[بحر الحب]

مع خالص المودة


إذا كان الغرب يفتخر بفنانيه العمالقة أمثال آل باتشينو ومايكل دوجلاس وتوم كروز وبروس ويليس وتوم هانكس والسير أنتوني هوبكنز وغيرهم، فإننا أيضاً نضع في حسباننا ونقدر ونتفاخر بما لدينا من لب العمالقة في مجال الفن السينمائي والتلفزيوني والمسرحي، إن الفنان الراحل غانم الصالح هو من لبها وهو من أعطى جهده ووقته وعمره كل المشاهدين الخليجيين والعرب ما تميز من روائع الفن الذي يقدمه تمثيلاً وأداءً قد انفرد به فأصبح مدرسة فنية خاصة غير قابلة للتغيير لها قواعدها الخاصة تتوازى مع العقول التي تعرف مستوى هذا الفن الأصيل الذي يقدمه الراحل، والمشاهد يعرف من هو غانم الصالح، غانم الغنيمة الطيبة التي لا تنتهي ولن تنتهي، غانم المودة والحب والاحترام، غانم العملاق في كل طيف منه، التمثيل، الخلق، التعامل مع الغير في الوسط الفني وفي الحياة الاجتماعية ووسط عائلته، هو الدواء وهو البلسم الناعم اللطيف، وهو اللسان العذب العسلي القول لكل من عرفه وهو الحنان الجامع الذي ما ان يصل إلى موقع التصوير حتى ينفرش لكل من هو موجود، برحيل هذا الفنان ذي الضوء الساطع الذي أعطى الكثير وقدم الكثير فقد المشاهد الخليجي والوسط الفني جزءاً من قلبه وكيانه الفني وإحساسه وفقد طعم المسلسل الذي توارى عنه هذا العقل وتلك الفكاهة وهذا الجسم الذي تضخ عروقه دماً أصيلاً وفياً لأهله وعشيرته ووطنه، وأدرك أن الشاشة الصغيرة ستبكي عليه حزناً بسبب فراقه عنها مثلما يبكي البشر، وهو الذي لم يبخل عنها بما يكنه من ألفة وعمق في تقديم ما لديه من بذور وثمر في مجال الفن. غانم ماذا أستطيع أن أقول عنك وأنت الذي فاجأت الجميع برحيل غير موعود لنا نحن البشر، لقد تخطيت حاجز العقل فينا وأصبحت الأب والعم والخال في كل أدوارك وان كنت تقدم ذلك من داخل الشاشة التي تطل علينا من خلالها ممثلاً مضيئاً في كل أعمالك نجلس أمام الشاشة ونتصورك أنت أبونا وأنت عمنا وأنت خالنا وأنت الفنان غانم الصالح الذي ننتظرك دائماً عبر الشاشة. حقيقة أحببناك ملء الفؤاد وأصبحنا نتمنى أن يأتينا اليوم التالي بأسرع من الضوء لنرى والدنا غانم بالمسلسل وماذا سيفعل اليوم، نحبه جداً، ونفرح معه ونحمل أساه، وفرحه وانزعاجه يضحكنا أحياناً ويخربش عقولنا تارة أخرى بقفشاته التي عودنا عليها في مسرحياته المميزة وأدواره الفريدة وننتقده، وتشتد أعصابنا مع تمثيله الذي نراه فيه صادقاً غير مصطنع، راقياً غير سفه لأحد ملهماً غير مهمل، إنك هكذا دائماً يا بو صالح، أنت الضوء والنور والحب والتقدير الذي لم ولن ينتهي بفقداننا جسدك، ستبقى رمزاً كبيراً وعلماً من أعلام الفن في خليجنا الحبيب الغالي. إن إرادة الخالق قد رصدت وقت هذا الرحيل ولا اعتراض على أمره، والحمد لله الذي جعلك ترحل غانماً يا غانم، بحب الناس، حبيباً دائماً، ساطعاً ومشرقاً كالشمس، حملك كل من أحبك وأودعك رحاب الخالق العظيم المهيمن مدركين أننا نرفع أيدينا الى خالقنا البارئ أن تكون في الحوض المورود الدائم في جنة الخلد فنطلب منه ضارعين أن يجعلك من أصحاب هذه الجنة يا رب. رحلت بسلام وأحببناك بقدر كبير ونودعك بدموع ماؤها جمر من حرق الفراق. فوداعاً لجسمك الطاهر وروحك الطاهرة، وأسكنك واسع وفسيح جناته والهم أهلك وأحبتك الصبر والسلوان وأن يمسح على قلوبهم بالخير والبركة يا رب.

وعظم الله أجر جميع الأخوة الفنانين الكويتيين والخليجيين والعرب في هذا الفقيد العزيز علينا مصابنا الراحل.


جريدة النهار

[عابر سبيل]

انا اجزم ... لو خرج غانم من امريكا لأخذ الأوسكار على اداءه و تقمصه
.
الله يرحمه و يغمد روحه الجنة فنان اسطوري
.
.
شكرا بحر

[علي للأبد]

جسمك الطاهر؟!!
لا تعليق

[لحظة ابداع]

الله يرحمة ويغفرله