22-04-2011, 01:03 PM
|
#1 (permalink)
|
خبيرة في التنمية البشرية
العــضوية: 5529 تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى | أنت فاشل..الحياة في جحيم المشاعر السلبية! آباء ينعتون بها أبناءهم فيدخلونهم في دوامة من التوتر والقلق والكآبة والتغير نحو الأسوأ أنت فاشل.. الحياة في جحيم المشاعر السلبية! كثير من الآباء والأمهات يطلقون خطأ على ابنهم وصف الفاشل الفاشل أو الفاشلون كما يطلق على فئة من الناس يمكن أن يكون تخلى عنهم الحظ أو شاء الله أن يكونوا قد تعثروا في حياتهم وأصبحوا يحملون وزر أمر ليس لهم فيه ذنب. مما يؤسف له أن عملية الفشل وأن يصبح الانسان فاشلاً (هذا إذا سلمنا جزافاً بهذا المصطلح)، تبدأ من مراحل مبكرة جداً من حياة الفرد. فالطفل الذي يعنفه والده مثلاً واصماً إياه بالفاشل، فإن هذه المشاعر تتنامى داخل نفسية الطفل الصغير وتكبر معه. كثير من الآباء والامهات يطلقون على ابنهم أو ابنتهم وصف الفاشل أو الفاشلة حينما يخفقون في شيء بسيط خلال مراحل طفولته الأولى، وهذا يؤدي إلى تقبل الطفل على وصف أنه فاشل، خاصة إذا كان هذا الوصف يكرر دائماً، ويتصرف وفق هذا الوصف الذي أطلق عليه من قبل أقرب الناس إليه!. بعض الأشخاص يتقبل وصف الفاشل عليه، نظراً لما نشأ عليه من إطلاق هذا الوصف من قبل أقرب الناس إليه. لا يعرف الأهل ما الذي يفعلونه بأبنائهم عندما يطلقون عليهم صفات سلبية مثل فاشل ومرادفات هذه الكلمة المزعجة التي تنغرس في نفس الطفل وتؤثر عليه سلباً وتجعله ينشأ على تقبل الصفات السيئة التي يمكن أن يوصم بها من قبل الآخرين. إنه أمر في غاية السوء أن ينعت الوالدان أو الأخوة ابنهم أو شقيقهم بأوصاف سيئة تغرس في نفوس الصغار السلبية وتجعلهم يكبرون وهم يشعرون بالدونية مقارنة بمن يماثلونهم عمراً. كثير من هؤلاء الأشخاص الذين يشعرون بمشاعر الفشل، حتى وإن كان لم يكن هناك أشخاص رسخوا هذه المشاعر السلبية عندهم، وجاءت هذه المشاعر بسبب شعور الشخص نفسه بأنه فاشل نتيجة أنه قام بعدة أعمال ولم يحالفه الحظ في بعض الأعمال فيقوم بتعميم هذا الفشل على جميع مناحي حياته. إن التعميم واحد من أخطر المشاعر التي يقوم بها الفرد ويعمم هذه الأخطاء على جميع السلوكيات في حياته. فالشخص الذي يكون مثلاً غير متقن لعمل من الاعمال، فهذا لا يعني أنه لا يتقن جميع الأعمال الأخرى. هناك مثال على السكرتيرة التي تخطئ في الطباعة ولكنها تعمم هذا الخطأ على جميع مناحي حياتها فتصف نفسها بأنها انسانة فاشلة لمجرد أن المدير اكتشف أن هناك بعض الأخطاء المطبعية، فتشعر بأنها انسانة غبية، فاشلة، لا تجيد شيئا في الحياة برغم أنها ليست كذلك في جميع ما تقوم به من أفعال. التعميم بأخذ أمر سلبي واحد من مناحي الحياة أو حادثة معينة وتعميمها على جميع جوانب الحياة أمر قد يقود إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب، بالاضافة إلى أن الشخص يشعر بأنه فاشل، خاسر.. وجميع المصطلحات السلبية التي تعود على حياة المرء بالخيبة والنظرة الدونية من الشخص لنفسه، وتجعله يشعر بالانتقاص من قدره إذا ما قارن نفسه بالآخرين، حتى وإن كان رأي الآخرين مغايراً لرأي ووجهة نظر الشخص لنفسه. الكلمة المزعجة تنغرس في نفس الطفل وتؤثر فيه سلباً كان أحد الأشخاص دائماً يكرر علي بأنه انسان فاشل، برغم أني كنت لا أرى ذلك. كان إذا تحدث عن نفسه يتحدث بسلبية كبيرة، يبالغ في