شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية > القاعات العامة والإدارية > القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) > قصة نجاح ستيف جوبنز مؤسس شركة آبل الرائدة
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-2010, 05:22 PM   #1 (permalink)
خبيرة في التنمية البشرية
 
 العــضوية: 5529
تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى

افتراضي قصة نجاح ستيف جوبنز مؤسس شركة آبل الرائدة



قصة نجاح ستيف جوبنز
مؤسس شركةآبل الرائدة







تتعدد قصص النجاح، وتتنوع أسبابها، ولكن قليل منها يستحق التوقف عنده، خاصة وإذا كانت قصة النجاح تجمع بين العبقرية والمثابرة. فقد تتوافر العبقرية لدى أناس، ولكن بلا مثابرة، وقد توجد المثابرة ولكن بلا عبقرية، أما أن يتوافر الاثنان في قصة نجاح، فلن تكون هذه القصة سوى قصة نجاح ستيف جوبز الرئيس التنفيذي لشركة “آبل” Apple.


تنشئة صعبة
ولد ستيف جوبز Steve Jobsفي 24 فبراير1955 في مدينة سان فرانسيسكو، عرضته والدته للتبني بعد ولادته لأنها لم تكن متزوجة وطالبة في الجامعة، وكان شرطها أن يكون من يتبناه حاصلا على مؤهلاٌ جامعياً، وتبنى الزوجان بول وكلارا جوبزPaul &Clara Jobs المولود

وفي عام 1972، تخرج جوبز من ثانوية ‘هوم ستيد’ Homesteadفي كاليفورنيا ودخل إلى جامعة ريد Reed Collegeفي ولاية أوريجونOregon . لكنه رسب في الفصل الأول، فقرر عدم متابعة دراسته الجامعية لكنه بقي في محيط الكلية يلتقط بعض دروس الفلسفة والثقافات الأجنبية. يقول جوبز عن السنة الأولى التى قضاها في كليته ” بعد ستة شهور لم أجد لها قيمة، لم يكن لدي تصور عن الهدف الذي أريد تحقيقه في حياتي، ولا عن فائدة الجامعة في تحقيق هذا الهدف، كما إنني انفق كل ما ادخره والداي طوال حياتهما، ولذلك قررت التوقف…لقد كان الأمر مخيفا وقتها، لكنني أرى الآن انه أفضل الفرارات التي اتخذتها في حياتي”

ويقول جوبنز:
لم تكن البداية جيده ، لم يكن لدي أي غرفة سكن ، بل كنت انام في ارضية غرف اصدقائي ، كنت اقوم بترجيع قناني الكوكا لقاء 5 سنتات لشراء الغذاء ، وكنت امشي 7 أميال كل يوم أحد للحصول على وجبة الطعام الرائعه التي كان يقدمها مطعم هاري كريشتل تيمبل . وكان اكثر ماتعثرت به او تابعت به حدسي ثميناً جداً لاحقاً ، دعوني اعطيكم مثالاً واحداً : في ذلك الوقت عرضت كلية رييد أفضل خطاط يد في البلاد . في كافة انحاء الحرم الجامعي كان هناك ملصق او رسماً رائعاً بخط اليد . ولاني كنت قد حذفت الفصل ، ولكم يكن لزاماً عليّ الحصول على المواد العادية ، التحقت بدروس خط اليد لتعلم كيف يعمل الخطاط . تعلمت حول خطوط Serif و San Serif (خطوط ذات انسيابات معينة ) وحول تعديل المسافة بين الحروف والكلمات ، حول مايجعل الطباعة الرائعة رائعة بحق . وقد كان هذا شيء تأريخي ، جميل ، غير ملحوظ ، وفني بطريقة لايمكن وصفها ، وقد وجدتها فعلاً ساحرة .

