[المهــند]

السلام على من أتبع الهدى ...

تفاجئت بوجود موضوع يحاول الانتقاص من طاش ويمجد علماء الغفلة واللذين حقيقة ً لا أزال أجهل ما هي اختراعاتهم وماذا قدموا للبشرية من علوم نافعة في مجال الطب والفلك والهندسة وهل برعوا في أي شئ من العلوم المذكورة أم لم يقدموا للعالم سوى ثقافة الكراهية والإرهاب ونبذ الآخر وثقافة الخوار بديلا ً لثقافة الحوار

الأستاذ الكريم أبو مضاوي يقول

ظهر لنا "الفنان" خالد سامي و"الفنان" ناصر القصبي بحلقة مثيرة للجدل
ثارت ثائرة الكثيرين ضدهم وفي المقابل ساندهم الكثير وصفقوا لهم بما قدموه في هذه الحلقة

الفئة التي ثارت هي نفس الفئة التي تثير الفتن والاقاويل عبر الانترنت وهم ظاهرة صوتية وليسوا أكثر من ذلك ،، والا طاش يتحدث عن إرادة الشعب الذي كان يرزخ ولا يزال تحت الآن تحت وطأة المتشددين الذين حرموه حتى من أبسط حقوقه ، وعلى سبيل المثال حرموه طيلة عقود مضت من الاستماع إلى الموسيقى وجعلوا منها ذنبا ً ورصاصا ً يصب في الآذان يوم القيامة ، والمفاجأة كانت من العيار الثقيل تِلك التي فجرها أحد أبناء المدرسة السلفية المتشددة حينما قال بأن الغناء حلال !!!!! وبأنه تحريمه كان خلافا ًشائكا ً بين الفقهاء ولا يزال كذلك ؟؟

وقس على ذلك الكثير من الامور التي أصبحت مسلمات ً بينما هي لا تزال بين جمهور الفقهاء خلافات ( الحجاب - الاختلاط .. إلخ )

لكن ماالذي قدموه وطرحوه في الحلقة؟ وهل يستحق كل هذا الجدل؟

طبعاً كالعادة لم يطرحوا مشاكل تهم المجتمع كمشكلة العنوسة او الطلاق او غلاء الاسعار الذي دمر الكثير أو الواسطة او او او
ولن يطرحوها ، فليس هم من يعالج مشاكلنا ، فهم مشكلة بحد ذاتهم

من قال لك طاش ما تحدث عن هذه المسائل ؟؟

طاش تحدث عن الواسطة في حلقة الوزارات ، طاش تحدث عن مشكلة الاسهم ، طاش تحدث عن هيئة الاستثمار والسعودة الوهمية ، بل حتى تحدث عن بطش الآمراء في إحدى حلقاته العام الماضي وهذا مالم يستطيع أن يقوله أي متطرف مؤدلج ،طاش تحدث عن الكثير من المشاكل التي تمس المجتمع ، لكنك تجحد كل ذلك إيهاما ً منك بأنك ستسطيع تشويه صورة طاش ببعض الأكاذيب والاقاويل ، فأي متابع متواضع لطاش يعلم بأن طاش تحدث عن كثير من الامور التي تمس المجتمع

المشكلة الاولى الاختلاط : لن نطيل الحديث فيها ، فالكل يعرف مضاره ومشاكله ولماذ منعه وحرمه الكثير من علمائنا (لاحظوا اني قلت علماء وليس مطاوعة).

حرمه علمائك فقط دون غيرهم من علماء العالم الاسلامي ،،، وحتى داخل علمائك هنالك الكثير من الانقسام ،،

فالمدرسة الشافعية على سبيل المثال تجيزه ،، وفي دُول الخليج هو يعتبر عادة طبيعية للغاية وبقية دول العالم يمارس فيها الاختلاط دون اشكاليات ،،

بل حتى في السعودية ذاتها لا تزال الغربية تسير على النمط الشافعي ولا يوجد من تعمق في مفاهيم الاختلاط سوى المدرسة النجدية المتطرفة ، وهي من تكافح لأجل نشر ثقافة تحريم الاختلاط دون غيرها من المدارس في العالم في محاولة لنشر هذه العادة وإعطاءها طابع العبادة

ولا اعرف لماذا الكثير يرى ان منعه وتحريمه تشدد وتعطيل
لكن كل عاقل يعرف ان الاختلاط لن يجر منفعه ابدا واسألوا المجتمعات الغربية

المجتمعات الغربية وحتى العربية تعيش فيه بنعيم ورخاء أنتم فقط من تجعلون له نظرة سودادية

لكن القضية الثانية التي طال فيها الجدل وتكلم فيها الساقط واللاقط ومن لايملك مثقال ذرة من علم ألا وهي : هدم الحرم المكي

طبعا في البداية لابد ان نعرف من هو الشخص الذي اطلقها واثارها للملأ وماهدفه بل ماذا يملك من علم حتى يقول هذا القول ، فقائلها هو :

