08-04-2011, 10:09 AM
|
#1 (permalink)
|
خبيرة في التنمية البشرية
العــضوية: 5529 تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى | علماء مجانين بحق علماء مجانين بحق
للكاتب فهد بن عامر الأحمدي
في أبريل الماضي كتبتُ مقالا بعنوان «عبقري ومجنون» استعرضت فيه مواصفات (العالِم المجنون) في السينما وروايات الخيال العلمي - وقدمت نماذج خيالية معروفة من عالم السينما والأدب - وحينها أشرتُ إلى أن هذه النماذج الأدبية انعكاس حقيقي لشخصيات واقعية اتفق الجميع ...على شذوذها العلمي وعدم انتمائها للتصرفات البشرية السوية ! .. وما دفعني اليوم لكتابة هذا المقال قراءتي لخبر العثور على أوراق جديدة تخص الجراح الروسي فلاديمير ديموكوف تضمنت جراحات شاذة على الجراء .. وديموكوف (المتوفى عام 1998) كان يؤمن بإمكانية خلق حيوانات جديدة بواسطة نقل أعضاء الحيوانات المختلفة وزرعها في حيوانات أخرى .. ورغم أن محاولاته قدمت الكثير لعالم الطب والجراحة إلا أن جنونه يتضح من خلال قيامه بزرع رؤوس الكلاب على الخنازير - أو العكس - وأمله في أن تتناسل هذه المخلوقات لانتاج فصائل حيوانية جديدة (كأن تلد الكلاب جراء برأس خنزير) !! ... ومع هذا يمكن القول إن ديموكوف كان أقل جنوناً من روسي آخر يدعى إيلي إيفانون (توفي عام 1932) .. فقد كان ايفانون على قناعة بإمكانية انتاج انسان خارق من خلال تهجين بويضة المرأة البشرية بحيوانات منوية مستخرجة من حيوانات قوية كالغوريلا والأسد والنمر السيبيري / أو العكس .. والأكثر جنونا نجاحه في إقناع الرئيس الروسي ستالين بإمكانية تزويده بجنود خارقين مهجنين من هذا النوع فنال بذلك رعايته الخاصة (ومن حسن الحظ أن محاولاته فشلت في عالم الواقع رغم نجاحها في فيلم جزيرة الدكتور نوا)!! ... وكلا الروسيين يذكّرني بالإيطالي جيلفاني ألديني (القريب الأصغر لجيلفاني مكتشف الفولتية الكهربائية) الذي طاف أوربا مستعرضا قدرته على تحريك عضلات الأموات بواسطة صعقها بتيار كهربائي قوي .. ورغم أننا نعرف اليوم أن تحرك العضلات بهذه الطريقة هو رد فعل انعكاسي طبيعي إلا أن جيلفاني ألديني (المتوفى عام 1834) كان يحاول إثبات أن الكهرباء هي سر الحياة وأنها مايشكل الفرق بين الحي والميت!! ... وليس بعيدا عن الثلاثة محاولات الطبيب الألماني جوهان دايبل (المتوفى عام 1734) والذي هوس في آخر حياته بمحاولة استنساخ الأرواح .. فهو لم يؤمن فقط بالمعتقد الشرقي حول تناسخ الأرواح - والعودة للحياة بجسد مختلف بل وحاول استعجال هذه الخطوة وتطبيقها قبل وفاته.. وهكذا عمد إلى سرقة رفات الأموات من القبور ومحاولة نقل «الروح» إليها من متشردين أحياء مستلقين بقربها (وهي الحركة التي رأيناها في فيلم أفتار) !! ... أما الحقيقة التي لا يجب نسيانها فهي أن (الحرب) تشكل أفضل فرصة لبروز العلماء المجانين وتجاوز كافة المعايير الانسانية والاخلاقية السوية (وليس ببعيد أساليب التحقيق في أبو غريب) .. وخلال الحرب العالمية الثانية بالذات ظهر الطبيب الياباني شيرو ايشاهي الذي جرب أنواعاً لا تحصى من الميكروبات والجراثيم القاتلة على 11 ألف أسير من كوريا والصين .. وهناك أيضا ملك الموت جوزيف منجل الذي أجرى تجارب قاسية في معسكر أوشويتز من بينها حقن عيون الأطفال بمواد كيميائية لتغيير لونها .. أما في الجانب العسكري فهناك سيجموند ريسشتر الذي وضع الأسرى في كبسولات ضغط تنتهي بانفجارهم أو وضعهم في برك مثلجة أو أفران ساخنة لمعرفة مدى تحمل البشر لدرجات الحرارة المتطرفة ...! وهذه كلها مجرد أمثلة تثبت أن شخصية «العالِم المجنون» لا تقتصر فقط على السينما وروايات الخيال العلمي .. كما تثبت أن فصل الجانب الأخلاقي عن البحث العلمي قد ينحرف إلى تجارب شاذة واعتداءات بشعة تطاول الجنس البشري !! .. وليس ببعيد تجارب المخابرات الأميركية لغسل الأدمغة ، واستعمال فورد أجساد الأموات في اختبارات الاصطدام!! http://www.alriyadh.com/2011/03/27/article617662.html __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|
| |