لم يكن هذا مفيداً في حياتي لكن بعد عشر سنوات ، حينما كنا نقوم بتصميم حاسوب الماكنتوش الأول جائت لي هذه الخطوط وقمت بتركيبها في نظام ماك ، وكان هو الحاسوب الأول ذو الطباعة الجيدة . إن لم أقم بدراسة تلك المادة في الجامعة لما اصبح لنظام ماك خطوط متعددة وخطوط ذات مسافات بشكل متناسب . حتى ان نظام ويندوز الذي قام بتقليد ماك ، لو لم اقوم بدراسة تلك المادة لما اصبح لكل جهاز شخصي هذه الخطوط ولم يكن لديهم هذه الطباعة للخطوط الرائعة التي يعملون عليها حتى الآن . بالطبع كان من المستحيل في ذلك الوقت ربط النقاط ببعضها والنظر للمستقبل حينما كنت في الجامعة ، لكنه اصبح واضحاً جداً جداً بعد عشر سنوات.






بدايات العمل و إطلاق شركة آبل
وبعد عام تقريبا، قدم ‘المبتكر الصغير’ ورقة عن أفكاره في قطاع الالكترونيات إلى شركة أتاريAtari ، الرائدة في صناعة ألعاب الفيديو. وما لبث أن حصل على وظيفة فيها. وقضى جوبز جزءً من عام 1974 كمصمم لألعاب.
في عام 1975، انضم جوبز إلى ‘هومبرو كمبيوتر’ Homebrew Computer Club وهو ناد لمطوري أجهزة الكمبيوترات الشخصية، من بين أعضائه وزنياك Steve Wozniak الذي تعرف عليه في ‘أتش بي’ HP فشجع جوبز صديقه على ترك وظيفته كمهندس في ‘أتش بي’، لينضم إليه في مغامرة تتعلق بالكمبيوتر الشخصي.
وسجل التاريخ عام 1976 بداية انطلاق شركة آبل Apple، فجوبز، ابن ال21 ربيعا، ووزنياك، الذي يكبره بأربع سنوات، صنعا أول نموذج لكمبيوتر شخصي وحمل الاختراع الجديد اسم ‘آبل 1′ Apple I. وأول ما بدأ جوبز بيع كمبيوتره، أقنع متجرا للالكترونيات بشراء 50 كمبيوترا شخصيا ليبيعها لتلاميذ المدرسة، وبسعر 666.6 دولارا للجهاز، انتهى جوبز ووزنياك ببيع أكثر من 600 كمبيوتر محققين ثروة تقدر بنحو 774 ألف دولار.
ويقول جوبنز:
كنت محظوظاً جداً ، فقد وجدت ما كنت احب ان اعمله في حياتي ، كنت انا و ووزنياك نبدأ أول جهاز أبل لنا في مرآب منزل عائلتي . كنت وقتها بعمر الـ 20 سنة . عملنا بجد وبعد 10 سنوات اصبحت شركة أبل بدلاً من موظفين اثنين يعملون في مرآب للسيارات ، الى شركة ذات 2 بليون مع اكثر من 4000 موظف .
وفي عام 1977، قرر الرئيس التنفيذي السابق لشركة انتل Intel مايك ماركولاMike Markkula الاستثمار في ‘آبل’، ليصبح رئيس مجلس إدارتها ويدخل معه استثمارات رجال أعمال عديدين. في هذا العام، خرج ‘آبل 2′ Apple II إلى الضوء. ومع قدرة جوبز على اقناع الشركات لشراء كمبيوتره، أصبح ‘آبل 2′ أنجح كمبيوتر شخصي في السوق الأمريكي.
نجح جوبز في بيع مئات الأجهزة من ‘آبل 2′. وكذلك في الدمج بين ابتكار الالكترونيات عالية الجودة والبيزنس اليومي. ولم يكتب لوزنياك الاستمتاع بنجاح الشركة، فتعرض لجراح بالغة إثر تحطم طائرته الخاصة. فقرر التفرغ لحياته الأسرية والمشاريع الاجتماعية والتعليم.
وفي ديسمبر عام 1980، طرحت ‘آبل’ في اكتتاب عام أولي بسعر 22 دولارا للسهم. وسرعان ما قفز السعر إلى 29 دولار، لتصبح قيمة ‘آبل’ السوقية 1.2 مليار دولار. وكان جوبز المساهم الرئيسي في الشركة مع حصة 15 في المائة من الأسهم.
في العام نفسه، أنتجت الشركة “آبل3″ Apple III، لكن استعادت الكمية الأولى من 14 ألف جهاز من السوق بسبب بعض المشاكل التقنية مثل عدم القدرة على وصل الجهاز الجديد بأجهزة ‘آبل 2′. فبقي الأخير المفضل لدى الزبائن في عام 1981 .
وفي عام 1982، أتى جوبز بجون سكولي John Scully من شركة بيبسي ليكون الرئيس التنفيذي لـ ‘آبل’. وفي العام نفسه، ربحت “آبل” للمرة الأولى مليار دولار. وبعد إطلاق جهاز ‘ليزا’ Liza عام 1983 الفاشل نسبياً بسبب سعره المرتفع وتقنيته المرتفعة، وضع جوبز وسكولي خطة لتطوير جهاز جديد اسمه ‘ماكنتوش’ Macintosh، حيث استخدمت تكنولوجيا ‘ليزا’ نفسها، لكن بأسلوب أبسط. وفي عام 1984، أطلق أول كمبيوتر ‘ماكنتوش’، أصبح فيما بعد معيارا للكمبيوترات في العالم. وشكل الجهاز الجديد، الذي بيع بـ 2495 دولارا، ضربة موفقة.

