سعود الراشد
يتمتع سعود راشد الرباح الذي عرف باسم سعود الراشد (1922-1988) بفرصة تختلف عمن سواه من ملحني ومغني تلك الفترة من كونهم تعرضوا للنبذ الاجتماعي وذلك إما لكونهم من عنصر غير عربي وإما أن تكون مهنة استرزاق نهَّام على سفينة أو مطوعات الموالد
فقد كان والده راشد الرباح عازف ربابة وشجعه على تعلم العزف والتمكن من ذلك على آلة العود حين ساعده ابن أخيه عبد العزيز وحين بذل سعود نفسه على التعلم الذاتي تهيئة لفرصة أخرى إذ سعى للحصول على أسطوانات الغناء والموسيقى خاصة أسطوانات العزف على آلة العود لأمين المهدي ومحمد القصبجي ورياض السنباطي ليتعلم منها وسعى أيضاً إلى أسطوانات الغناء التي حفظت لزكي مراد وسلامة حجازي وصالح عبد الحي ليتدرب على أنماط غنائية مثل القصائد والأدوار تمريناً للصوت وتقنيات الأداء
وهذا ما أغنى موروثه السمعي لأنماط الغناء في الكويت الصحراوي - الحضري كالسامري وفنون اللعبوني والخماري وربما أنماط الغناء البحري كالنهمة والتنزيلة إضافة إلى معرفته بأنماط الإنشاد الديني في المالد والطرق الصوفية كالقادرية والرفاعية
إذ تعرف على المعلم والملحن أحمد الزنجباري خلال عام 1945 الذي سيضع خبرته معلماً ومنافساً فيما بعد لعدد كبير من مبدعين مجايلين لسعود الراشد مثل عوض دوخي وأخيه يوسف دوخي حتى الجيل الذي لحقهم مثل الملحن يوسف المهنا
وظل سعود هاوياً للغناء والعزف منذ عام 1948 حتى عام 1957 بعد تأسيس مركز الفنون الشعبية واختياره عضواً في لجنة الفنون الشعبية التي كان من مهماتها جمع التراث الشعبي الكويتي الأدب شعره وسرده والغناء والموسيقى والرقص والألعاب والحرف
وقد وضع أحمد الزنجباري لحناً جديداً لقصيدة أحمد شوقي السحر في سود العيون على قالب فن الصوت وهذا ما دفع بأحمد باقر أن يضع عمله الجميل كفي الملام من شعر فهد العسكر لصالح صوت شادي الخليج وبعدها وضع الزنجباري لحناً آخر سجله عوض دوخي من شعر قيس الملوح وهي قصيدة ألا يا صبا نجد على نفس القالب وهذا ما حدا بباقر أن يقدم رائعة خارقة سجلتها علية التونسية من شعر عبد الله العتيبي يا دمعتي
ويسجل أبرز عمل من فن الصوت لسعود الراشد أعاد تنسيقه وتوضيبه عزفاً وأداءً هو صوت ملك الغرام شعر البهاء زهير ولحن عبد الله الفرج الذي حفظه من يوسف البكر حتى أنه إلى ما قبل وفاته بأربع سنوات سجل من التراث الكلاسيكي عملاً آخر ذاب روحي من الغيد هيفا الذي سبق أن غناه ضاحي بن وليد ثم بعد سعود الراشد أعاد غناءه عبد الله الرويشد
ولحن سعود الراشد لغير نفسه أعمالاً لحناجر كويتية مثل شادي الخليج باغنية أمي غريد الشاطئ باغنية ليل الشوق وحسين جاسم باغنية البحر والليل وصالح الحريبي باغنية أسألك بالله وسواهم
وكما لحن لحناجر عربية من مثل وديع الصافي باغنية عنك أنا ما أسلى ونجاح سلام باغنية أشجاني وفايزة أحمد باغنية مدري علامك وعبد الحليم حافظ باغنية عيني ضناها السهر غير اللحن الشهير باغنية يا هلي الذي قدمه عبد الحميد السيد
|