[محمد العيدان]

«غريب» انعطاف كبير في مسيرتي الشعرية ومكافأتها 80 دينارا


عندما يذكر اسم «بدر بورسلي» تذكر الابداعات التي قدمها على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن فهو مخرج تلفزيوني درس في الولايات المتحدة الأمريكية وتعلم الكثير من الأمور ليعود فيعمل مساعدا لمخرجين كويتيين استفاد منهم الكثير.
وهو شاعر غنائي كتب العديد من الأغنيات الجميلة بل ان بدايته كانت مع الفنان الراحل سعود الراشد الأمر الذي أصابه بالغرور على حد قوله الا ان تشاوره مع مطرب وملحن أغنية «غريب» التي كتبها ومازالت تعد من أفضل الأغاني الكويتية كان كفيلا بابعاد الغرور كونه تعامل مع أناس لهم مكانتهم ورؤيتهم.
وهو معد ومقدم العديد من البرامج الاذاعية والتلفزيونية تحمل الروح الكويتية وتسلط الضوء على المبدعين في هذا البلد الصغير بحجمه الكبير بانجازاته.
وتناول بعض المحطات الفنية في مسيرته منها تعامله مع فنان العرب محمد عبده الذي يعرف طريقه الفني جيدا الأمر الذي جعله في القمة كما انه لاحظ ان المطرب الكويتي بات يغني للمستمع العربي تاركا البيئة الكويتية مما أفقد الأغنية الكويتية هويتها وهناك أمور أخرى علق عليها في حواره مع «الوطن» والتفاصيل في السطور التالية:

دراسة

< أين درست الاخراج بعد ابتعاثك لدراسة الهندسة في الولايات المتحدة الأمريكية؟
- عادة من يتخرج من الكلية الصناعية يكمل دراسته في مصر ولكن في عام 1965م حصل تطور كبير في التعليم في الكويت، وقتها كان خالد المسعود وزيرا للتربية فكانت هناك دول أخرى يدرس بها الطلبة الكويتيون فكان نصيبي ان أسافر الى الولايات المتحدة الأمريكية.
< ولماذا اخترت الهندسة؟
- لأنني تخرجت في قسم العمارة فانضممت الى كلية الهندسة ولكنني وجدت نفسي غير مندمج معها فحولت الى الاخراج التلفزيوني وعدت الى الكويت بعد التخرج في عام 1968م.

استفادة

< ما مدى استفادتك من الدراسة في أمريكا؟
- تعاملت مع أساتذة وتعلمت منهم الكثير من الأمور التقنية ومنها العمل بروح الجماعة واحترام الآخرين، فعملت في البداية مساعد مخرج حيث كان في السابق ضوابط مهنية وليس من السهل العمل كمخرج بشكل مباشر حتى لو كنت متخرجا من أمريكا، والعمل كمساعد مخرج ليس عيبا وهناك الكثير الذين علموني بعد تخرجي في تلفزيون الكويت فكانوا مدرسة تتلمذت بها حيث استفدت من الكثير من المخرجين منهم حافظ عبد الرزاق وفيصل الضاحي وعبدالله تقي وأمين الحاج.
وانعكست استفادتي من دراستي في أمريكا على عملي كمخرج حيث تعاملت مع أساتذة عباقرة ورأيت أمورا فنية متطورة عما لدينا في الشرق الأوسط بشكل عام ولقد حاولت تنفيذ بعض البرامج مستوحاة من الاعلام الأمريكي وقمت بتطبيقها على الكويت ضمن برامج تلفزيون الكويت في عام 1968م منها برنامج بعنوان «كاشونة» قدمه الاعلامي عبدالرحمن النجار ومن اخراجي وبرنامج «الليلة عندنا سمرة».
< هل وجدت في البداية صعوبة في كتابة الأغاني؟.
- بالطبع وكمنت الصعوبة في المنزل لذا بدأت بالكتابة باسم مستعار هو «بدر ناصر»، ولا أخفي عليك أنني كنت خائفا من خالي لان والدي توفي وأنا في سن صغيرة.

غرور

< وما أول أغنية كتبتها؟
- كنت قد كتبت أول أغنية وهي «يا رسول الزين» لحن وغناء سعود الراشد وقد أصابني الغرور لأن فنانا بحجم سعود الراشد غنى من كلماتي.
< وكم كانت المكافأة؟.
- سبعة دنانير ونصف الدينار أعطيتها لأمي.

