17-07-2010, 01:30 PM
|
#1 (permalink)
|
المشرف العام على الشبكة
العــضوية: 3420 تاريخ التسجيل: 28/05/2009 الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,520
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55 | مثقفون مصريون فتحوا النار على من يقف وراء إقرار قانون الرقابة على الإعلام والفكر والدراما والإبداع في الكويت عبَّر عدد كبير من المثقفين المصريين عن أسفهم تجاه القرار الصادر عن وزارة الاعلام فرض الرقابة المسبقة على الأعمال الدرامية والابداعية في الكويت.
وأكدوا لـ «الراي» أن الكويت كانت طوال تاريخها دائما منارة للحرية والديموقراطية في الوطن العربي، وأن مثل هذا القرار سيعود بها الى نقطة الصفر، وحذروا من تدني حرية الرأي والتعبير وسيطرة قوى التخلف والظلام على مقاليد الأمور.
الروائي يوسف القعيد قال: السبب واحد وراء تقلص حرية الرأى والتعبير، سواء في الكويت أو في مصر وأي بقعة من بقاع الوطن العربي، وهو وجود تيارات تتمسح بالدين الاسلامي تطارد الفكر والثقافة وتسعى لمصادرة الخيال الانساني، رغم أن دولة الكويت هي الوحيدة في مجتمع الخليج التي كانت تتميز بحرية الفكر وجرأة التعبير وتعدد الآراء، وأقول ان الاعتراض على زيارة نصر حامد أبوزيد وعدم السماح له بدخولها كان الانذار الحقيقي عن بطء تلك الممارسات التقييدية الرافضة لحرية الفكر والابداع.
وأكد الروائي ابراهيم عبدالمجيد أنه قد يكون من المنطقي حدوث ذلك في الكثير من دول الوطن العربي، ولكنه غير منطقي بالمرة أن يحدث ذلك في دولة مثل الكويت، وقال لـ «الراي»: الكويت ليست دولة شمولية، بل ديموقراطية، وتتحقق فيها الديموقراطية بشكل كبير، فكيف تصير الأمور فيها ناحية الوراء، ناحية التخلف بدلا من المضي في طريق الديموقراطية والتقدم، الكويت لديها تراث محترم من الحريات ولديها كتاب وفنانون ومفكرون بارزون يجب عليهم عدم الرضوخ لمثل هذه المحاولات لتقييد حريتهم.
رئيس مركز الأبحاث في وكالة أنباء الشرق الأوسط الدكتور عمار علي حسن قال: مسألة الرقابة هذه كانت تتم بشكل عرفي من خلال عمال المطابع وبعض دور النشر التي تضع لجان قراءة لتحديد ما يُطبع، هذه اللجان مهمتها ألا يخرج كتاب من الممكن أن يُحدث مشاكل، وهذه مسألة طبيعية، الخطير هو أن تنتقل تلك المسألة من حيز العرف الى حيز القانون، بمعنى أن تكون هناك عقوبات قانونية على من يتخطى ذلك، ما يعني هبوط سقف حرية التعبير الى مرحلة متدنية جدا، وهذا أمر قد يحلو للجماعات الدينية المتطرفة أن تعقد مساءلات لمن هم - من وجهة نظرها- مجرمون.
وأضاف: هذا القانون أو القرار أو التفكير بهذه الطريقة يحدث ردة في حرية الرأي والتعبير، وهذا معناه أن الكويت ترجع الى الخلف، تلك المنارة التي أصدرت لنا الفكر والأدب والمسرح العالمي من خلال مطبوعات مجلاتها مثل «عالم المعرفة» و«الفكر» و«المسرح العالمي» التي ساهمت اسهاما خلاقا في انعاش الثقافة العربية.
ووصف الشاعر عبدالمنعم رمضان الكويت برأس الحربة بالنسبة لمنطقة الخليج من حيث السعي الى التقدم والحرية، وقال: الكويت متقدمة في مجال حرية الرأي من حيث وجود برلمان حقيقي، بالاضافة الى وجود حرية كبيرة للمرأة تنعدم في بقية دول الخليج تقريبا، فالكويت دائما كان ينظر اليها على أنها رأس الرمح في منطقة الخليج، الآن هذه القرارات تجعلنا نتشكك في منطقة الخليج كلها، خصوصا أن الرقابة أصبحت فعلا غبيا في عصر الكمبيوتر والانترنت وأصبحت عملية الرقابة صعبة ومحدودة، إذاً فالرقابة هنا تعد محاربة للهواء، فعصر الكمبيوتر لابد أن تتكيف الأنظمة معه وتقوم بنفسها بتلك الخطوة بدلا من أن ترغم عليها.