رحيله عن آبل
يعتبر جوبز موظفا جيدا للكفاءات. لكنه يملك نزعة للسخرية من موظفين بعد إدخالهم إلى فريق العمل. وعانى سكولي نفسه من مزاجية جوبز. فأقنع مجلس الإدارة في انتخابه رئيسا للمجلس دون أي سلطات. ووافقه زملاؤه الرأي، فوجد جوبز نفسه دون عمل ينجزه.
وفي عام 1985، ترك مؤسس ‘آبل’ مؤسسته وباع كامل حصته ليخسر حينها 500 مليون دولار بسبب انخفاض مؤشر سوق المال. لكنه خرج محملا بـ 250 مليون دولار.

رحلته القادمة
وما هي إلا أيام حتى دخل في مغامرة علامة جديدة. فأسس جوبز شركة تصنيع كمبيوترات ب7 ملايين دولار من أمواله الخاصة أسماها ‘نكست ستيب’ (أي الخطوة التالية) NEXT STEP، لأنه كان مؤمنا بقدراته على تغيير الصناعة.
واكتشف جوبز أن كبار رجال الاعمال ومصنعي التكنولوجيا في وادي السليكون Silicon Valley لا يزالون يقدرونه. فبعد مشاهدة جوبز في فيلم وثائقي تلفزيوني، قرر الملياردير روس بيرو Ross Perot تمويل ’نكست’، وتبعه الكثير من أصحاب الثروات، مما سمح لجوبز بجمع رأسمال تخطى عشرات الملايين من الدولارات.
ولم يكتف جوبز الطموح بابتكاراته التقنية، وقرر دخول عالم أفلام الكارتون. وفي عام 1986، اشترى استديو للرسوم المتحركة من جورج لوكاس George Lucas بحوالى10 ملايين دولار منقذا الشركة من الانهيار. وتحت اسم ‘بيكسار أنيميشن ستوديوز’ Pixar Animation Studios، وجدت الشركة الجديدة بجوبز رئيسا تنفيذيا ورئيس مجلس إدارة يفهم أفكار المبدعين ويريد دمج فن الرسوم المتحركة مع تكنولوجيا الكمبيوترات.
وبعد ذلك أنتج جوبز أول كمبيوتر ‘نكست’ NEXT، الذي كان متفوقا تقنيا لكنه فشل تجاريا بسبب سعره المرتفع (9950 دولار)، فلم يبع بين عامي 1989 و1992 أكثر من 50 ألف جهاز.
وخلال إلقائه محاضرة في جامعة ستانفرود عام 1989، التقى جوبز بطالبة دكتوراه اسمها لورين باول Laurene Powell. وما لبث أن تزوجها بعد عامين، وأنجبت له 3 أولاد. وبسبب الخسائر وسوء الإدارة، أقفل جوبز مصنع ‘نكست’ في فبراير 1993 مسرحا نصف عدد موظفيه. وتوقف بعدها عن تصنيع الكمبيوترات ليركز على البرامج.
في هذه الأثناء، كانت ‘آبل’ تسير في طريق الانهيار. إذ لم تتعد حصتها من سوق الكمبيوترات الخاصة عام 1993 حوالي 8%. فطرد سكولي من الرئاسة التنفيذية وعين مكانه مايكل سبندلير Michael Spindler.
عام 1995م عام الانتصارات
وفي عام 1995، خلف سبندلير جيلبرت أميليوGil Amelio، الذي تولى رئاسة مجلس الإدارة أيضا. ووجد أميليو شركة منهارة يائسة: يدعو لاجتماعات دون أن يجد آذانا صاغية، كما رفض الموظفون الامتثال لأوامره والتعاون معه. فسقطت حصة ‘آبل’ من السوق إلى 5.4 في المائة.
قاد اليأس أميليو ليسأل جوبز العودة والانضمام إلى مجلس إدارة ‘آبل’ كمستشار عام 1995 الذي كان عاما ناجحا بكل المقاييس بالنسبة لجوبز فلأول مرة، تحقق ‘نكست’ أرباحا، وبدأ تعاون مع ‘مايكروسوفت’ شركة صديقه بيل غيتس، لتصميم برنامج ‘ويندوز أن تي’.
وفي 22 نوفمبر من العام نفسه، أطلق فيلم ‘توي ستوري’ Toy Story من إنتاج ‘بيكسار’ و’ولت ديزني’، ليحصد إيرادات تخطت ال360 مليون دولار. وبعد أسبوع فقط، أي في 29 نوفمبر عام 1995، طرحت الشركة في اكتتاب عام أولي. فبيع السهم ب 22 دولارا سرعان ما قفز إلى 39 دولار. وامتلك جوبز 80 مليون سهم وأصبح مليارديرا.
وفي ديسمبر 1995، اشترت ‘آبل’ شركة “نكست” ب400 مليون دولار. بعدها، عين جوبز عام 1997 رئيسا تنفيذيا مؤقتا ل’آبل’ براتب دولار واحد سنويا، مما أدخله في مجموعة غينيس للأرقام القياسية كأقل الرؤساء التنفيذيين تقاضيا للراتب في العالم. وهذا الراتب يعتبر احتيالا على الدولة لعدم خصم الضرائب منه، في حين أن جوبز يملك أسهما يتقاضى أرباحها كلما زاد نشاط الشركة.

