[غارق]

| كتبت ليلى أحمد |

كان على العاصفة أن تنتهي للابد فقد أخذت دورتها في إتلاف كل شيء في فرقة مسرح الخليج العربي، وكما الطبيعة كان على الاشياء ان تعود الى مواقعها في خلق الجمال والفن و القيم الانسانية النبيلة، كان لا بد لكل الامور ان تعود لنصابها الراشد، وهذا ما حصل في الانتخابات الاخيرة لفرقة مسرح الخليج العربي التي جاءت نتائجها لتقلب الواقع المريض الى سلامة عقلية وجسدية ستبثها القائمة الفائزة المكونة من الفنان القدير محمد الرشود الشقيق الاصغر للمخرج الفذ الراحل صقر الرشود الذي ترك بصمات واضحة لصالح فرقة مسرح الخليج العربي ولسمعة الكويت الفنية والثقافية في المحافل والمهرجانات العربية.
فاز الرشود مع قائمته الشابة المؤمن بدورها في قدرتها على المشاركة في القرار لصالح المسرح والمنتسبين له، فاز وهو محملا بدفء قلوب قائمته المكونة من عبدالله العتيبي وفيصل بوغازي وميثم بدر مضافا لهم... اسامة المزيعل
كان لابد أن تكون هذه النتائج متوقعة، ذلك لان «الخراب» كان كبيرا في المسرح، فبعض من تصرفات عشوائية بقرارات فردية جعلت مجلس الادارة الاسبق يقوم بتفريغ المسرح من محتواه حين أصدر المجلس السابق قراراً بإعدام الفنانين وفصلهم عن فرقتهم، وإدخال عناصر غير فنية اخرى من «الربع» لكي يتسنى لمجلس الادارة الفوز الدائم لعدة دورات جديدة اضافة الى عدم المشاركة في المهرجانات بسبب حسابات شخصية تتعلق بالغيرة العمياء من الممثلين المجيدين.
كان على أبو الفنانين محمد الرشود ( على الرغم من انه يصغر بعضهم الا ان حضوره به الكثير من روح العائلة والابوة ) وكان عليه ان يخرج من بيته، ويترك حالة التأمل والهدوء التي يعيشها، ليخرج الى فرقته التي وصلت له أخبار أحوالها المتدهورة، كان عليه أن يترك داره ليذهب لقراره في ان يشكل قائمة يجمع بها خيرة الشباب
رئيس مجلس إدارة اللجنة الموقتة فوزي التميمي التي وجدت بقرار من وزير الاعلام مع اعضاء لجنته حاول بقدر الامكان و - نجحوا - في الاحاطة بأجواء الهدوء لتسير العملية الديموقراطية بكل سلاسة بالرغم من تنافس ثلاث قوائم مختلفة الاتجاهات والاهداف، كما كانت الاستاذة المحامية منال مجيد البغدادي من وزارة الاعلام في غاية الأريحية في تفسير بنود اللوائح الخاصة بنشأة المسارح الاهلية وجمعيات النفع العام، وتواجد اعضاء من المجلس الوطني كمراقبين - بصفتهم - وتواجد ايضا عدد من المستشارين وموظفي وزارة الاعلام.
وكما كانت الامور تسير بهدوء قرر بندر المطيري بعد ان حصل على خمسة وثلاثين صوتا مثله مثل اسامة المزيعل وفيصل بوغازي قرر الانسحاب من دون ابداء الاسباب، فصاح باعلى صوته «انه يريد تجيير الاصوات الخمسة والثلاثين التي حصل عليها لصالح اسامة المزيعل» الا ان المحامية البغدادي رفضت وأصرت مع اللجنة الموقتة ان «يكتب» عن انسحابه ليكون انسحاب المطيري موثقا، ولن تحسب الاصوات لصالح اي طرف... وفيما بعد حصلت قرعة بين فيصل والمزيعل، فنال المزيعل على الرابع وبوغازي على الخامس بالترتيب فانضم كلاهما لمجلس ادارة فرقة المسرح الجديد
الاجواء المفاجئة جعلت المخرج عبدلله العابر والممثل عماد العكاري وهما مرشحان مستقلان قررا الانسحاب من الانتخابات بإرادتهما.
وكانت النتيجة النهائية كالتالي محمد الرشود 38 صوتاً - ميثم بدر 37 صوتاً - عبدلله العتيبي 36 صوتاً - أسامة المزيعل 35 صوتاً - فيصل بوغازي 35 صوتا وتم توزيع المهام بعد عقد أول إجتماع لمجلس الادارة الجديد والان... تبارك «الراي» نجاح قائمة محمد الرشود التي طالما أمنا بحسهم الفني الحقيقي، وبإحساسهم العالي بالمسؤولية تجاه فرقتهم ووطنهم نتمنى عليهم بعد أن بدت أول معالم الصحة تتضح على فرقة مسرح الخليج التي عانت من سقم ومرض عليها وضع خطط تفاعلية لأعضائه كرعاية ليس الممثلون فقط انما ايضا الفرقة الموسيقية الجميلة التي تشارك في العروض المسرحية وعليها تعديل وتطوير النظام الداخلي / اللائحة الداخلية التي تضمن اختيار حر لدورتين فقط لرئيس ومجلس الادارة، وتاريخ صلاحية واضح واجتماعات جمعية عمومية اذا خرج الرئيس ومجلس ادارته عن إرادة نشأة واهداف الفرقة المسرحية
وأن تتطور الكثير من بنود اللائحة الداخلية بما يتناسب مع العصر، وأن يفعلوا دورهم بالتواصل مع الهيئات والمنظمات العربية والدولية، لتكون عونا لهم وليكونوا رجالا يمثلون بلدهم في محافل العالم تماما كما كان يفعل صقر الرشود وعبدالعزيز السريع وسعاد عبدالله وهيفاء عادل ومحمد ومنصور وحسين المنصور وآخرين في بواكير حياة فرقة مسرح الخليج العربي، وعلى مجلس الادارة التخلص من كل عضو تمت إضافته للفرقة ولا علاقة له بالفنون والثقافة.