واعتبر الروائي حمدي أبو جُلَيِّل أن ما يحدث هو هوس، وقال: أرى أن ذلك المد المتزايد لتقييد الحريات خصوصا حرية الرأي والابداع سببها ذلك الهوس الديني الذي انتاب المجتمع العربي ككل، لأن الرقابة لا تأتي من المؤسسات الرسمية أو الجهات الرقابية الحكومية، لكنها تأتي من الناس أنفسهم وهم لا يتورعون عن مصادرة أي شيء.
وأضاف: لا تغفل عنا مسألة «ألف ليلة وليلة» الأخيرة التي طالب البعض في مصر بمصادرتها، ذلك العمل العالمي الذي أثر في مخيلة العالم أجمع ومخيلة أهم أدباء القرن الحالي من أمثال «ماركيز» و«يوسا» و«بورخيس»، وهذا لم يحدث مع «ألف ليلة» فقط، بل حدث من قبل مع ديوان الشاعر العربي «أبونواس» وتمت مصادرته للأسف، وللأسف - أيضا- المؤسسات الرسمية تستجيب لذلك دون أي جدال، بشكل انتهازي وترضخ لتلك المطالبات الرقابية على الفور، وما سيحدث في دولة الكويت اذا تم تقنين مثل تلك الرقابة على الأعمال الابداعية، سيتم قتل الفنون في مهدها.
وقال: هذا قرار سيطعن دور الكويت الثقافي في مقتل، ذلك البلد الخليجي الذي اعتدنا فيه على حرية الرأي وتعدده، والذي أنار الوطن العربي وأمَّده ثقافياً بكثير من المعرفة من خلال مطبوعاته من أمثال عالم الفكر والمعرفة.
أستاذ الفلسفة في كلية الآداب في جامعة عين شمس الدكتور عصام عبدالله قال: أنا ضد تقييد حرية الرأي على طول الخط، مع مراعاة أن هناك ضوابط للتعبير عن هذا الرأي، هذه الضوابط يحددها القانون المدني وليس أي شيء آخر، لكن ما يقدم - الآن - من مصادرات يعدُّ نوعاً من تحجيم حرية الرأي، وهذا الأمر يشترك فيه المثقفون أنفسهم اذ يتجه البعض الى مذهب «خالف تُعرف»، لا يمكن أن نسمي ازدراء الأديان حرية تعبير، حرية التعبير حتى في أكثر الدول ديموقراطية في العالم يكون لها ضوابط!.
وأضاف لـ «الراي»: أما بالنسبة لموقف الكويت فهي تعاني من محاولات تحجيم حرية الرأي منذ مدة، وهذا شيء غريب عليها اذ كانت هي قلعة الليبرالية في الخليج العربي، أنا وكل جيلي تعلمنا على اصدارات الكويت الثقافية والفكرية، وأثَّرت فينا مجلة «العربي» واصدارات «عالم المعرفة» و«عالم الفكر» وروائع المسرح العالمي، وبالتالي صدور قانون مثل ذلك يعد بمثابة طعنة في دور الكويت الرائد ثقافيا وفكريا بين دول الخليج.
وفي اعتقادي أن ما يحدث في الكويت ليس الا انعكاسا لما يحدث في الوطن العربي ككل من تزايد مد التيارات السلفية، أضف الى ذلك وضع الكويت المتوسط بين كثير من صراعات تحدث في الشرق الأوسط، فهي في الوسط بين ما يحدث في أفغانستان والعراق، ومع ذلك هذا لا يجعلنا نلتمس لها العذر، فأنا أذكر أنه عندما حاولت الكويت جعل مادة الفلسفة مادة اختيارية ضمن المواد الدراسية قامت الدنيا هناك ولم تقعد حتى تم الغاء ذلك القرار، كيف تأتي اليوم وتفكر في اتخاذ ذلك القرار من تقييد لحريات الرأي والفكر.
الشاعر شعبان يوسف قال: الكويت خاضت تجربة برلمانية جيدة، وهي التي أعطت فرصا كبيرة للثقافة، حيث نشأت سلسلة «عالم المعرفة» التي أصدرت العديد من الكتب المهمة ككتب المسرح العالمي والأدب العالمي ومجلة عالم الفكر وغيرها، وهي المطبوعات التي تعامل معها عدد كبير من المثقفين المصريين مثل الدكتور عبدالسلام رضوان والراوئي محمد المخزنجي ومحمد المنسي قنديل، والدكتور الراحل فؤاد زكريا وغيرهم، الى جانب مجلة «العربي» التي رأس تحريرها منذ أنشئت العام 1958 الدكتور أحمد زكي والكاتب الصحافي الراحل أحمد بهاء الدين، وعلى الرغم من أن تلك المجلة كانت تتسم بالطابع المحافظ الا أنها كانت تدخل كل بيت تقريبا.