فضيلة الشيخ الدكتور يوسف بن عبد الله الأحمد
- المؤهلات :
دكتوراه في الفقه من قسم الفقه في كلية الشريعة بالرياض بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلاميه في الرياض
بالمملكة العربية السعودية .
- العمل :
أستاذ مساعد بجامعة الإمام – كلية الشريعة – قسم الفقه .
أبرز المشائخ :
من المشايخ الذين درس عليهم و انتفع بعلمهم الشيخ عبدالعزيز بن باز و الشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله
و الشيخ عبدالله بن جبرين و الشيخ صالح الفوزان و الشيخ عبدالعزيز بن عثمان الأحمد حفظهم الله وغيرهم.
- موقعه على الانترنت

يوسف الاحمد تمت إقالته من منصبة في هيئة التدريس من أربع سنوات ، ولم تستطيع الجامعة فصله لانها ليست جهة الاختصاص وجهة الاختصاص هي وزارة الخدمة المدنية ، وأرسلت الجامعة أوراقه حتى تبت فيها وزارة الخدمة المدنية ولا تزال معاملته معلقة ،

واما انه شيخ فاضل فهذا خطأ كبير ، فالكل انتقده وانتقد تصرفاته ،، وكافة المرجعيات الاسلامية قامت ضده في حديثه عن هدم الحرم وإعادة بناءه على اساسات ابراهيم ،، فحتى الرسول الكريم لم يأمر بذلك ولا حتى أحد من أصحابه أو من أتى بعده إلى الآن ؟ فكيف يأمر به يوسف الاحمد دون عيره !! الا يعتبر هذا رأيا ً شاذا ً

يوسف الاحمد هو نتاج للمدرسة السلفية السياسية المتشددة والتي عرف عنها افكارها الغريبة السوداوية القادمة من كوكب آخر ليس كوكب الارض بكل تأكيد

ما يطالب به فضيلة الشيخ ليس هدم الحرم عن بكرة ابيه من اجل الاختلاط فقط
بل كان هدفه توسعة المسجد الحرام

خطأ ، كان يطالب بهدم الحرم في شكله الحالي وإعادة بناءه على أساسات ابراهيم على ثلاثين طابقا ً ويقسم كل طابق بين الرجال والنساء !!!!!!!!!!!!! يا ناس هل يعقل هذا الكلام ؟

واعيد واكرر ان الموضوع لم يكن مطالبة واصرار من باب التشدد والطالبانية كما ادعى البعض
لكن كان الموضوع دراسة علمية وبحث دقيق وهذا رابط من اليوتيوب يوضح فيه الشيخ الموضوع

دراسة علمية ؟؟

وهل يوسف مختص حتى يفتي لنا بدراسة ،، اليست مدرسة يوسف الاحمد دائما ً تطالبنا باحترام التخصص ؟؟ لماذا لا يحترمون هم التخصص قبل كل شئ

ثانيا ً لو كان فعلا ً كان شيخا ً فاضلا لماذا لم يستمع له ولي الأمر ؟ ولماذا اعترض الجميع على فكرته ؟؟

هناك مجموعة من النقاط أطرحها لمن ناصر هؤلاء المخربون :
1- هل يعقل ان تجلس الخادمة بجانب الولد على السرير والاب يمسكها بيدها وووو في بيت شخصا من العامة عطفا على ان يكون في بيت شخص ملتزم؟ كما صوره القصبي؟
2- حين يحذر العلماء من الاختلاط ويحرمونه هل هو من باب التشدد فقط أم من باب الخوف على الامة من الضياع؟
3- من هو الشخص الذي سنستفيد منه وتنتفع فيه الأمة هل هو فضيلة الشيخ العالم يوسف الأحمد أم الساقط خالد سامي؟
4- هل وصلنا إلى مرحلة من الانحطاط ان يعالج مشاكلنا اشخاص كناصر القصبي وزمرته أو من يسمى بلورانس؟

1 - يعني بتقنعني لو فيه احد المشائخ عنده خدامه وطاحت ماراح يمسكها ؟ هل راح يتركها مثلا تموت ؟ ، لو صح هذا الكلام فأنت تجرد مشائخك من صفة الانسانية

2 - كافة المرجعيات الاسلامية غير النجدية القروية وقفت ضد نشر ثقافة تحريم الاختلاط ، أتحداك تجيب لي مرجعية وحدة فقط ساندت رأي يوسف الأحمد أو جماعته

3 - ومن يكون يوسف الاحمد ؟؟؟ لو كان فعلا ً ذي فائدة لماذا لم تستفد منه الدولة إلى الآن ،، بل حتى الجامعة التي يعمل بها أقالته من منصبه ،

