور الحكومي من خلال وجود سياسات واضحة تعمل من خلالها الحكومة فيما يخص العمل الفني.
تأصيل
حول تأصيل مفهوم الوطنية في الأعمال الفنية أكد عبد الرضا أن الجميع اليوم لا بد أن يطالب بالولاء للوطن والوفاء له «لأننا بدأنا نرى من يتلفظون بالمفاهيم الهدامة وينفثون سموم الطائفية في المجتمع» مشدداً على أن الحل لهذه القضية يكمن في إنعاش الحركة الفنية والتجمعات الهادفة التي تبدأ من المدرسة، مشيراً إلى أن ذلك كان في الماضي له الأثر الأكبر في زيادة اللحمة بين أبناء المجتمع الكويتي أما الآن فالوضع قد تغير وذلك يتطلب تغيير الرؤية والخطط والمناهج المدرسية أيضاً، مؤكداً أهمية غرس الروح الوطنية والعمل على ترسيخها في نفوس الأطفال منذ المراحل الأولى، كما أشار عبد الرضا إلى أنه بصدد عمل مسرحية تتناول هذه القضية وسوف يتم في هذه المسرحية إلقاء اللوم على الكل في محاولة لمعالجة الموقف معالجة فنية.
وقد شهدت الندوة أيضاً حضور الإعلامية هدى المهتدي الريس التي قال عنها عبد الرضا «هي من المذيعات اللاتي أعطين للكويت الكثير من الوقت والصحة والمجهود وساهمن في بروز بصمة تلفزيون الكويت في وقت لم يسبق الكويت فيه أحد في دول الخليج».


درع تذكارية من الخميس لعبد الرضا

[][مجوٍدي][]

مكرر