لقطات

• على عجل حضر الاستاذ المؤسس لفرقة مسرح الخليج العربي عبدالعزيز السريع، ادلى بصوته جلس قليلا ثم خرج كما فعل نفس الشي نجله الفنان منقذ السريع.
• حضور الفنان محمد المنصور كان جميلا اذ انه لم يظل أحد ما صافحه الجميع انهال صوبه للسلام عليه.
• جميل ان تكون روح الديموقراطية سائدة، فمع ان الفنانة القديرة هيفاء عادل التي ساندت قائمة زوجها نجف جمال الا انها حين رأت النتيجة لصالح محمد الرشود ذهبت اليه لتهنئته على النجاح، هيفا هي ربيبة فنية للمخرج الراحل صقر الرشود.
• أول من دخلن للاقتراح كانت « ليديز فيرست» وبدأت بالاديبة ليلى محمد صالح وهيفاء عادل ومنى شداد وعواطف البدر وهكذا.
• كان حضور الفنانة منى شداد حلوة الروح جميلا في « تطيير» النكات والسوالف الطريفة على الجميع، ومنمن تنادي الكبار « يبا» والصغار تقول لهم «يمه».
• الفنان القدير منصور المنصور كان لا يتوقف عن السؤال «شالنتيجة»...؟ هل اكو أمل لقائمة الرشود... ياللا يا شباب خلنشوف الهمة... وكان المنصور لا يفارق رفيق دربه الفني محمد الرشود.
• انفجرت الممثلة الشابة فاطمة بالبكاء لفرحتها لفوز قائمة «الاصلاح الفني في وطني» بقيادة محمد الرشود.. كان منظرها مؤثرا.
• حضرت مهندسة الديكور فاطمة القامس مع زوجها المخرج الجميل عبدالعزيزصفر ليشاركا في الادلاء باصواتهما لصالح قائمة الرشود.
• كانت والدة الفنان ميثم بدر على قلق تنتظر النتائج بفارغ الصبر وحين أعلن عن فوز نجلها ميثم... دمعت عيناها تاثرا ورفعت يديها شاكرة الله على نعمة فوز ابنها وقائمته.
• الكثير من المسرحيين تساءلوا عن سر غياب مدير ة ادارة المسرح كاملة العياد عن حضور فعاليات تجرى في فرقة تتبع ادارتها... طبعا هي مو فاضية لانها اكيد جاية من سفر وتستعد لسفرة اخرى على حساب الدولة .
• كان الشاب المثقف منصور حسين المنصور متوقعا فوز الرشود، لانه «يبي يشتغل» وكان والده الفنان حسين يتابعه من على بعد ويبتسم لحماسة نجله.