وأضاف: أشعر مع مثل هذه القرارات أن هناك درجة من درجات الانفصام، بحيث ينادي بالحرية والديموقراطية وفي الوقت نفسه تكون هناك أشكال من قمع الابداع وهي حالة عامة سائدة في الوطن العربي، فالحريات في الوطن العربي مرتبكة جدا وكأن هناك نوعا من القرصنة على الثقافة والابداع من قبل سلطات مختلفة كسلطة الدين والأخلاق والتاريخ والسياسة وغيرها.
وحذَّر الكاتب والمحلل السياسي أحمد بهاء الدين شعبان من خطورة هذا القرار قائلا: هذا قرار خطير، لا شك أنه سيؤثر تأثيرا سلبيا على حريات التعبير في الوطن العربي كله، خصوصا أننا كنا نحسد الكويت على الحريات الفكرية والثقافية وبعض الحريات السياسية.
وأضاف: لكن يبدو أن هناك هجمة رجعية في الوطن العربي كله، والدليل الطلب الأخرق الذي قدمه بعض المحامين المصريين للمطالبة بمصادرة «ألف ليلة وليلة» رغم أنها تراث مصري وعربي وعالمي مهم جدا، لكن يبدو أن قوى الجهالة والتخلّف والظلام تعبث بفكر وتراث الوطن العربي في عصر السماوات المفتوحة.
وقال لـ «الراي»: أعتقد أن الوطن العربي بحاجة للتصدي بقوة لمثل هذه التوجهات وأشكال الرقابة لأن استمرار قوى التخلف ونجاحها يعني مزيدا من التراجع والتخلف والعزلة، كما أن ذلك يستهلكنا في مهاترات فكرية رجعية تعوق مسيرتنا وتحبط كل رغبة في التقدم.
الروائي مكاوي سعيد قال: الكويت كانت تقدم لنا أجمل الابداعات العالمية، ومثل هذه القرارات ستؤثر على الابداع العربي كله، بل سيعود بالكويت الى نقطة الصفر، ألا يكفي أن المبدع أصبح يمارس قيودا ورقابة على نفسه عند الابداع، ألا يكفيهم ذلك فيقومون باستصدار قرار يمارس الرقابة على الأعمال الأدبية والفنية قبل طباعتها أو صدورها، هذا شيء مؤسف ومأسوي وسيجعل الفرق بيننا وبين الغرب ليس مئة عام فقط، ولكن ألف عام، وفي هذه الحالة لن نتمكن من أن نلوم المفكرين اذا ما هاجروا من الدول العربية، لأنه كما قال ابن رشد قبل نحو 800 عام ان الأفكار مثل الطيور، اذا حلقت في الجو من الصعب الامساك بها، ولهذا فان الأفكار لا يمكن منعها أو عرقلتها.
وأضاف: أحب أن أسجل اعتراضي أيضا على قيام مجموعة من المحامين المحبين للظهور بالمطالبة بمصادرة «ألف ليلة وليلة» رغم أن أحد شيوخ الأزهر هو من قدم لها، كما أنها كانت تدرس في الأزهر في فترة من الفترات.
ومن جانبه، قال مدير مركز «تاريخ الأهرام» الدكتور نبيل عبدالفتاح: أعتقد أن هذا التوجه هو مزيد من تغلغل وتأثير الاتجاهات المتشددة في المجتمع الكويتي على المجال السياسي والثقافي وعلى حريات الرأي والتعبير والابداع.
وأضاف: هناك تضاغط ما بين هذا الاتجاه وبين المثقفين والمبدعين في الكويت، وهو ما أدى الى القيام بتقديم شكاوى واستجوابات برلمانية حول بعض الكتب والدواوين الشعرية والقصائد، بل وصل الأمر الى حد الضغط على الحكومة لمنع المثقفين العرب البارزين من قيامهم بالقاء المحاضرات والمشاركة في التظاهرات الثقافية التي تدعو اليها بعض الجهات في الكويت.
وأضاف: ها نحن أمام محاولات لطمث روح التعدد والتسامح السياسي والاجتماعي الذي كان يمثل أحد صور الكويت في منطقة الخليج العربي وفي العالم العربي كله، وأعتقد أن الرقابة المسبقة على الأعمال الفكرية والابداعية والأكاديمية من منظورات دينية وسياسية وعرقية يشكل مصادرة لحرية الرأي والتعبير، وفي الوقت نفسه أعتقد أنها محاولة خائبة تماما ولن تنتج كثيرا سوى الاساءة الى دولة الكويت، وفي تصوري أن ما سيمنع من النشر سوف ينشر على الفضاء الالكتروني وسوف يتداوله العالم كله، ولكن بعد المزيد من رصد الانتهاكات من هذا التيار المعادي لحرية الرأي والتعبير والديموقراطية المتحالف مع الحكومة. http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti...&date=17072010 __________________ للمراسلة : kak34@windowslive.com انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم مع خالص تقديري احترامي
|
| |