[بو طبر]

حوار: خالد إبراهيم

مخرج كويتي من طراز المبدعين قدم اعمالا كثيرة عالقة في أذهان المشاهدين الذين ينتظرون جديده في كل عام على احر من الجمر اخرج العديد من المسلسلات آخرها مسلسل «تو النهار» ولكن تميزه كان من خلال مسلسل الهدامة الذي حقق نسب مشاهدة عالية بعد عرضه والذي يعتبره أيضا الأقرب إلى قلبه ونقلة نوعية وجميع من عمل إلى جانبه من الفنانين أشادوا به ومن لم يعملوا معه يتمنون المشاركة في اعماله، انه المخرج الرائع محمد دحام الشمري الذي افتتح قلبه لـ«عالم اليوم» وتحدث عن الكثير من الأمور الفنية بالاضافة إلى عمله الجديد «تو النهار» كما تطرق دحام إلى موضوع الشللية في الوسط الفني وإليكم تفاصيل اللقاء الذي دار معه.
> بوعزوز حدثنا عن عمل «تو النهار»؟
< مسلسل تو النهار هو عمل درامي اجتماعي يتناول قضية مهمة وهي قضية الطلاب حيث اخرجت في السنوات الأخيرة العديد من الأعمال التي عالجت قضايا اجتماعية وبعض المشاكل التي تحصل بالمجتمع الكويتي من خلال تسليط الضوء عليها ووضع الخيارات المناسبة لكي يختار المشاهد لنفسه الحل المناسب لمشاكله.
> ولماذا اخترت قضية الطلاق بالذات؟
< قضية الطلاق انتشرت بشكل كبير في الآوانة الأخيرة وارتفعت نسبته في الخليج عامة وفي الكويت بشكل خاص إلى 68% فتجد ان سبعة من أصل عشرة من المتزوجين الجدد يحصل بينهم الطلاق واعتبر ان 80% من البيوت الكويتية تجد فيها مطلقة أو مطلق وهذه الحالة اصبحت منتشرة بشكل كبير.
> هل تعتقد ان قضية الطلاق أصبحت ظاهرة تهدد المجتمع الكويتي؟
< نعم قضية الطلاق اصبحت ظاهرة وما دام انها اصبحت كذلك فلابد من تسليط الضوء عليها بشكل أكبر ولهذا كان لابد من كتابة عمل درامي عن هذه القضية بعدما جلست مع مؤلف العمل جاسم الجطيلي وتم التركيز على أكثر من فكرة سنتناول من خلالها مشكلة الطلاق.
> بوعزوز اسم العمل لا يمت بصلة إلى مشكلة «الطلاق»؟
< نعم هذا صحيح ولكن مشكلة الطلاق في هذا المسلسل هي الموضوع الرئيسي وان كان هناك مواضيع عديدة في هذه العمل متشابكة مع هذه المشكلة الرئيسية أما بالنسبة لاسم «تو النهار» فظهر معنا بالصدفة ولم نفكر به اطلاقا وأنا في الغالب لا أفكر في اسم العمل وحدث معي ذلك في مسلسل «عيون الحب» الذي كان اسمه على الورق «سلف ودين» وبعد فترة تحول إلى «عيون الحب» مع العلم انه غير مناسب مع قصة المسلسل، واسم «تو النهار» اختير من كلمات مقدمة العمل التي صاغها الشاعر «ساهر» وهذا الاسم يرمز إلى الوقت الذي لم ينتهي وان النهار في أوله كما انه يعطي للمشاهد الهوية الكويتية.
> نرى ان اغلب الفنانين الذين يشاركون في «توالنهار» هم نفس المجموعة التي تشارك في اعمالك الأخيرة؟
< نعم ولكني في رأيي لايوجد هناك أي تكرار فالمشاهد هو من يعتقد ذلك وان المجموعة التي شاركت في «ساهر الليل» و«أثنين» هي نفس المجموعة التي تعمل في اغلب الأعمال التي تكون من اخراجي وهذا الكلام اعتقد انه غير صحيح فمن لاحظ مسلسل «عيون الحب» سيلاحظ ان هناك اختلافا في الممثلين فمثلا هدى حسين كانت ضمن ابطال العمل ولم تشارك معنا في عمل آخر وايضا هناك فنانون عملوا معي في عمل أو اثنين مثل هيفاء حسين وخالد العجيرب وهند البلوشي والهام محمد وايضا في مسلسل «انين» و«ساهر الليل» كان لي تعاون لاول مرة مع فنانين مثل مسك وشهد ويوسف البغلي وعيسى ذياب واعتقد ان المشاهد هو الذي ربط وجود بعض الاسماء مثل محمود بوشهري وشقيقه عبدالله بالاضافة الى هيا عبدالسلام التي تعمل معي كمساعد مخرج بان هناك «جروب» خاص بي.
> دائما ما نرى نجوم شباب في اعمالك فما السبب؟
< فعلا لو تلاحظ ان هناك مجموعة كبيرة من الفنانين الشباب الذين عملوا معي واعتقد انني اكثر مخرج طلع جيل شباب وانا لا يوجد لدي تكرار فمتى شعرت ان هذا الفنان برز بشكل جيد في هذا العمل اعطيه دور افضل في العمل الذي يليه واعتقد ان هذه هي صناعة النجم.
> هناك من يتهمك بالشللية فما ردك على هذا الكلام؟
< هذا الكلام غير صحيح وانا لا امتلك أي شلة كما يعتقد البعض وبالعكس انا لدى مجموعة اتعب عليها من الناحية الفنية كممثلين يعملون معي ولو تلاحظ حتى ان هيا عبدالسلام اصبحت مساعد مخرج وممثلة وايضا عبدالله التركماني اصبح مخرجا منفذا وهو ايضا ممثل ممتاز وهما الاثنان استفادا كثيرا بجلوسهما وراء الكاميرا واصبحا يمثلان بشكل افضل.