ومع استمرار الثقة بنفسه، تغير أسلوب جوبزالإداري بطريقة كبيرة عما كان عليه عام 1985، فأصبح أكثر انفتاحا على الأفكار وأحاط نفسه بخبراء تنفيذيين في القطاعات كافة. وفي أغسطس عام 1998، أطلق جوبز ال’أي ماك’ IMAC أحد أكثر المنتجات مخاطرة. تميز الكمبيوتر الجديد بتصميمه الانسيابي، واستخدم حرف ال’أي’I للدلالة على الانترنت. بعد بيع 278 ألف وحدة في 6 أسابيع فقط، لم يبد ‘أي ماك’ في البداية كاف لانتشال ‘آبل’ من قعر الخسائر. لكن سرعان ما بيع 6 ملايين جهاز، لتعود شركة جوبز لاعبا أساسيا في سوق الكمبيوترات الشخصية. وأصبح ‘مؤسس آبل للمرة ثانية’ رئيسا تنفيذيا دائما للشركة في يناير عام 2000، ومالكا 30 مليون سهم فيها. وحصدت الشركة المتجددة في العام نفسه إيرادات تخطت ال7.9 مليارات دولار مع 786 مليون دولار كانت ربحا صافيا. وفي عام 2001، بدأ جوبز بافتتاح سلسلة متاجر ‘آبل’ للتجزئة، حيث يمكن للزبائن اختبار الكمبيوترات واختيار البرامج بمساعدة أشخاص متخصصين. وما هي إلا سنتان حتى بدأت هذه المتاجر تدر أرباحا.




