اختتمت مساء امس الأول على خشبة مسرح الدسمة ليالي القرين المسرحية التي نظمتها ادارة المسرحة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وتأتي ضمن انشطة مهرجان القرين الثقافي الـ 17 التي ستنتهي أنشطته بعد غد في حفل موسيقي تكريما للفنان القدير حمد خليفة.
انطلق حفل ختام ليالي القرين المسرحية بمختارات من الفنون البحرية قدمتها فرقة معيوف مجلي الشعبية على خشبة المسرح استحضرت فيها الفنون و«الشيلات» البحرية التي كانت تردد في رحلات الغوص حيث استحوذت هذه المختارات على اعجاب الجمهور الذي كان يردد معظمها ويشارك بالتصفيق لأنها محفورة في الذاكرة.
لوحة الرواد
وفي لفتة جميلة وطيبة نظّم المجلس الوطني ممثلا بإدارة المسرح لوحة خاصة برواد الحركة المسرحية وذلك لمد جسور التواصل بينهم وبين الجيل الحالي، شارك فيها عدد من الفنانين وهم محمد المنيع، محمد جابر، سليمان الياسين، جاسم النبهان، عبدالإمام عبدالله، إبراهيم الحربي، واعتذر عن عدم الحضور كل من الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا الذي اتصل بالأمين العام للمجلس الوطني بدر الرفاعي ليبلغه باعتذاره رسميا وذلك لظروف صحية، أما الفنان القدير ابراهيم الصلال فلم يحضر لوجوده في احد مستشفيات المملكة العربية السعودية لاجراء عملية جراحية، بينما غاب عن هذه اللوحة الفنان القدير سعد الفرج والفنان القدير أحمد الصالح لأسباب مجهولة.
جسّد الرواد الحاضرون لوحة جميلة كشفت للجمهور مدى تمسكهم برفع اسم الكويت عاليا وذلك بعد صعودهم لخشبة المسرح لتوجيه الكلام للجمهور وللفنانين الشباب للمحافظة على الكويت من الحاقدين والحاسدين وذلك من خلال رؤية اخراجية تصدى لها المخرج صالح الحمر وصاغها شعرا الشاعر خلف الخالدي حيث وجدت أبياته الشعرية صدى طيبا في نفوس الحضور خصوصا الأبيات التي ألقاها الفنان القدير عبدالإمام عبدالله والتي تقول «نرفض خفافيش الظلام.. واللي على الموجة صعد.. ابختصر كل الكلام.. هي دارنا دار السعد» وقد رددها معه زملاؤه الفنانون ليشتعل المسرح تصفيقا لجمالية هذه الأبيات التي تحث على التلاحم ورفع اسم الوطن عاليا.
«سلق بيض»
فكرة لوحة الرواد جميلة وهي بمنزلة تكريم من نوع آخر لهذا الجيل الذي أعطى الكويت ولايزال يعطي خاصة ان أعمالهم المسرحية محفورة في عقول الناس الأمر الذي استغله مخرج اللوحة صالح الحمر بعرض عدد منها عن طريق «البروجيكتور» ومع ان هذه المسرحيات قديمة الا انها تنبأت بما يحدث حاليا وهذا ما يميز مسرحيات الماضي لانها تقرأ المستقبل عكس مسرحياتنا الحالية التي بعضها «سلق بيض»!
لن أخون وطني
بعد ذلك قدمت فرقة المسرح الشعبي عرضها المسرحي «لن أخون وطني» المستوحاة من مقالات الكاتب السوري الراحل محمد الماغوط حيث قام بإعدادها احمد الحليل وسامي بلال واخرجها احمد الحليل وتم تحويل تلك المقالات من عنوانها الأصلي «سأخون وطني» الى «لن أخون وطني»، حيث سلّط بلال والحليل فيها الضوء على المشاكل والقضايا التي تحدث في البلاد بشكل مباشر من خلال مشاهد تجسد الحالة التي وصلنا اليها في ظل المهاترات والمتاجرة باسم الديموقراطية وقد نجح الفنان سامي بلال والفنان حيدر الحداد والمذيع هاشم اسد في تجسيد تلك المشاهد بطريقة جميلة وبعيدة عن التعقيد خاصة ان القضايا التي يتناولونها قضايا يعرفها الجميع فكانت بمنزلة دق ناقوس الخطر اذ لو استمر الوضع على ما هو عليه فسنرجع الى الخلف كثيرا.
وقد جاءت الرؤية الاخراجية التي تصدى لها المخرج أحمد الحليل غير مناسبة ولم توظف بالشكل المطلوب ديكور المسرحية الجميلة الذي كان عبارة عن «سويجات» كهرباء لم يستغلها الحليل في احداث عرضه الذي كان مباشرا للقضايا التي تناولها، لكن ما يحسب للمخرج احمد الحليل والفنان سامي بلال انهما لم يلتزما بما جاء في مقالات الماغوط حتى تتماشى فكرتهم المسرحية مع عنوانها «لن أخون وطني» وبالمطالبة من أبناء الشعب بالتكاتف ونبذ الخلافات حتى يبقى علم الكويت عاليا.
الحمدان: هل المسرحية رد على الماغوط!
في الندوة النقاشية التي أقيمت عقب العرض المسرحي والتي أدارها استاذ قسم التمثيل والاخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية دخيل الدخيل وجه الناقد البحريني يوسف الحمدان المعقب الرئيسي سؤالا للقائمين على المسرحية مفاده هل المسرحية رد على محمد الماغوط؟!
موضحا ان المقالات التي كتبها الراحل محمد الماغوط كانت لا تحمل رسائل معينة، وإنما نص الحليل وبلال يوجد به رسائل معينة منذ تغير المسمى من «سأخون وطني» الى «لن أخون وطني» الامر الذي يشعره بأن هذا النص مغاير عن نص الماغوط!
وأضاف: لابد في الطرح ان يكون ما يطرح موازيا في الشارع حتى لا تضيع الفكرة وحتى لا يتشتت ذهن المتلقي خاصة ان البنية الدرامية في العرض مرتبكة نوعا ما.
وأشار الى ان الاضاءة المستخدمة كانت إنارة ولم توظف بالشكل المطلوب وأيضا الموسيقى كانت هويتها مو معروفة في العرض، مشيرا الى ان ديكور المسرحية كان جميلا ولكن لم يستغله المخرج بالشكل المطلوب.