[بيسان]

كثيرا ما أفتقد إنتاجات الكاتب والمنتج محمد الرشود خصوصا عندما أعود للذاكرة لأعماله المميزة التي تطرق فيها لمواضيع شائكة بحق . فعندما نذكر الكرة وهمومها فنيا نتذكر الكرة مدورة وعندما نذكر هموم السكن وما يلحقه من تعقيدات في القروض البنكية والتعامل مع المقاولين ، تتجلى مسرحية أرض وقرض أمام ناظرينا .. مواضيع كثيرة وحساسة عالجها مسرح محمد الرشود كدخول المرأة للمجلس النيابي في مسرحية انتخبوا أم علي ، والفساد الإداري والمحسوبية في مسرحية بشت المدير .. وسلبيات وجود الخدم في البيوت من خلال مسرحية لولاكي 1 .. عالج مسرح الرشود قضايا ومواضيع حساسة جدا . وأقول لمن لا يعرف بأن الرشود هو الذي أعطى الفنان الكويتي ما يستحق فهو أول من حدد مكافئة الممثل على العرض المسرحي الواحد ورفع أجور الفنانين وجعلهم يأخذون المبالغ الطائلة نسبة إلى عدد العروض التي كان يقدمها في بعض أعماله الناجحة التي قدمت في نهاية الثمانينات من القرن المنصرم وحتى نهاية التسعينات من نفس القرن .. وكان له الفضل في إظهار نجوم كمحمد العجيمي وولد الديرة وطارق العلي وعبدالناصر درويش ، وتكريس نجومية البعض الآخر كعبدالرحمن العقل وداود حسين وانتصار الشراح ، وساهم في رفد الساحة الفنية بفنانين كثر فهو الذي اكتشف ملكات الفنان نجف جمال على مستوى الإخراج وهو الذي قدم العدد الكبير من مهندسين الديكور وفنيين الصوت والإضاءة . محمد الرشود أعطى للمسرح الجماهيري حقه من العناية وأول من وضع قواعد للتجارة في المسرح فأعطى كل ذي حق حقه بالإضافة إلى الخبرات التجارية التي قدمها للفنانين الذين شاركوه نجاحاته فهرع معظمهم ليدخلوا لعبة الإنتاج وأصبح لكل منهم مسرحه الخاص وشركته الإنتاجية الخاصة . إن هناك سؤال يشغلني ويلح علي .. أين محمد الرشود الآن ولماذا إذا حضر للساحة يحضر بعمل تافه لا يغني ولا يسمن من جوع أمثال مسرحية شباب الجامعة .. إنني أضع هذا الموضوع أمام زميلاتي وزملائي في منتدانا الموقر لنفتح بابا للنقاش علنا نصل إلى إجابة بحثية ووافية لسؤالي .