[نوره عبدالرحمن "سما"]

الرجولة بإيجاز هي قوة الخُلُق وخُلُق القوة

الرجولة بعد نظر ..
عندما تساعد شخصا ما على الصعود إلى أعلى فأنت تقترب معه من القمة !
والخير سيعود على صاحبه في النهاية ..
ولا يدركها غير حكيم ..فالخير لا يضيع ..وهنا بعد نظر ..

بين النضج والرجولة ..والتخلي عن عدم المساعدة؟!

من يستطيع أن يتحرر من دائرة ذاته ..إلى دائرة المقدرة على التكاتف والتعاضد مع الآخرين ، والمساعدة عند العوز والسعي لمنفعة الغير ..ذلك جوهر الكمال و التوازن و النضج الحقيقي

أين مكمن الرجولة ؟!
ليست الرجولة بالسن ولا بالجسم ولا بالمال ولا بالجاه، وإنما الرجولة قوة نفسية تحمل صاحبها على معالي الأمور، وتبعده عن سفسافها، قوةٌ تجعله كبيراً في صغره، غنياً في فقره، قوياً في ضعفه، قوةٌ تحمله على أن يعطي قبل أن يأخذ، وأن يؤدي واجبه قبل أن يطلب حقه: يعرف واجبه نحو نفسه، ونحو ربه، ونحو بيته، ودينه، وأمته.

هل في زمننا رجولة !

يأتي علينا وقت يشكو قلة الرجال يضم ما يزيد على ألف مليار مسلم، ينتسبون إليه، ويحسبون عليه، ولكنهم كما قال رسول الله ((بل أنتم يومئذ كثير ،ولكنكم غثاء كغثاء السيل))
-أي لا فائدة -
أو كما قال الشاعر:

يثقلون الأرض من كثرتهم ثم لا يغنون في أمر جلل !

لا يملكون حسن تصرف ..إذا ماقيمة الحياة ..!

ولكن و إن وجد ليس لأحدنا عذرا .. فإنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ..المرء من منطلق قيمه و قناعاته وأفكاره تتجسد سلوكياته وتصرفاته ونتائجها ..
و الرجولة بالطبع عادة و المرء على ماشب عليه ...هل نتفق على ذلك ؟!

قبل أن أنتهي قصة راقت لي سأضعها لكم هنا ولكم الحكم ..


ذات مره صدم شاب متغطرس امرأة عجوز بدراجته .. وبدل أن يعتذر لها ويساعدها على النهوض أخذ يضحك عليها !! ثم استأنف سيره..لكن العجوز نادته قائلة : لقد سقط منك شيئا !! فعاد الشاب مسرعا وأخذ يبحث فلم يجد شيئا !! فصاحت العجوز قائلة لا تبحث كثيرا ..لقد سقطت "
رجولتك" و لن تجدها أبدا ..الحياة لا قيمة لها إذا تجردت من ( الأدب - الذوق - الأحترام -الأخلاق )
قصة رمزية فقط ،لكن هل نجد ذلك في واقعنا !