4 - أتفق معك تماما ً في سالفة لورانس ، لكني اختلف معك في موضوع ناصر القصبي ،، ناصر القصبي هو وأهله معروفين من أيام ماكانوا في حي الريان في الرياض ،، والكل يذكرهم بالخير ولا احد تجرأ وقدح بأخلاقهم

بينما صاحبك يوسف الاحمد أفعاله خير دليل على فكره



وآخيرا ً أقول


ان طاش ماطاش استطاع اختراق كل التابوهات المحرمة ونقد غالبية الظواهر في المجتمع ، لكنه آلم المتدينين كثيرا ً حينما انتقد الجناح العسكري للمتدينيين متمثلا ً بميليشيات الهيئة التي بات الصغير قبل الكبير يعلم أضرارها ، بل ان الامير خالد الفيصل وجه بعدم دخولها للأماكن العائلية في إماره منطقة جده من كثرة الشكاوي عليها ، ولا يزال الاعلام حتى هذه اللحظة يطالعنا بصفة شبه يومية بمشاكل الهيئة وأفعالهم ،

نحن في السعودية نعاني من مد إسلاموي متشدد غلف بصحوة إسلامية متطرفة أكلت البلاد والعباد منذ ما يقارب الثلاثين عاما ً ، ومن ذلك الحين ونحن نرزخ تحت وطأة يوسف الاحمد وأمثاله ، وأصبحنا أضحوكة للعالم ، من فتوى قتل أصحاب القنوات الفضائية إلى فتوى تكفير من يتكلم في اللذين يسمونهم علماء زورا ً وبهتانا ً ، إلى الفتوى الأخيرة التي تجيز قتل مبيح الاختلاط !!!!!! بل حتى ميكي ماوس لم يسلم منا !!! بعد أن أفتينا بإباحة دمه !!

كُل تِلك الامور كانت سببا ً في تفريخ شباب متشدد انتهج التفكير والتفجير والإرهاب والخروج على قادته سببا ً في الدفاع عن تِلك الصحوة المزعومة التي ينسبونها إلى الإسلام المتسامح

شوهوا صورة الاسلام والمسلمين وأصبحت صورة المسلم في أذهان العالم الغربي عبارة عن شخص مستعد لتفجير نفسه في سبيل قناعاته ، شخص لا يقبل الآخرين ولا يؤمن بمعتقداتهم

أصبحت صورة المسلمين صورة موازية للإرهاب والقتل

كل ذلك بفضل تِلك الصحوة الاخوانية التي استوردناها لنواجه بها المد القومي العربي الناصري ،، وكانت تِلك الرصاصة التي انقلبت إلى صدورنا وضربتنا في عقر دارنا ،،، وانكوت منه حليفتنا الآولى الولايات المتحدة ، التي ناصرت بنفسها هذه الثورة الصحوية ظنا ً منها بأنها ستساعدها في حربها الباردة ضد الاتحاد السوفييتي ،،

والآن حينما انقلب السحر على الساحر أصبحنا لا نستطيع الفكاك من هذه المد المتطرف سوى ببعض المقالات الصحفية أو بجملة من حلقات طاش ماطاش محاولين العودة بهذا الوطن الكريم إلى الوسطية السمحاء التي ينادي بها ملك الإنسانية

لا يعقل أن يقيم ملكنا ً ثورة في الأديان مِن خلال حوار الاديان الذي أكد على التسامح والتفاهم ، ونحن لا نزال منقسمين داخلنا ،، السني لا يقبل الشيعي ، بل حتى السني الشافعي لا يقبل السني المالكي ؟؟؟؟

لنتعلم قليلا ً من ملكنا الذي دفع عجلة التنمية على أشدها وجعل من وطننا وجهة استثمارية عالمية ورفع من مقدار التنافسية وخلال سنوات قليلة دفع عجلة الاقتصاد السعودي حتى أصبح من أكبر الاقتصاديات في المنطقة ، بل حتى الدولة العربية الوحيدة التي استطاعت حضور اجتماع الدول الاقتصادية الكُبرى

كل ذلك لا يتم ونحن نعاني من المتشددين ، فالمتشددين يريدون فرض فقه لا يتماشى مع الواقع ، فقه يناسب الاعيان والموسرين ، فقه لا يسير مع حياة البوليتاريين والكادحين ،،

أصحاب البشوت واللحى يعيشون في أبراجهم العاجية ولا يعلمون مقدار ما يعانية المواطن من مشاكل بسبب فتاواهم وبسبب مافرضوه من معتقدات لا تزال حتى الآن خلافات بين جمهور فقهاء المسلمين

بل حتى محسن العواجي احد ابناء التيار الاسلاموي انتقد قصر الفتوى على هيئة كبار العلماء لانهم لا يعلمون ما حاجة الناس !! ولا يلتسمون حياتهم ومعيشتهم

معا ً يدا ً بيد نحو الإسلام المدني المتسامح ، وضد الاسلام السياسي المتطرف