الأمور السلبية ويتجاهل الأمور الإيجابية في حياته. كانت حياته عادية مثل أي شخص، بل ان في حياته من الايجابيات الشيء الكثير، الذي يفوق كثيراً من السلبيات في حياته. كان هذا الشخص دائماً يشعر بأن أب فاشل لابنائه، وزوج فاشل وموظف فاشل، وصديق فاشل لجميع اصدقائه.. بل إنه يشعر بأنه فاشل في كل جانب من جوانب حياته. كان يشعر أنه فاشل في عمله، وأنه لا يؤدي العمل بالصورة المطلوبة برغم أن المسؤولين عنه يقدرون عمله ويعتبرونه موظفاً ناجحاً، وكذلك الأشخاص الذين يتعاملون معه يشعرون بأنه انسان ناجح وشخصية مسؤولة في عمله، ولكن جميع هذا لم يقنعه بأنه انسان طبيعي، لكنه دائماً يصر على أنه شخص فاشل، وينتقي الجوانب السلبية في حياته ويضرب بها مثلاً على فشله، ومهما حاولت إقناعه بأن الأمور ليست كما يصفها، وتشرح له بأن الآخرين لا يرون فيه ما يرى هو في نفسه. الرد لديه يكون جاهزاً بأن الآخرين يجاملونه ولا يريدون أن يجرحونه. مهما تحاول أن تقنعه بأن هذا الكلام غير صحيح فإنه لا يقتنع ويصر على رأيه بأنه شخص فاشل في كل جانب من جوانب حياته، ووصل به الأمر إلى أن يصاب بالاكتئاب المرضي والذي يحتاج معه أن يتناول أدوية مضادة للاكتئاب لكنه رفض ذلك، ويعيش حياة كئيبة بسبب هذه المشاعر التي السلبية التي تسكنه. الشعور بالفشل من قبل الشخص ذاته أمر محزن ومثير للشفقة على مثل هؤلاء الاشخاص الذين يعيشون جحيم المشاعر السلبية بمشاعرهم التي تغرقهم في بحر متلاطم الأمواج من الشعور بالخيبة والحزن. سيدة أخرى كان لديها نفس المشاعر؛ تشعر بأنها فاشلة في كل شيء.. في كل أمر من أمور حياتها. فاشلة كأم لأطفالها، كزوجة، كموظفة، وبرغم عدم وجود أي دليل يؤكد هذه المشاعر التي تشعر بها هذه السيدة. من أين اذن تأتي هذه المشاعر بالفشل والخيبة. دائماً مكتئبة، تشكو أنها مرفوضة من الآخرين بما في ذلك أقرب المقربين لها من أفراد عائلتها. هذه المشاعر السلبية التي تغمر هذه المرأة وتجعلها تعيش حياة صعبة وتبتعد عن الآخرين لأنها ترى أنها إنسانة فاشلة، لا تستحق أن تعيش حياة مثل بقية البشر. هذه السيدة والتي تعمل في وظيفة جيدة، وحصلت على تعليم عال، ومع كل ذلك فهي ترى بأنها أقل من الآخرين، ومعزولة تماماً عن الآخرين، وتعيش حالة كآبة شديدة ولكنها قبلت بأن تتناول أدوية مضادة للاكتئاب، حتى يخفف عنها عناء المعاناة التي تعيش فيها. يكبرون وهم يشعرون بالدونية مشكلة الإحساس بالفشل عندما يتمكن من شخص فإنه يجعله يعيش في دوامة من التوتر والقلق والكآبة، وتتغير حياته نحو الأسوأ في كل جوانبها. مشاعر الفشل مشاعر سيئة جداً، وتجعل المرء يقود نفسه إلى هاوية من المآسي الصعبة والتي تجعل من يعاني من هذه المشاعر السلبية لسنوات طويلة من عمره، وقد تستمر هذه المشاعر إلى أجل غير محدد. عادة تبدأ بعض الحالات من الشعور بالفشل من المدرسة. يقوم بعض المدرسين بوصم بعض الطلاب بالفاشلين، وقد يتبع ذلك أن يقوم زملاء الطالب من الطلاب الآخرين بوصف ذلك الطالب بالفاشل، وهكذا ينشأ الطفل أو الطالب في المراحل الابتدائية وربما المتوسطة وهو مستلم لهذا الوصف السلبي البشع الذي يؤثر على مستقبل الطالب في حياته المقبلة. ليس دائماً يكون الطالب الصغير الذي وصمه المعلم وشارك فيه بقية زملائه في الفصل بأنه فعلاً فاشل، فقد يكون الطفل الصغير ناجحاً في حياته وليس غبياً أو فاشلاً لكن المعلم ومعه الطلاب يجعلون الطالب الصغير