[نوره عبدالرحمن "سما"]

قدمها فريق لوياك المسرحي

«عمر الخيام» لوحات تشكيلية بصرية ناطقة





تقديم عرض مسرحي عن عمر الخيام يشكل معضلة حقيقية ربما توقع من يقدمها بالكثير من المطبات لما تحمله هذه الشخصية من علامات استفهام كثيرة حولها، أما تقديم عمر الخيام على شكل عرض استعراضي راقص فهو مغامرة ما بعدها مغامرة، ويبدو أن فريق لوياك المسرحي أخذ على عاتقه تقديم غير المألوف على خشبة المسرح، وهو أسلوب يسير عليه من سنوات.
مسرحية «عمر الخيام» التي قدمها فريق لوياك مساء أمس الأول على خشبة مسرح مدرسة الكويت الأميركية بحضور عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي وجمهور من عشاق المسرح، جاءت بعد عامين من التحضير والعمل المضني بقيادة المخرج إبراهيم مزنر.
مستويات العرض
اشتغل مخرج العرض على مستويين على خشبة المسرح، الأول مستوى الأداء الاستعراضي الغنائي، والآخر مستوى الحوارات بين أبطال العرض، كما اشتغلت مؤلفة النص ومعدة العرض فارعة السقاف على مستويين من الكتابة الاول اعتمد الحوار بين الممثلين والثاني الاعتماد على رباعيات الخيام، وقد نجح المخرج إبراهيم مزنر في توظيف الرقص والاستعراض لخدمة الفكرة الرئيسية للعرض خاصة مع الإبهار في الألوان والأزياء والإضاءة التي جاءت متناسقة إلى حد بعيد، وقد اشتغل المخرج على استغلال الطاقات الجسدية للممثلين الشباب من أجل تقديم متعة بصرية جاءت على شكل لوحات تشكيلية جميلة جدا. ومن أجمل مشاهد التعبير الحركي الذي كشف عن القدرة على توظيف الطاقات الشبابية هو مشهد «الموت المنتظر» الذي شارك فيه فريق العمل مجتمعا. وجاء مشهد «المؤامرة» ليكشف عن الرؤية الإخراجية لمزنر، وهو هنا أيضا قدمها على مستويين متقابلين على خشبة المسرح، وبشكل جمالي يؤكد تفسيره الفلسفي للنص.
تشكيلات جمالية
التشكيلات الجمالية شغلت معظم مدة العرض التي اقتربت من ساعة ونصف الساعة ومن هذه التشكيلات المشهد الاستهلالي «السوق» و«لقاء الحبيبين» وأيضا «العرس» و«العبيد» وهي لوحات تؤكد قدرة المخرج في توظيف التشكيل والاستعراض والغناء، وهي من أهم عناصر المسرح الاستعراضي مما يبشر بولادة مسرح استعراضي كويتي متميز. وساهمت الإضاءة في أضافة بعد جمالي آخر، كما نجح الديكور المتحرك والأزياء وهما من تصميم مزنر في إضفاء لمسة جمالية معبرة على العرض المسرحي المبهر الذي اعتمد أساسا على طاقات شبابية واعدة بعضها يقف على خشبة المسرح لأول مرة، وقد بذل هؤلاء الشباب جهدا مضاعفا لإتقان ما رسمه لهم مخرج العرض، وكانوا أدوات طيعة في يده مما يبشر بمستقبل واعد لهم.
نص مسرحي
اعتمدت المؤلفة فارعة السقاف على قصة «سمرقند» لأمين معلوف في تقديم نص مسرحي يتناول جوانب مهمة من حياة عمر الخيام، وعلاقته بالساسة والسلاطين، واشتغلت السقاف أيضا على مستويين: ففي الحدث الرئيسي حددت مكانين هما سمرقند وأصفهان، وجعلت الصراع يرتكز في جانبين هما الصراع بين العلماء وصراع العلماء مع رجال الدين المتشددين، كما اشتغلت في النص على مستويين من الحوار هما الحوار بين أبطال العرض، واستخدام الرباعيات كحوار مساند ومدعم للفكرة الأساسية، وكان المشهد الختامي هو أجمل المشاهد الحوارية في العرض المسرحي، ونعتقد أن العناصر الشابة تحتاج إلى المزيد من التدريب على مخارج الأحرف والأداء خصوصا ان النص باللغة الفصحى.



http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=27072010