غريب

< ما قصة تغيير كلمات أغنية «غريب»؟
- لا يعيب ان يطلب الملحن أو المطرب تغييرا في الأغنية خاصة ان جاء الطلب من أناس لهم رؤية أفضل من رؤيتي، ومن يتمسك برأيه فهذا خطأ والعمل الجماعي دائما يثمر عملا جيدا وهذا ما حدث في أغنية غريب التي مازالت تحظى بجماهيرية كبيرة على الرغم من أنها ظهرت الى الناس منذ أكثر من ثلاثة عقود وغناها عبد الكريم عبدالقادر في عام 1972م عندها كنت في بداياتي ووقتها كان الفنان عبد الكريم عبد القادر أشهر مطربي الكويت بعد شادي الخليج.
< وكم كانت مكافأتها؟
- حصلت على 80 دينارا.

مسموح

< وماذا عن أغنية مسموح؟
- مسموح لعبة فنية من ابداعات الموسيقار غنام الديكان غناها الفنان الراحل غريد الشاطئ وقد أخرجها للتلفزيون عبدالله تقي، ولم نكن نخطط لولادة تلك الأغنية ولكن منتج الالبوم لشركة «صوت وصورة» طلب أغنية لتكملة الألبوم فجلست مع الديكان في منزله، ورحت اكتب وهو يلحن وكان اهتمامنا منصبا على أغنية «عجيبة» التي توقعنا أنها سوف تحقق نجاحا كبيرا وقد نجحت ولكن المفاجأة ان «مسموح» هي التي حصدت النجاح الأكبر ومازالت تردد ضمن الأغاني الجميلة على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة عقود من الزمن عليها.

القمة

< وماذا عن تعاونك مع الفنان محمد عبده؟
- هو فنان كبير يعرف ماذا يريد ويعرف الطريق الذي يسير اليه لذا تجده في القمة، وعندما تناقشه تجده يدرك ما يقول موضحا ابعاداً فنية معينة يسعى اليها وقد تشرفت بالتعامل معه من خلال أغنيتين هما «كلك نظر» و«محتاج لها» لحن عبد الرب ادريس، واهم ما يميزه كمطرب انه يعرف طريقة تقديم الأغنية كي تنجح بناء على معطيات معينة.

محتاج لها

< وكلمات أغنية محتاج لها رقيقة جدا؟
- أتفق معك فلقد كتبتها في أجمل حالاتي وبها صور شعرية جميلة أحبها الملحن عبد الرب ادريس كما أحبها محمد عبده وجمهوره الكبير في الكويت التي كان لها دور في انطلاقته عربيا.

أوبريتات
< وماذا عن كتابتك للاوبريتات؟
- كنت أول من كتب الاوبريتات الوطنية مع الشاعر المبدع عبداللطيف البناي منها المقطع المشهور: «يا أم احمد شدورين» ثم كتبت «هذولا الأبراج» ثم «مبارك عليك العيد يا بلادي» التي قدمت على مسرح المعاهد الخاصة مع الفنان غنام الديكان، وتوالت الاوبريتات منها اسكتش «يا من عين الضالة» فنجحت الفكرة وأعجب بها السنعوسي فصرف مكافأة لنا قيمتها 150 دينارا، ثم جاء اسكتش اشترك فيه الفنان الراحل خالد النفيسي والفنانة سعاد عبدالله وقد حافظنا على الروح الكويتية وهو من ألحان غنام الديكان واخرجه للتلفزيون بدر المضف.

أغان

< ما أهم أغانيك التي تعتز بها؟
- على الرغم من أنني اعتز بكل ما كتبت الا ان هناك بعض الأغنيات التي تركت أثرا حاضرا بين الناس منها «غريب» و«مسموح» و«كلك نظر» و«اعترف لك» و«وطن النهار».

بيئة صحية

< وكيف كانت الأجواء في الوسط الفني في ذلك الوقت؟
- كانت بيئة صحية فقد كنا إخوة وزملاء نتجمع معا في جمعية الفنانين الكويتية وفي بعض الأماكن الأخرى فتجد الحب والاحترام والبحث عن الابداع بين الشعراء والملحنين والمطربين، ولم تكن هناك أي أحقاد أو ضغينة بل كنا أخوة وزملاء، وكنا كشعراء نعرض قصائدنا على بعضنا البعض مثل يوسف ناصر وفايق عبد الجليل ومبارك الحديبي وعبد اللطيف البناء فلم يكن بيننا الا الود وليس للحسد مكان في قلوبنا كما كانت الصحافة والتلفزيون جزءاً من الحركة الفنية، لذا فقد كانت فترة الستينيات والسبعينيات فترة ذهبية للأغنية الكويتية.

