05-11-2010, 04:50 PM
|
#53 (permalink)
|
عضو شبكة الدراما والمسرح
العــضوية: 3454 تاريخ التسجيل: 01/06/2009 الدولة: الكويت
المشاركات: 205
الـجــنــس: ذكر | أستاذي الغالي (الهوا هوانا) أشكرك على هذا الإثراء في ردك الأخير الذي (قلبت فيه المواجع) بالنسبة لموضوع الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا و إقتصاره على أدوار معينه و عدم تنوعه في تجسيد مختلف الشخصيات , فهنا أريد أن أوضح نقطة معينة وقد كررتها في الكثير من المواضع , وهي أن الفنان عبدالحسين عبدالرضا مقل جداً جداً في أعماله التلفزيونية و المسرحية مقارنة بزملائه و أبناء جيله أمثال غانم الصالح أو حياة الفهد .. فعلى سبيل المثال في الثمانينات , عبدالحسين لم يقدم سوى عملين وهم (العتاويه) و (درس خصوصي) على صعيد المسلسلات التفزيونية , و كذلك في التسعينات لم يقدم سوى عملين و هم (قاصد خير) و (زمان الإسكافي) و هذه الأعمال ظهرت بفارق سنوات فاصلة أحياناً تصل إلى أكثر من خمس سنوات كما هو الحال بين قاصد خير الذي تم إنتاجه عام 1993 و زمان الإسكافي الذي تم إنتاجه عام 1998 !!! بعكس غانم الصالح و حياة الفهد يعملون أكثر من مسلسل في السنة الواحدة و هذا فرق شاسع بين سياسة عبدالحسين و سياسة الآخرين !!! من جانب آخر صحيح أن الفنان المرحوم غانم الصالح كان يحرص على تنويع أدواره و عدم الجمود و الثبات عند نقطة معينة , لكنه أيضاً كرر الكثير من الأدوار في عدة أعمال و على سبيل مثال دور (الأب المتسلط) أو (البخيل) أو دور (الرجل المزواج) و عدد كبير من مسلسلات غانم الصالح كان يظهر فيها في دور الرجل الغني الثري !!! , أما حياة الفهد فأسمح لي أختلف معك بشكل كبير جداً , حياة الفهد لأكثر من عشر سنوات الآن وهي تحصر نفسها في أغلب أعمالها في شخصية المرأة المظلومة و المحرومه و المكافحة و المضحيه في سبيل راحة الآخرين ولا أرى تجديد في أدوارها حالياً بصراحه !!! نرجع إلى (أبو عدنان) قد أتفق معك أن الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا كرر بعض الشخصيات مثل شخصيات (العاشق) أو (الكلكجي - الحيال) أو (النصاب) في أكثر من عمل لكن مع ذلك عبدالحسين قدم مجموعة من الأدوار التي عجز عن تقديمها حتى أقوى الممثلين على مستوى العالم !!! لا أقول هذا الكلام تعصباً لعبدالحسين لكن هذا هو الواقع !!! و علينا هنا عندما نأتي لتقييم مستوى فنان ان نتناوله من جميع الزوايا , مسرح , تلفزيون , أوبريت غنائي , سينما , و أن لا نقتصر فقط على جانب دون آخر !!! فعلى صعيد المسرح عبدالحسين عبدالرضا قدم العديد من الشخصيات المعجزة في الحقيقة و يكفي هنا أن أتحدث عن تجسيد أبو عدنان بكل إتقان لشخصية الرئيس العراقي المقبور (صدام حسين) في المسرحية التاريخية (سيف العرب) !!! أبو عدنان أتقن شخصية صدام شكلاً و صوتاً و أداءً و حركةً , حتى أبسط الأمور مثل ضحكة صدام !!! , لدرجة أنك والله ما تقدر تميز بين أبو عدنان و بين صدام !!! , و مع العلم الكثير الكثير من الفنانين الكويتيين بعد التحرير حاولوا تجسيد شخصية صدام حسين و على ما أعتقد أبرزهم أحمد جوهر و داوود حسين و عبدالعزيز المسلم , لكن جميعهم فشلوا فشل ذريع في أداء شخصية صدام أمام العملاق عبدالحسين عبدالرضا , و العديد من الممثلين الساخرين في لبنان و العراق حاولوا تجسيد شخصية صدام و مؤخراً الفيلم العالمي (house off saddm) الذي عرض على قناة BBC و الذي كان مجسد شخصية صدام قمة في الفشل في إتقان الشخصية , و هنا فقط يكفيني أن أقول أن هذه الشخصية التي أتقن تقليدها العملاق أبو عدنان و تفوق فيها على العشرات من مختلف بلدان الوطن العربي و العالم هي كفيلة بأن تثبت بأن أبو عدنان