> برأيك ماهي الشللية بوعزوز وهل هي متواجدة في الوسط الفني؟
< مصطلح الشللية بدأ يظهر على السطح في نهاية القرن الماضي اي في اواخر التسعينيات ولا اعتقد انها متواجدة حاليا وبالنسبة لي فأنا اعمل على منهج ومدرسة في التمثيل والتعامل وبالاضافة الى انني امتلك جروب اكاديمي ومتفهم للعمل.
> كيف تختار الفنانين الذين يعملون معك؟
< للأمانة انا حريص جدا في هذا الجانب واختياري للفنانين يكون بعناية تامة وبناء على اخلاقياتهم وسلوكهم ايضا ولا يقتصر الامر على ادائهم فاذا لم تكن لديهم اخلاقيات المهنة فلا يلزمونني وانا اسعى الى تربية وتهذيب الفنانين الشباب قبل أي شيء وترى نتائج سريعة وخير مثال على ذلك الفنانة صمود وهيا عبدالسلام حققا نجاحات كبيرة في الوسط الفني وهما مثال يحتذي به.
> هل تستطيع القول بأن المخرج محمد دحام صانع النجوم؟
< في الوقت الحالي من الممكن ان يكون هذا الكلام موجود ولكن في السابق لم أفكر به إطلاقا ولم أخطط له وكنت اسعى إلى ان يكون لدى جروب يفهم ويعي ما اريده، فصناعة النجوم بدأت معي مؤخرا بعدما رأيت نتائج جيدة.
> ما هي الخلطة السرية التي يستخدمها محمد دحام والتي غالبا ما تحقق النجاح لأعمالك؟
< اعتقد ان السر وراء نجاح أي عمل هو الصدق الفني فإذا كنت مؤمنا في القضية التي تقدمها وتنقلها وتعبر عنها بمشاعرك اعتقد بأنك ستصل إلى الجمهور بالإضافة إلى التجهيز والقراءة المتأنية وتفعيل النص واختيار الشخصيات المناسبة فكل هذه الأمور تساهم في نجاح أي عمل.
> قدمت أعمالا كثيرة فما هو العمل الأقرب إلى قلبك؟
< جميع الأعمال قريبة إلى قلبي ولكن اشعر ان مسلسل «الهدامة» قريبا إلى قلبي لأنه عمل لي نقلة كبيرة في حياتي كمخرج وأيضا عمل «ساهر الليل» قريب إليّ.
> نسمع ونقرأ أن أغلب الفنانين يستمتعون بالعمل معك ودائما ما يرددون اسمك كثيرا، ما هو السر في ذلك؟
< علاقة الحب والاحترام المتبادل هي السر الحقيقي وراء ذلك، وأنا لا أرى ان المخرج ساحر فهو مطلوب منه تهيئة الأجواء للذين يعملون معه وبالنسبة لي انا اتبع مقولة «عامل الناس كما تحب ان تعامل» وعندما تحبك الناس وتحترمك سيساعدونك على النجاح بعكس عندما يخشونك ويكونوا قلقين من العمل معك واعتقد ان هذا هو السر وأنا اعتبر جميع الفنانين أشقائي.
> البعض اطلق عليك لقب المخرج الديمقراطي؟
< أنا ديمقراطي في بعض الأحيان ولكن أرى ان الفن يخضع إلى الدكتاتورية أكثر وأنا لدي دكتاتورية في الأمور الفنية فمن الممكن ان اطرح رأيي للنقاش قبل بدأ تصوير العمل واستمع إلى جميع الأراء التي تقال ولكن عندما يبدأ التصوير يكون الرأي الأول والأخير لي ولكن هذا لا يمنع أن استمع للآراء وإذا كانت مناسبة استفيد منها.
> نريد منك توضيح للمشكلة التي حدثت في عمل «ساهر الليل» وإلى أي مدى تطورت الأمور؟
< أنا لا أريد الخوض في هذا الموضوع لأنه تافه وسطحي ومبني غلى الغيرة وهو موضوع مفبرك ومصطنع ولم يحدث أي شيء من الذي ذكر وكتب وصور للمشاهد ولو تلاحظ انني لم اصرح بأي شيء عن هذا الموضوع لانني لا أريد أكبر من حجمه.
> في الفترة الأخيرة شاهدنا المخرج محمد دحام في مجال الانتاج ما الأسباب التي دفعتك لذلك؟
< الانتاج متعب ومجهد ومكلف أيضا ولكن هذا الشي جعلني اتحرر من العمل تحت يد المنتج الذي كان يفرض علي أشياء معينة بحسب الميزانية أما الآن اختلف الوضع تماما وتخلصت منه حتى ان البعض كان يقول انه عندما اقوم بانتاج أي عمل سأبحث عن الأشياء الرخيصة ولكنهم اكتشفوا العكس وأنا اعشق التعب على العمل الذي اقدمه.
> هل سيكون هناك جزء ثان من مسلسل ساهر الليل وما هو جديدك لرمضان المقبل؟
< نعم هناك جزء ثان لساهر الليل وسيكون مفاجئة للجمهور لا أريد الخوض في تفاصيله حاليا وسيكون بنفس ابطال الجزء الأول بالإضافة إلى دخول شخصيات جديدة للعمل أما العمل الآخر هو مسلسل «الأعماق» للكاتب هيثم بودي.
> ماذا تود القول في الختام؟
< أشكركم على هذا الحوار الجميل وأنا سعيد جدا لـ«عالم اليوم» واتمنى لكم التوفيق والنجاح.



http://www.alamalyawm.com/ArticleDetail.aspx?artid=166027