توجهه الى التكنولوجيا الصوتية
أراد جوبز خوض جولة أخرى من الثورة في صناعة جديدة. هذه المرة كانت صناعة الموسيقى. فابتكر ال’أي بود’ IPOD، جهاز الموسيقى المحمول، في أكتوبر من عام 2001 ليصبح حديث الناس بشكله الفريد وقدرته على تحميل ألاف الأغاني ال MP3 في البداية، اقتصرت عملية التحميل على كمبيوترات ‘آبل’. لكن بعد عام، أصبح تحميل الأغاني ممكنا عبر كمبيوترات ‘أي بي أم’ أيضا، لينتشر المنتج المبتكر بقوة بسعر 399 دولارا. في أكثر المراحل نجاحا في مسيرته كمسوق للإلكترونيات، أقنع جوبز معظم شركات تسجيل الأغاني بمنحه حقوق تسويق أغانيها على الانترنت، خصوصا أن هذه الشركات كانت تعتبر الشبكة العنكبوتية مرتعا للصوص والقراصنة.
وفي أبريل عام 2003، أسس جوبز ‘أي تيون’ iTunes، وهو برنامج موسيقي رقمي يبيع الأغاني ويحملها على ال’أي بود’ عبر الانترنت بسعر 99 سنتا فقط للأغنية، 10 سنتات فقط منها لشركة ‘آبل’، التي استفادت من انتشار ال’أي بود’ بهذه العملية أكثر من حقوق الأغاني.
ومؤخرا طرح جوبز وآبل أحد أهم إنجازاتهم التكنولوجية متمثلا في الـ آي فون.
ويعيش جوبز اليوم، بعد شفائه من ورم سرطاني في الكبد عام 2004، في وادي السليكون مع عائلته محبا للموسيقى الكلاسيكية لا يأكل اللحم والدجاج ويكتفي ببعض السمك والخضار.

ويقول جوبنز:
حينما كنت في السابعة عشرة من عمري قرأت اقتباس كان يقول ” إذا عشت كل يوم كما لو أنه آخر يوم لك ، فأنت بالتأكيد تقوم بالعمل الصحيح ” ، أثر عليّ هذا الإقتباس ومنذ ذلك الحين ، للسنوات الـ 33 الماضية ، كنت أنظر الى المرآة في كل صباح وأسأل نفسي ” إذا كان هذا اليوم هو آخر يوم في حياتي ، ماذا سوف أفعل ؟ مالذي سوف أقوم به هذا اليوم ؟ ” وحينما يكون الجواب ” لا ” لعدة أيام بالتسلسل ، أعرف أني يجب أن اقوم بتغيير شيء ما .

بتذكر أني سوف أموت في يوم ما وقريباً ، هي الاداة الأكثر فعالية وأهمية ، وهي التي كانت سبباً رئيسياً في إتخاذي للعديد من الخيارات الكبيرة في حياتي . لأن كل شي تقريباً – كل التوقعات الخارجية ، كل الفخر ، كل الخوف ، او الإحراج من الفشل – هذه الأشياء تسقط حينما تواجه الموت ، ويبقى ماهو مهم فعلاً . بتذكر انك ستموت هو أفضل طريق أعرفه لتفادي فخ التفكير بأنك تملك شيء وتخاف من خسارته . أنت بالأساس لاتملك شيئاً وليس هناك أي سبب لعدم إتباع قلبك .


قبل حوالي سنة قمت بالتشخيص عن السرطان وأكتشفت اني مصاب به ، كان الفحص في الساعة الـ 7.30 صباحاً ، وكان واضحاً جداً الورم في منطقة البنكرياس . لم أكن أعرف حتى ماهو البنكرياس . الأطباء أخبروني أن هذا السرطان في البنكرياس هو مرض عضال لايمكن الشفاء منه ، وتوقع الطبيب بأني سوف أعيش لمدة من ثلاثة إلى ستة شهور . نصحني طبيبي بالذهاب للبيت والقيام بشؤوني بالترتيب ، وهي بالطبع تلميح من الطبيب بالإستعداد للموت . معنى ذلك أن احاول بالقيام بتعليم أبنائي كل شيء أريد أن أخبرهم لمدة عشر سنوات في مجرد عدة شهور بسيطة . يقصد بذلك أن تقوم بتوفير كل ماتحتاجه عائلتك قبل رحيلك وتبسيط معيشتهم . إنها تعني أن تقول لهم وداعاً .

