[بن عـيدان]

السينما فن وليست صناعة و أموال..فعندما يفكر المنتج بإنتاج عمل سينمائي
يجب عليه أن يختار نص ممتاز و ممثلين سينمائيين على قدر عالي
و مخرج متمكن لكي يخرج الفلم بالصورة المطلوبة..
لكن أن تختار ممثلين ومخرج وتنسى النص..
فهذا يعتبر قمة الفشل..

هذا بالظبط ما حصل مع الفنان طارق العلي بفلمه الجديد هالو كايرو..
فعندما ظهر الفنان طارق العلي في بداية الفلم بدأ الجمهور بالتصفيق الحاد وكأننا في مسرح
فقد بدأ الفلم بتعبير حركي (ريكشن) من طارق العلي و هو ممسك كاميرته ويبدأ بتصوير عدة معالم في مصر..إلى أن بدأ بنثر سخافته بالفلم..

فعندما شاهد شخصان من ذوي البشرة السمراء وبدأ بكوميديته المعروفة في الضحك على أشكالهم وكأننا نشاهد طارق على المسرح..

بعد إذن بدأ مشهد اعتبره من أتفه المشاهد التي شاهدتها من خلال السينما..
حوار بين طارق و الشرطي بالمخفر تميز بضعف الحوار والمد و التطويل بلا أسباب..
فقد تم ذكر كلمة (شمسة) أكثر من 50 مره خلال مشهد لم يتجاوز ال5 دقائق..

من بعدها بدأت ملامح الفلم تظهر ولكن ببطئ شديد..ففهمت أن طارق يفقد ذاكرته مؤقتاً و شهاب حاجية و محمد العجيمي صديقاه ,
فيخرج من الفندق ليبحث عن طعام وتصطدم به سيارة يقودها الفنان الكبير حسن حسني ويفقد الذاكرة نهائياً..

فيبحث عن شهاب حاجية و الذي أبدع في تقديم شخصية الملحن
الذي يحاول نشر ألحانه بمصر و قد تقمص الدور بشكل جيد عكس
محمد العجيمي الذي لا دور له..
فالدور بصمة عار على هذا الفنان المتميز...
فوجوده و عدمة واحد فشخصيته بالفلم لا تؤثر
بالأحداث بتاتاً وكان أشبه بالكومبارس..



لكن..

على الرغم من كثرت السلبيات بهذا الفلم توجد إيجابيات لكنها قليلة وللأسف الشديد..
فأداء حسن حسني كان في القمة كعادته في الأفلام..
فأداؤه رفع مستوى الفلم وكوميديته تدل على خبرته الفنية العريقة..
كذلك أحمد بدير و الذي قدم دور التاكسي النّصاب بحذافيره..
و علاء مرسي أخذ دور يستحقه لأن مساحة الدور صغيرة فقللت الاسفاف الذي هو فيه ..
الإخراج كان جيد جداً و أنقذ الفلم و حاول محو ركاكة النص..
وكذلك الموسيقى التصويرية للفلم كانت جميلة وتناسب الأجواء..

أخيراً:

طارق العلي فاهم الكوميديا السينمائية خطأ وهذا أحد أسباب فشل الفلم..فقد اعتمد على اسماء الفنانيين المصرييين الذين تواجدوا معه و تناسى النص فكان الفلم بلا مضمون..
طارق العلي نجم مسرحي فقط لا غير لكنني أحييه على إتخاذ هذه الخطوة الجرئيه المتمثلة في إنتاج فلم سينمائي و اتمنى من المنتجين الكويتيين أن يخطون خطى الفنان طارق العلي لكي تزدهر السينما بالكويت

كتبة:بن عيدان