يفقد ثقته في نفسه - إلا من رحم ربك - ويستكين على الوصف الذي منحه إياه زملاءه ومعلمه في المدرسة حتى أنه يصبح متقبلاً للوصف الذي أطلقه عليه زملاؤه ومعلمه وهو "الفاشل". الفشل أو الفاشل، هي الصفة التي يطلقها مجموعة من الناس على شخص لأنه قد يتصرف بطريقة مختلفة، وقد تكون هذه الطريقة لا تروق للمجموعة - حتى وإن كانت صحيحة في كثير من الأحيان - وبذلك يصفون الشخص بأنه فاشل، وبعد ذلك يصبح هذا الشخص متقبلاً لهذا الوصف الذي يطلقه عليه بعض أفراد المجتمع، سواء من قبل أفراد عائلته أو من معلم وزملاء في المدرسة. الكآبة واضطرابات القلق والتوتر يمكن علاجها بأدوية أو بجلسات وعلاج نفسي، لكن الفشل ومشاعر الفشل وشعور الشخص بأنه شخص فاشل لا يمكن علاجه وإذا تمكن هذا الشعور من الشخص فإنه من الصعب على الشخص أن ينجو ويتجاوز هذه المشاعر التي تجعله يعيش حياة صعبة جداً. لقد ذكرت السيدة التي كانت تشعر بالفشل وبأنها إنسانة فاشلة وهذا كان من نتيجة ما فعله والدها لها الذي أطلق عليها منذ الصغر بأنها شخص فاشل، وأنها فاشلة في كل ما تفعله وبذلك ترسخ في نفسيتها بأنها إنسانة فاشلة وكبرت على هذه المشاعر، وللأسف ليس هناك علاج لمشاعر الفشل وللشخص الذي يشعر بأنه شخص فاشل في هذه الحياة. نعم لقد تناولت تلك السيدة أدوية مضادة للاكتئاب ولتحسين اضطرابات القلق، ولكن بقيت مشاعر الفشل لا تتزحزح قابعة داخل نفس هذه المرأة المسكينة التي بقيت تعاني من مشاعر الفشل في جميع جوانب حياتها وكذلك هناك عشرات وربما المئات من النساء والرجال الذين يعانون من مشاعر الفشل والذي أوصلهم إلى هذا الوضع أناس من أقرب الناس إليهم. قد يؤمنون بأنهم فاشلون حتى عندما يكبرون يجب أن ننتبه للتعامل مع أبنائنا ومع طلابنا في المدارس فنحن الذين قد نزرع في نفوسهم بعض المشاعر السلبية التي قد تمتد حتى مراحل متأخرة من حياتهم، ونجعلهم يعيشون حياة بائسة. لقد تحدثنا عن أشخاص وصلوا إلى مرحلة من الشعور بالفشل بسبب أقرب الناس إليهم. إننا نتحدث عن مشاعر غاية في السلبية قد يخلقها أشخاص لا يقصدون أن يصلوا بالشخص الذي يدفعونه إلى هذه المشاعر السلبية والتي من أهمها الفشل واحساس الشخص بالفشل وبأنه فاشل وهذا قد يقود إلى متاعب ومصاعب نفسية مثل أن يعاني الشخص من اكتئاب واضطرابات نفسية قد تحتاج إلى علاجات طويلة ومعقدة. بالرغم من كل ما تحدثنا عنه فإنه لا يوجد شخص يوجد فاشل وهناك أشخاص من المشاهير حاربوا أساتذتهم ومعلميهم الذين وصموهم بالفاشلين وأثبتوا للعالم أجمع بأنهم ليسوا فاشلين، ولعل من أشهر هؤلاء؛ المخترع الأمريكي توماس أديسون، الذي ترك الدراسة لأن المعلمين حكموا عليه بأنه انسان فاشل فترك الدراسة بسبب هذه الوصمة التي وصمه بها معلموه ولكنه قام باختراع المصباح الكهربائي وسجل تحت اسمه مئات الاختراعات التي استفادت منها البشرية جمعاء وسجل توماس أديسون كواحد من الأشخاص العظماء الذين خدموا الإنسانية. إن عدم الاستسلام لما يقوله الآخرون عنا أمر في غاية الأهمية، فعلى الشخص أن يثق في نفسه وقدراته وعليه عدم ترديد ما يقوله الآخرون عنه، بل أن يسمع صوت ضميره ويثق فيه حتى يصل لما يصبو إليه ولا يجعل الآخرين يصنعون مستقبله. يتصرف وفق هذا الوصف الذي أطلق عليه من قبل أقرب الناس إليه http://www.alriyadh.com/2011/04/22/article625838.html __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|
| |