بورسلي

< وكيف تنظر الى شاعر بحجم فهد بورسلي؟
- شاعر شعبي كبير وهو خالي وأنا مثل بقية أهل الكويت معجب بالكثير من قصائده فهو كان بمثابة وزارة اعلام وقام بتوثيق بعض الاحداث من خلال ابداعاته الشعرية كما كانت تعجبني شخصيته المتواضعة وهو تواضع العظماء بينما يفتقد البعض لهذا التواضع.

حرص

< أهم ما يميزك حرصك على المفردة الكويتية.. ما تعليقك؟
- اشدد على اللهجة الكويتية المفردة لأنها هويتي وهوية الأغنية التي اكتبها والانسان وليد بيئته وكذلك الفنان عليه ألا يهرب من خصوصيته.

الفرسان

< قلت إنك لست اعلاميا على الرغم من تاريخك الاعلامي؟
- ان كلمة اعلامي باتت تطلق على كل من هب ودب بينما من يستحقها قلة وبالنسبة لي فانني اعتبر نفسي عاملا في الاعلام ومن يستحقها في الكويت محمد السنعوسي ورضا الفيلي فهما اعلاميان واغلب فرسان الاعلام الكويتي خرجوا من عباءة السنعوسي.

تحوّل

< بم تفسر هبوط الأغنية الكويتية؟
- ليس هبوطا بسبب قلة الابداع بقدر الطريق الذي يسلكه الفنان الكويتي الذي بات يغنى وعينه على جمهور خارج الكويت فهذا بات يغني باللهجة المصرية وذاك يغني باللهجة اللبنانية ولا يمكن للفنان ان يظهر للخارج بصورة جيدة ان لم يقدم ما لديه من ابداعات بيئته.

المصرية

< وماذا عن الاغنية المصرية؟
- كان لها تاريخ مجيد وهناك الجيد والسيئ دائما، وانا من عشاق الموسيقى المصرية اذ انني اعشق الاستماع الى المقدمة الموسيقية للمسلسلات المصرية فهي قطع موسيقية رائعة.

برامج

< وماذا عن البرامج التي قدمتها؟
- قمت باعداد وتقديم بعض البرامج منها للاذاعة برنامج بعنوان تنتقي «صيد العصاري» في شهر رمضان و«كلمة راس» للتلفزيون وبرنامجي «حنين» و«الصفاة» وكل برنامج له فلسفة خاصة به فبعض البرامج تتناول سيرة حياة ومحطات بعض الشخصيات الكويتية المؤثرة علما بأني لم افكر يوما في ان اصبح مقدم برامج بل كنت احلم ان اكون شاعرا غنائيا ومخرجا فقط، وكان هناك دعما كبيرا لي لتقديم مثل تلك البرامج منهم الاستاذ أحمد اليعقوب.

التلفزيون

< مشاكل وزارة الاعلام كثيرة ما تعليقك؟
- ترجع إلى عدم استقرار الوزير بسبب أعضاء مجلس الأمة كما أنني أؤيد تحويل الاعلام الى هيئات وهناك مشروع متكامل قدمه الرشيد الا أنني أريد ان اشدد على نقطة مهمة وهي انه لا يوجد في الكويت من يستطيع الاستغناء عن تلفزيون الكويت صاحب الانجازات الكبيرة فهو البيت الكبير وهو الوالد الذي يغفر لأبنائه ويرعاهم، وكل المحطات الفضائية يعملون به أبناء تلفزيون الكويت ومكتبة تلفزيون الكويت ساهمت في انطلاق القنوات الفضائية الحالية لأنني لاحظت ان هناك من يقسو على تلفزيون الكويت المليء بالكفاءات والمبدعين لكنه يبقى أيضا جهازا حكوميا تحكمه سياسة دولة.
< ماذا تسمع؟
- اسمع الأغاني الجميلة اضافة الى فن الصوت فهو فن راق وأحب سماع صوت الفنان حمد خليفة لأنه مميز ولا يقلد أحداً.



http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=78857

[التويم]

لقاء شيق مع رائد من رواد الكلمة الكويتية
المغناة تسلم ابوعيدان على الطرح المميز

ومسحـــــــــــــــــــــــــــــــــــور انــــــــــــــــا