[محمد العيدان]

ادى تزاحم الفضائيات الحادث الآن عبر شاشات التلفزيون إلى إفراز عدد كبير من المذيعين والمذيعات الجدد، الذين انقسمت حولهم الآراء، فهناك من يرى أن أغلبهم لا يصلحون للعمل في الحقل الإعلامي بل هم متسلقون على المهنة، وآخرون يعارضون مؤكدين وجود بعض الكوادر المميزة الذين يعتمدون على كفاءتهم وقدرتهم المهنية وليست الشكلية، وحتى لا يكون التحليل لهذه الظاهرة غير دقيق، كان علينا الاقتراب من رواد الإعلاميين، والوقوف معهم على أهم مقومات المذيع الناجح والتمييز بينه وبين الآخر غير المتطور وذلك من خلال التحقيق التالي:
مميزات أساسية
بداية، تحدث الإعلامي أحمد عبد العال وقال: المذيع المميز يجب أن يتسم بالثقافة، قوة الشخصية، سرعة البديهة، والذكاء وأن تكون لديه شفافية في حل الأمور، كما عليه أن يكون ملما باللغة العربية، فللأسف أغلب مذيعي الجيل الحالي لا يعرفون المرفوع من المجرور، لكن يحتم عليهم الأمر معرفة الحد الأدنى من إجادتها، كما عليهم أن يلتزموا بأوقات عملهم ويكونوا جادين فيه، إضافة إلى دراسة فن الإلقاء.
واستكمل حديثه وقال: هناك بعض الصفات الأخرى التي تكون هبة من عند الله مثل الكاريزما والطلة اللافتة للنظر، إحساسه بالكلمة والحرف قبل نطقهما، إضافة إلى خلوه من أي معوقات في اللفظ.
شهادة مجروحة
وأضاف قائلا: على المذيع الناجح أن يبتعد عن الغرور ويحترم عقلية المشاهد، سواء كان امام المايك أو الشاشة، كما يبتعد عن الإهمال كليا ولا يترك أي شيء يخص عمله للمصادفات.
وعن رأيه في مذيعي الجيل الحالي عقب عبد العال وقال:، كوني مذيعا قديما إذن ستكون شهادتي مجروحة لكن لا أستطيع إنكار وجود نخبة من المذيعين المتميزين، وهناك آخرون دخلاء ومتسلقون على هذه المهنة، والسبب في تواجدهم هو كثرة الفضائيات.
وعن أهمية الدراسة في حياة المقدم الناجح قال: ليس بالضرورة أن يكون المذيع دارسا للإعلام لكن يجب أن تكون لديه مقومات وموهبة إضافة إلى التعليم، فنسبة 95 % من رواد الإعلامين غير دارسين للإعلام.
واخيرا توجه الإعلامي أحمد عبد العال بنصيحة مهمة للمذيعين الجدد وهي أن يكثروا من القراءة التي تصقل الموهبة وتثري المفردات وتحمي من الوقوع في الأخطاء الهوائية.
مذيعون متسلقون
بدوره، تحدث الإعلامي ماجد الشطي وقال: أولا أنا ضد كلمة مذيع ناجح أو فاشل.. هناك إعلامي متميز وآخر غير متطور، فمقدم البرامج المميز هو من يبحث عن التطور لأنه في حاجة مستمرة إليه، وذلك يكون من خلال اطلاعه الدائم على كل الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة، إضافة إلى القراءة، وقبل كل هذا وذاك يجب أن يحب عمله، فأنا ضد المذيع الممتهن والمتسلق على هذه المهنة، وللأسف هم كثر في الحقل الإعلامي الى درجة أنه أصبح مهنة من لا مهنة له، وسبب هذا يرجع لسوء اختيار المذيع المتميز من قبل القائمين على القنوات، فأغلبهم مثل الطبل أجوف، وحتى يكون المذيع مميزا يجب أن يكون دائم الاطلاع ومتابعا جيدا للأخبار.
نهج تواضعي
وأضاف الشطي قائلا: كما على المذيع المميز أن ينهج النهج التواضعي ويبتعد عن مجالسة السفهاء السطحيين، إضافة إلى حتمية الدراسة التي بالتأكيد تصقل موهبته، وبالطبع لابد أن يتسم بالكاريزما العالية، والحضور اللافت، وأخيرا عليه أن يخضع للدورات التدريبية من وقت الى آخر.
مقاييس مختلفة
