دافع عن القضية الكويتية عام 1990 واستحق الوشاح الأميري
ورحل سفير الشعراء.. غازي القصيبي
سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد يقلد القصيبي الوشاح الأميري تقديرا لمواقفه من القضية الكويتية
الراحل د. غازي القصيبي خلال مشاركته في مؤتمر جدة الاقتصادي عام 2008
ا
hلراحل في إحدى أمسياته التي أقامها في الكويت
غيّب الموت صوت الشاعر العملاق د.غازي القصيبي عن عمر يناهز الـ 70 عاما بعد معاناة مع مرض عضال، ليترك وراءه إرثا أدبيا زاخرا لشاعر وروائي جمع الديبلوماسية والسياسية والأدب في قلب واحد.
في العام 1990 تحول الشاعر القصيبي لصوت شعري داعم لقضية الكويت إبان الاحتلال العراقي الغاشم وكتب عشرات القصائد دفاعا عن الكويت، وفي العام 1992 استقبل القصيبي في الكويت المحررة استقبال الأبطال ومنحه سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الوشاح الأميري تقديرا لدوره في دعم القضية الكويتية، وأقام القصيبي عددا كبيرا من الأمسيات الشعرية في الكويت أبرزها تلك التي أقامها في العام 1992 بعد التحرير والتي شهدت حضورا جماهيريا لم تشهده أي أمسية في الكويت.
ود.القصيبي، علاوة على مهامه الرسمية كوزير للعمل السعودي، هو أديب وقاص وشاعر وله منشورات عديدة.
وقضى القصيبي أيامه الأخيرة في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض قبل أن توافيه المنية إثر تدهور حالته خلال اليومين الماضيين.
وعانى الوزير غازي القصيبي المرض وسافر للعلاج في الولايات المتحدة الأميركية وعاد مؤخرا ومكث فترة في البحرين في قصره إلا انه عاد إلى المملكة وتدهورت حالته وادخل مؤخرا مستشفى الملك فيصل التخصصي.
وكان من المقرر خروج القصيبي قبل شهر رمضان والعودة الى منزله ولكن الفريق الطبي أجل ذلك لمتابعة حالته الصحية عن قرب، وأبقى الفريق الطبي على قرار منع الزيارة عن القصيبي خلال الأيام الماضية.
وتقلد القصيبي مناصب حكومية عديدة، منها وزارة الصحة والمياه والكهرباء والعمل، إضافة إلى عمله سفيرا للملكة العربية السعودية في عدد من الدول.
وكان وزير الثقافة والإعلام السعودي د.عبدالعزيز خوجة قال نهاية الشهر الماضي إنه أصدر توجيها بإتاحة جميع مؤلفات وزير العمل السعودي الأديب د.غازي القصيبي، موضحا أن القصيبي صاحب إسهامات كبيرة في خدمة الوطن وليس من اللائق أن لا يتوفر نتاجه الفكري في المكتبات السعودية.
يشار إلى أن الكثير من كتب القصيبي لم تتم إجازتها من قبل رقابة المطبوعات لدخول السعودية، فيما عرف عنه تندره بذلك وترديده الدائم بأن المنع يخدم العمل الأدبي ويزيد شهرته.
ولغازي نحو 20 كتابا ورواية، فضلا عن كم كبير من المشاركات الكتابية والمحاضرات وغيرها.
ومن مؤلفات د.غازي القصيبي في الشعر: «صوت من الخليج»، «الأشج»، »اللون عن الأوراد»، «أشعار من جزائر اللؤلؤ»، «سحيم»، و»للشهداء»، وفي الرواية: «شقة الحرية»، «العصفورية»، «سبعة»، «هما»، «سعادة السفير»، «دنسكو»، «سلمى»، «أبو شلاخ البرمائي»، «الجنية»، وفي الفكر: «التنمية»، «الأسئلة الكبرى»، «الغزو الثقافي»، «أميركا والسعودية»، «ثورة في السنة النبوية»، «حياة في الإدارة».
ورغم أن كثيرا من كتب القصيبي أحدثت ضجة أوقات صدورها فإن الروايات هي التي حظيت بالنصيب الأكبر من الضجيج والمنع.
وكانت أولى رواياته «شقة الحرية» التي صدرت عام 1994، وتحكي واقع الشباب العربي خلال الفترة (1948 - 1967)، حيث يعيش أبطال الرواية في شقة في مدينة القاهرة، وسط أجواء فكرية وسياسية عاصفة بتوجهات فكرية مختلفة لكل منهم وتكون لهم بطولاتهم الخاصة مع تلك الأحداث. وكانت الرواية ممنوعة في السعودية إلى وقت قريب. وأما روايته «دنسكو» فقد كتبها بعد فشله في الفوز بمنصب مدير منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم «اليونسكو» عام 1999، وتتناول قصصا لعدة مرشحين للمنظمة من قارات مختلفة، حيث وعد القصيبي، أثناء ترشحه للمنصب بكتابة رواية إذا لم يفز، وهو الأمر الذي أوفى به. وترسم روايته «سبعة» التي صدرت في عام 2003 صورة ساخرة للواقع العربي، ممثلة في سبع شخصيات يختلفون في أفكارهم وأعمالهم ويتشابهون في الركض خلف سيدة واحدة تعمل مقدمة لبرنامج تلفزيوني، حيث يقعون ضحية لها في نهاية المطاف.
http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMN...1105&zoneid=29