كارلوس سليم من تاجر جملة إلى أغنى رجل في العالم
كارلوس سليم أغنى رجل في العالم في قائمة «فوربس» لعام 2007 بثروة تقترب من 60 مليار دولار، وأغنى رجل في أميركا اللاتينية منذ سنوات يرأس كارلوس سليم الذي يبلغ الآن من العمر 65 عاما مجموعة Grupo Carso التي تضم شركات ضخمة للبيع بالجملة وتشمل مواد الغذاء والأدوية والمعدات المنزلية والكتب وغيرها.
ويعرف أيضا بأنه صاحب أكبر شركة للاتصالات تمتد من كندا حتى سواحل أميركا اللاتينية فضلا عن أنه صاحب شركة Tlefonos de Mexico أكبر شركة للهواتف الأرضية والإنترنت في المكسيك التي يتولى الآن إدارتها ابنه الأكبر .
مولده ونشاته
هاجر جده من جبل لبنان في 1902 ووصل إلى مرفأ تنبيكو في المكسيك عام 1902 برفقة أبنائه الثلاثة ثم انتقلوا عام 1911 إلى مدينة مكسيكو حيث أسّسوا متجراً لبيع المواد المنزلية، أطلقوا عليه اسم "نجمة الشرق".
ولد كارلوس في بداية عام 1940، خامساً في عائلة من ستة أولاد. أبوه جوليان سليم حداد، وأمه ليندا حلو، فصار اسمه حسب التقليد الإسباني الذي يحفظ اسم الوالدين كارلوس سليم حلو. وهنا في هذا المتجر تلقى كارلوس، الذي كان يعشق التجارة منذ صغره، دروسه الأولى في عالم الأعمال. ينقل كارلوس عن أبيه الذي توفي عام 1952، أن جده كان يشتري أراضي وشققاً في مدينة مكسيكيو في عزّ الثورة، التي بدأت في العقد الثاني من القرن العشرين، فأخذ أبناء الجالية يحذرونه من الظرف الدقيق وكان يجيبهم: "بالعكس، إنه أحسن ظرف، الأسعار منخفضة والأراضي والشقق باقية في المكسيك، لن تغادرها".
أعوام وشركات تخرّج كارلوس سليم مهندساً، وفي أواسط السبعينات من القرن الماضي أسس شركتين، واحدة للبناء وأخرى في البورصة، وكأنه أراد بإنجازه الأول، أن يؤشر عن سعة آفاقه, اشترى في البداية معملاً لإنتاج علب السجاير، وبعد سنتين تملك أول شركة للتبغ في المكسيك. في الثمانينات، صار على رأس أكبر شركة تأمين ونائب رئيس البورصة.
أسس شركة العقارات "غروبو كارسو" المتكونة من عدة شركات وبنك ومكتب وساطة للبورصة تعرف باسم "Inbursa", حيث براعته فى شراء العقارات بأقل مما تستحقه .
وفي عام 1981 اشترى سليم شركة Cigatam المتخصصة بتوزيع السجائر والتي لديها توكيل لماركة مالبورو في المكسيك. واستغل ذلك أحسن استغلال فموزعو السجائر يجمعون الضرائب للحكومة لكن بإمكانهم أن يبقوها معهم لمدة شهر بدون فائدة قبل إرسالها إلى خزانة الدولة. وهذا ما منحه نقدا جاريا يسمح له بالاستفادة من الأزمة الاقتصادية التي حلت بالمكسيك في السنة اللاحقة، مما مكنه من الانقضاض على أرصدة ثمينة مثل ""Sanborn الذي يعد من أكبر المخازن المتخصصة ببيع السلع الرخيصة مع عدد من المطاعم؛ وشركة تأمين؛ وشركة إنتاج النحاس؛ وأكبر مصنع لأحواض الحمامات والمرافق. وكان الانقلاب الأكبر عند شرائه احتكار المكسيك "Telmex" للاتصالات الهاتفية في عام 1990 خلال موجة الخصخصة. وقاد اتحادا يتضمن France Telecom وSBC الأميركية.
طريقة عبقرية
بنى كارلوس سليم حلو استثمارات ضخمة عن طريق اقتناص الشركات المتعثرة بأقل من قيمتها الحقيقية واستعمال المال الذ ي تولده هذه الشركات لشراء المزيد ومكنته قدرته من كسب مليارات الدولارات .
عرف سليم ( 65 سنة) غالباً على أنه مضارب بورصة ناجح ي ستثمر في الإطارات ، التبغ والكابلات بالإضافة للمناجم والتجزئة .
وفي عام 2003 اشترى سليم أصول عملية شركة AT&Tفي أميركا اللاتينية ب 10مليارات دولار وهو جزء من المبلغ الذي دفعه عملاقة الاتصالات الأميريكية لمد شبكتها.
تطلعات
وكان على سليم أن يتحرك وبشكل متزايد لترك المكسيك كي يجد أسواقا وأرباحا جديدة. وكانت الديون المعلقة على بعض الشركات وراء اندماجها في قطاع الاتصالات الهاتفية بالمكسيك خلال التسعينات من القرن الماضي فرصة مناسبة له كي يشتري أرصدة بقيم رخيصة. فبالإضافة إلى شركة MCI حصل على حصة كبيرة من الأسهم من غلوبال كروسنغ وهي شركة اتصالات هاتفية أميركية بعد أن أفلست. كذلك اشترى شركة Embratel البرازيلية للاتصالات الهاتفية والتي كانت تحت سيطرة MCI بمبلغ 400 مليون دولار .
كما سيطر على شركة الهاتف "تيليمكس"أثناء موجة خصخصة الاقتصاد المكسيكي، التي أطلقها الرئيس كارلوس ساليناس، ثم فاز كارلوس سليم ثم فاز بأسهم تليميكس جميعها مما أثارت هذه المناقصة في حينها "عام 1991" فضيحة كبيرة لأن سليم حصل على روزنامة تسديد مرنة سمحت له بدفع جزء من الشركة من خلال تشغيلها. وأيضاً بسبب السعر الزهيد الذي استقرت عليه عملية البيع: 1.76 مليار دولار، فيما تقدر قيمة أملاك الشركة في السوق بـ20 ملياراً. قيل وقتها إن كارلوس سليم لم يكن إلا واجهة وهمية لرئيس الجمهورية، لكن تبيّن أن عرض سليم لشراء "تيلميكس" كان أكبر العروض المقترحة.
وتتحكم تيلميكس اليوم بـ90 في المائة من خطوط الهاتف الثابت في المكسيك، ولم تنجح أكبر الشركات الأميركية في خرق ما تعتبره "حالة احتكارية" تقاضيها أمام المحاكم,وهو يملك اليوم أيضاً "أميركا موبيل"، وهي أكبر مشغل للهاتف الجوال في أميركا اللاتينية. وتشكل "تيلميكس" جوهرة إمبراطوريته الاقتصادية، إذ يعمل فيها أكثر من 250 ألف موظف وعامل، وتمثل 40 في المائة من رأس مال بورصة مكسيكو.