أما الإعلامية أمينة الشراح فقالت: حقيقة اختلفت كثيرا مقاييس المذيع الناجح عن السابق، اليوم أصبح المذيع يبحث عن الشهرة وبات مثل الفنان يعتمد فقط على الشكل، على عكس قوانين العمل الإعلامي السابق التي كانت تحتم وجود الموهبة إضافة إلى صقلها بالطرق الأخرى مثل القراءة والاطلاع والثقافة، فحتى يكون المذيع ناجحا عليه بالدراسة والتدريب الدائم إلى جانب الموهبة، خاصة مع وجود الإمكانات الحديثة التي حرمنا منها سابقا.
وأضافت قائلة: كما يجب عليه أن ينتقي القناة التي يطل من خلالها، ويبتعد عن التقليد، والغرور، والأضواء الخادعة، فمن الممكن أن يكون نجما ومشهورا في مجاله إذا تميز واختلف عن غيره، وطور نفسه، ولابد أن يتسم بنوع من الجرأة في الحوار.
ظاهرة صحية
وعن رأيها في المذيعين الجدد قالت الشراح: هناك منهم المميز والجيد والأقل من العادي، وهذه ظاهرة صحية وموجودة من قديم الأزل، لكنني دائما انادي بالتخصص في العمل، فيجب وضع المذيع المناسب في المكان المناسب كل حسب إمكاناته.
إهمال واضح
كما علق الإعلامي فريح العنزي وقال: على المذيع المميز أن يلتزم بقواعد اللغة العربية التي غابت الآن عن العمل الإعلامي، ليس في الكويت فقط بل في معظم المحطات والإذاعات العربية، فهناك إهمال واضح في إتقان اللغة العربية على عكس السابق، كما يعتمد تميز المذيع على مدى قدرته على تطوير نفسه بخلاف حبه لعمله، إضافة إلى التزامه بأوقات عمله، واطلاعه الدائم على جميع الوسائل الإعلامية.
ويضيف العنزي قائلا: يجب أن يكون المقدم الناجح دائم المعرفة، واسع الأفق والمدارك، يتمتع بالذكاء وسرعة البديهة، وأهم من ذلك أن يكون دارسا للإعلام لأن الموهبة وحدها غير كافية لصناعة مذيع ناجح، إضافة إلى خضوعه من الحين للآخر إلى دورات تدريبية في مجال تخصصه، والحقيقة هذا دور الإدارة والمؤسسة التي يعمل بها المذيع فعليهم أن يهتموا بعقد دورات تدريبية، كما يجب عليهم أن يجروا عمليات انتقاء وغربلة وتقييم للمذيعين من وقت الى آخر ومعرفة الصالح من الطالح، إضافة الى وجوب إنشاء إدارة خاصة بشؤون المذيعين سواء في الإذاعة أو التلفزيون أو الأخبار أوغيرها.
وأخيرا يجب عليه أن يبتعد عن الغرور وأضواء الشهرة فمن السهل أن يكون المذيع مشهورا لكن من الصعب أن يتميز.
صفتان أساسيتان
أما مدير إدارة الإذاعات الأجنبية فوزية الفلاح فتحدثت وقالت: هناك نوعان من الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإعلامي الناجح الأولى طبيعة تولد معه وأخرى مكتسبة، بالنسبة إلى الصفات الطبيعية فتتمثل في التالي أولا الموهبة ثم الكاريزما والطلة والحضور إلى جانب قدرة الإنسان نفسه على العمل في الحقل الإعلامي، ومدى حبه له، إضافة إلى الصوت الإذاعي ونطقه السليم لمخارج الحروف.
وأضافت: أما السمات المكتسبة فهي القراءة والاطلاع، كثرة التحاقه بالدورات التدريبية التي تساعد على تطوره، إضافة إلى أن يكون دائم السؤال والاستفسار والتنقيب ومتابعا دائما لجميع وسائل الإعلام، وان تكون له شخصيته المستقلة.
وأخيرا عليه أن يبتعد عن التقليد والغرور والتكبر، وألا يستحي أمام الكاميرا لكن ليس بالضرورة أن يكون دارسا للإعلام ..

http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=17072010


التعليق : الفشل طال كل شي بالاعلام وليس فقط المذيعين

[بحر الحب]

واغلبهم في تلفزيون الكويت !

[محمد العيدان]

شكرا بحر على مرورك