[بحر الحب]

قال الفنان والمنتج السعودي حسن عسيري إنه يعتقد أن نجدة أنزور يتعطش دائما للحديث عن القنوات والشركات الخليجية ويتهمها بأصناف مختلفة مع أن الدور الأهم للشركات والقنوات الخليجية كرافد أساسي للفكر والثقافة وتأصيل حضارات وثقافات الشعوب العربية بالإضافة إلى ثقافاتها المحلية أصبحت تهمة رغم أنه أول المستفيدين من التنقل بين الجهات التمويلية التي ساندته كثيرا ومازالت، ولكنه ربما لم يستوعب أن هذا الأمر هو بدوافع عاطفية في المقام الأول حيث يشاهد الخليجيون بصدر وقلب وعقل مفتوح جميع الإنتاجات العربية دون حسابات مسبقة احتراما لثقافات وحكايات هذه الشعوب ورغبة في الاستمتاع بمجتمع هو في الاصل محبب من الشعب الخليجي بل وساهم كثيراً من هذه الشعوب في تنمية شعوب الخليج وهذا شيء لا ننكره بل إننا نتفاخر به لأنه جاء من أشقاء. وأضاف: ولا أخفيك أنه مثلما رأيت أن كلامه مجحف حين يقول إن القنوات الخليجية تريد أن ترى الدراما السورية بالشروال أو غيره إلا أننا يجب أن نحترم شجاعته عندما يقول رأيه في مكان هو أكثر من قد يخسر فيه.

وفيما يخص أن المراة العربية -وحسب ما سمعته أنه تحدث عن المرأة العربية- فأنا أتفق معه في أن المرأة العربية ما زالت تعاني كثيرا وفي مجالات مختلفة إلا أنها لا تعامل كسبيّة وجارية ولكن هناك حقوقاً منقوصة وكبيرة وهذا ما أطرحه دائما من خلال الأعمال التي أكتبها أو أنتجها، وأنا واثق من أن المرأة العربية تعاني كثيرا مع أنظمة التعليم والقضاء والمواريث وأشياء كثيرة لا مجال لحصرها. وأضاف عسيري أن هناك أعمالاً كثيرة مولت من شركات وقنوات خليجية ومنها مسلسل (الحور العين) الذي قدمه هو مع أنه كان يحمل تفاصيل مضحكة عن حالات التدين في المجتمع السعودي، وكانت محل التندر من المشاهدين حيث تم طرحها بشكل بسيط جدا (وسطحي) وغير معمق لكنه عمل إبداعي يظل خاضعاً لوجهة نظر دائمة ومن كل الأطراف.

ويضيف العسيري: لا أخفيك أن في كلام أنزور جزء حقيقي وهو حديثه عن تأثر كثير من الإنتاجات العربية بالرقابة السعودية عندما كانت تشترط ضوابط معينة لبث العمل على شاشتها وهذا حق مشروع لأي تلفزيون وهذا بالتأكيد يمارس في كل المحطات الحكومية العربية ولا أرى فيه عيباً أو خطأ طالما جاء في السياق الطبيعي للسقف الرقابي المتاح في هذه البلد أو تلك، وما يؤلمنا دائما في كلام أنزور هو تحويل أي مشكلة تواجهه إلى القنوات والشركات الخليجية وربما تكون شجاعة من أنزور أن يقول رأيه إذا كان فعلا يؤمن به مع أنه يرتبط مع مصالح مع جميع هذه الشركات والقنوات.

http://www.al-jazirah.com/20100928/at1d.htm