عشت مع ذلك التشخيص طوال النهار ، وفي وقت لاحق من ذلك المساء كان عندي فحص عينة حيث قاموا بإدخال منظار من خلال حنجرتي مروراً بمعدتي ثم الى أمعائي ، وضع إبره في بنكرياسي ، واخذ عينة من الخلايا المصابة بالورم . انا كنت ساكناً ، لكن زوجتي أخبرتني انها حينما كانت هناك ، وحينما شاهدوا الخلايا تحت المايكروسكوب بدأ الطبيب بالبكاء لأن الورم اتضح بأنه قابل للعلاج وهي حالة نادرة جداً من السرطان في البنكرياس ، وقال انها قابلة للعلاج بواسطة عملية جراحية . قمت بإجراء العملية وأنا بخير الآن .

وقتك محدود ، لذا لاتهدره بالعيش حياة شخص آخر ، لاتكن محصوراً بالنتائج – وهي العيش مع نتائج تفكير الغير – لاتجعل آراء الغير المزعجة تؤثر على الصوت الداخلي فيك والأهم من ذلك ، ان تتحلى بالشجاعة لإتباع قلبك وحدسك .
حينما كنت شاباً ، كان هناك ناشراً رائعاً نشر منشوراً رائع ، اسمه ” دليل الأرض الكامل ”
قام بكتابته زميل أسمه ستيورات براند وقد كتبه بلمساته الابداعية الشعرية ، هذا كان في أواخر الستينيات قبل الحواسيب الشخصية ، وقبل النشر المكتبي ، كان مصنوعاً من ادوات مثل الآلات الكاتبة والمقص، وآلات التصوير ، كان مشابهاً لـ قووقل Google (محرك بحث مشهور جداً ) ولكن بشكل ورقي ، قبل 35 سنة من مجيء قووقل ، كان مثالياً ، فائضاً بالادوات اللطيفة والأفكار الرائعة.

ستيورات وفريقه وضعوا عدة ابواب وقضايا لدليل الأرض الكامل ، وعندما انتهى ، وضعوا قضية أخيرة ، وكان ذلك في منتصف السبعينيات ، كنت بمثل أعماركم ، كان على الغلاف الخارجي للقضية الاخيرة صورة لطريق ريفي التقطت في وقت مبكر من الصباح ، كنت قد تجد نفسك تحتاج توصيلة ، اذا كنت من محبي المغامرات ، وكانت تحت تلك الصورة هذه الكلمات ” إبق جائعا ً، إبق جاهلاً ” كانت هذه رسالتهم التوديعية كل ما انتهوا ، “إبق جائعاً ، إبق جاهلاً ” وقد تمنيت ذلك دائماً لي ، والآن بما انكم تتخرجون ، اتمنى ذلك لكم أيضاً ، لذا : أبقوا جائعين ، أبقو جهلاء باحثين عن العلم .
وفي نهاية هذه القصه المشوقه لستيف جوبنز الذي أثبت أن العقبات هي التي توصل الى القمة
أتمنا أن تكونوا أستفدتم من هذه التجربة وتذكروا
(المبدع هو الذي يجد وراء كل عقبة فرصة والفاشل هو الذي يجد وراء كل فرصة عقبة)
مع تمنياتي لك بالتوفيق أخوكم أنس المهيزع (أبومالك)


المصدر || مدونة أبو مالك


--


————





————
للإشتراك بـــ

أنقر على هذا الرابط :
http://groups.google.com.sa

 

 

__________________

 


لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس

نوره عبدالرحمن "سما" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
آبل, مؤسس, الرائدة, جوبنز, ستيف, شركة, نجاج, قصة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رجاء من مؤسس ومصمم المنتدى زهرة البحرينية القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 3 17-09-2010 07:12 AM
قصة شركة سوني للإلكترونيات نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 0 22-08-2010 06:18 PM
تأسيس شركة بأقل من 150 دولار! نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 0 18-08-2010 04:40 PM
الحداد في دور «حنتوش» بالمسلسل البدوي «المرقاب» بحر الحب الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 8 24-07-2010 03:27 AM
عبد الحسين عبد الرضا.. مؤسس وباني أمجاد الفن الخليجي مقال بقلم ( عبد الستار ناجي ) الحيالة الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 12 30-07-2009 06:29 PM


الساعة الآن 11:33 PM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292