هو صاحب قدرات هائلة قل نظيرها !!! بالإضافة إلى ذلك أبو عدنان جسد الكثير من الشخصيات الصعبة و المتنوعة في العديد من الأوبريتات الغنائية و لعل أبرزها أوبريت (بساط الفقر) الذي قدم فيه أبو عدنان عدة شخصيات متنوعة و صعبة و تحدث و غنى فيه بلهجات مختلفه !!! , (العراقي) , (المصري) , (اللبناني) , (شخصية عنتر بن شداد) , (البدوي) , (الهندي) !!! و على صعيد التلفزيون يكفيني أن أقول أن عبدالحسين قدم أصعب الأدوار إطلاقاً في مسلسل (زمان الإسكافي) و الذي كان يعتمد من خلاله على أداء شخصيتين مختلفتين في آن واحد !!! , و هي شخصية الوالي (أبو شجاع) الحاكم العادل و الجاد و ذو الهيبة و الوقار , و شخصية (معروف الإسكافي) الفقير المغلوب على أمره , الفكاهي الساخر من واقع الحياة !!! و بعض المشاهد في المسلسل كانت تعتمد على وجود الشخصيتين مع بعضهما البعض في حوار و هذه بحد ذاتها قمة الصعوبة في عالم الفن و التمثيل !!! أن تتحدث و تتحاور مع المجهول أمام الكاميرا !!! أما بالنسبة للتراجيديا , للأمانة أبو عدنان له محاولات للظهور في أعمال جادة و بعضها أعمال ذات مستوى راقي و رائع , لكن المشكلة أن الجمهور لا يستسيغ أبو عدنان في هذه النوعية من الأعمال , فالجمهور لا يريد أبو عدنان إلا بالحس الفكاهي , و على سبيل المثال كانت لأبو عدنان تجربة في عمل مسلسل مصري تراجيدي بعنوان (لن أمشي طريق الأمس) كانت تجربة جداً ممتازة من جميع النواحي , لكن أين الجمهور عن هذا العمل ؟؟؟ و تجربة أخرى قديمة في الثمانينات بعنوان (الإنحراف) لكن أين الجمهور عن هذا العمل ؟؟؟ و (التنديل) أيضاً يعتبر من التجارب التي جمعت بين التراجيديا و الكوميديا , و لكن أين الجمهور عن هذا العمل ؟؟؟ مع العلم أن أبو عدنان كما هو مبدع في (إضحاك الجمهور) مبدع في (إبكاء الجمهور) و هذا بالتحديد ما حصل في الحلقة الأخيرة من (درب الزلق) التي أبكى فيها عبدالحسين الجمهور و ذرف دموعهم لقوة أداءه خصوصاً في المشهد الأول وهو جالس على التجوري و مشهد إلقاء نفسه في الجليب , بعد 12 حلقة من الضحك و الكوميديا المتواصلة !!! الخلاصة الفنان يستمر في الإطار الذي يشعر من خلاله بالنجاح و الأصداء الطيبة عند الجماهير و ليس العكس و لذلك أبو عدنان لم يستمر في الأعمال التراجيدية و صدقني لو إستقبل الجمهور أنا و أنت و الآخرين تجارب أبو عدنان التراجيدية بحفاوة و ثناء , لرأيناه يظهر في أكثر من عمل تراجيدي بناء على رغبة و نجاح التجربة عند الجمهور !!! أما بالنسبة للموضوع الرئيسي وهو الفن البحريني , فأنا أتفق معك في كلام ذكرته ولا أزيد على كلامك الكبير يا أستاذي الغالي , و لكن لي ملاحظة بسيطة و هي بالنسبة لمسلسل (سوالف طفاش) الذي تم رفضه من قبل وزارة الإعلام في البحرين .. بصراحه رغم إختلافي الكبير مع منهج وزارة الإعلام في البحرين على قلة دعمها للمبدع البحريني , إلا أنني أتفق مع وزارة الإعلام في رفضها للمسلسل السخيف (سوالف طفاش) و عندهم حق في ذلك , لأن هذا العمل بصراحه ليس سوى تهريج في تهريج و إساءة للتراث البحريني الأصيل , و تشويه للأعمال الرائعة التي قدمها المخرج أحمد يعقوب المقلة التي كانت تبرز جانب التلاحم و التعاون و الشجاعة و الرجولة في زمان آبائنا و أجدادنا ... بعكس (سوالف طفاش) الذي يظهر ذلك الزمن على أنه زمن المسخره و التهريج , مع العلم جميع الأفكار التي قدمها (طفاش) مأخوذة من مسلسل بحريني تراثي قديم بعنوان (غناوي بوتعب) و الذي كان يتحدث عن المهن البحرينية القديمة و التي قام مؤلف (طفاش) بإعادتها في أحداث مسلسل طفاش الذي يبحث بشكل يومي عن عمل و مهنة جديدة !!! هذا و تقبل خالص محبتي و مودتي و أعتذر على الإطالة أستاذي
|
| |