28-05-2011, 01:40 PM
|
#1 (permalink)
|
خبيرة في التنمية البشرية
العــضوية: 5529 تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى | الدعوة ..التربية على قواعد الشرع الإسلام جاء للسلام و لتجديد دعوة إحياء المبادئ و القيم الإنسانية إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وهو للناس قاطبة ، دون استثناء ،ولقد خلقنا الله مختلفين في ألواننا، طباعنا ،ومذاهبناو مشاربنا ...ليس عبثا وما من شيء إلا لحكمة "يقول الرسول الكريم : ( نحن معشر الأنبياء أمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم) ( اختلاف أمتي رحمة )
«يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم»
ونحن من تقع علينا مسؤولية حسن تمثيله امام العالم كافة ، هناك ثوابت وهناك فروع منه وإن اختلفنا حول فرع منها فلنعود للجذور الثوابت المقاصد الأساسية من الإسلام الغايات ورائها ..فهو صالح لكل زمان ومكان
جعلت لنا قاعدة واسعة فضفاضة.. تستوعب وتعالج كل مايستجد من تغيرات ومستجدات ومادق وما جل دون أن تخلفنا عن الركب بل تجعلنا في مقدمته قادة لتوحيد صفوف جميع الأمم نحو إعمار هذه الأرض ونشر معاني الرحمة والسلام والسعادة
الكلام حول ذلك يطول وفي ذلك .. طرح جميل أعجبني للمفكر العبقري الداعية الدكتور سلمان العودة " أترككم لقراءته
من المهم أن يتخلص بعض دعاة الإسلام من هيمنة التشاؤم على منهجهم ولغتهم وتعاملهم مع عوامّ وسواد المسلمين، إنه حينما يكون الداعية وطالب العلم يدرك أنه لا يستعمل الأوراق الأخيرة والنَّفَس النهائي في محاولات الإصلاح والدعوة فهو -هنا- يتخلص من كثير من الأخطاء، وربما صار الشعور باليأس من الإصلاح متأثرًا بهذه التوقعات.
إن الأمة -اليوم- مع ما فيها على مستوى النخبة (أهل العلم ودعاة الإسلام) أو حتى على مستوى الشباب، أو حتى على مستوى سواد الأمة، كلّ هذه الفئات الثلاث مُهيَّأةٌ للعمل والقيام بدين الله، ودفع السيئة بالحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، وأمر المؤمن خير كله في السراء والضراء، كما في صحيح مسلم عن صهيب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (عجبًا لأمر المؤمن إنّ أمْرَه كلَّه له خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابتْهُ سرّاءُ شكَرَ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاءُ صبَرَ فكان خيرًا له).
ومن الحكمة الشرعية -فيما أرى- أن يتخلص الخطاب الإسلامي من التعامل بلغة واحدة، حيث تجد بعض أهل الدعوة والعلم جَمَع أزمة الأمة في الواقع السياسي الذي تعيشه، فتراه لا يمارس إلا هذه اللغة وأن الواقع السياسي هو قضية كل قضايا الأمة!! وتجد نمطًا آخر من الخطاب الإسلامي لا يخاطب إلا أهل الصلاح والبر والتقوى، يؤدبهم بالمشروعات والفضائل حيث لا يتصور -هنا- الكلام في الأصول الواجبة؛ لأن هذه النخبة متفاعلة معها، وربما يكون هذا الخطاب أداة لفصل المجتمع الإسلامي إلى طبقات تعيش العزلة والصراع الشعوري -أحيانًا- فيما بين أهل الصحوة وبقية طبقات المجتمع المسلم الذي قد لا يكون ذا طابع دعوي لكنه مسلم وفيه خير.
إن الرسل بعثوا إلى قوم مشركين، وهكذا أتباعهم يجب أن يخاطبوا كل أحد، فإن جميع عباد الله يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ومن المهم -هنا- أن يعمل شباب الصحوة ودعاتها على جميع المواقع الدعوية، وأن يصبّر بعضهم بعضًا، ويصدّق بعضهم بعضًا، ويعذر بعضهم بعضًا فيما يقبل الاختلاف والتنوع والاجتهاد.
وهنا يجب أن يكون دعاة الإسلام أكثر تأصيلًا وواقعية، فإن تقدير دائرة ما يقبل الاجتهاد وما لا يسع فيه الخلاف وأمثال ذلك من أكبر مقاصد الشريعة، وأدقّ مقامات العلم، فهذا يستلزم أن تحكم هذه القضايا بالأدلة الشرعية من الكتاب، والسنة، والإجماع.
ومن المهم أن يُربَّى شباب الدعوة -وسواد المسلمين عمومًا- على قواعد الشرع الصحيحة في التعامل، والحكم على القضايا والمجتمعات والأعمال الإسلامية، وحتى من الأعيان من أهل العلم، أو الدعوة، أو الحركة داخل الجماعات التي توجد في كثير من البلاد الإسلامية، وهنا فإن كل من أهمّه هذا الدين والدعوة إليه، وقصد هَدْيَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في دعوته حسب ما أمكنه، فهذا مما ينبغي أن يعظم قدره ويثني عليه بخير، ويعان على طاعة الله والدعوة إلى دين الإسلام، وما يكتنفه من الخطأ يصحّح بالدليل والرفق فإن الله -تعالى- قال عن الخضر: “فوجدا عبدًا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما” فهكذا أهل الدعوة إلى دين الإسلام عليهم أن يُرَبُّوا أنفسهم على الرحمة والعلم، فإن الداعي لا بدّ له من جمعهما، وكل يؤخذ من قوله ويرد فهذه من القواعد المهمة، فليس ممكنًا أن يكون الدعاة وأهل العلم لا يقولون إلا صوابًا، فإنهم ليسوا معصومين، بل منهم من يخطئ فيصيب غيره، ولا يجمع الله الأمة على الخطأ، وعليه فينبغي أن نعلم أن من أكبر مقاصد الشريعة جمع القلوب على الدين والهدى، والرفق في البيان والدعوة، وهنا ينبغي أن يتربى الناس على أن الصواب صواب، والخطأ خطأ لكن الخطأ الواحد ليس يقتضي ضرورة مصادرة الآخرين أو الرمي بالشَّين، ومما يؤسف كثيرًا أن طائفة من الأمة ممن هم على الإسلام ويقتدون بالكتاب والسنة في دعوتهم قد تفرغ بعضهم لبعض، واتخذ نوع من هؤلاء العلم بغيًا بينهم كما اتخذه أهل الكتاب من قبل، وهذا من أخلاق الأمم الكافرة التي دخلت على بعض فضلاء المسلمين، وصار كثير منهم لا يحسب غيره -من دعاة الإسلام- على شيء، كما أن اليهود والنصارى كان هذا خلقهم “وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء”، وهنا يذكر الإمام ابن تيمية أن هذه الصور من التشبه العلمي بأحوال وأخلاق أهل الكتاب التي دخلت على بعض أهل العلم والشريعة في هذه الأمة.
إن كثيرًا من الشباب -وربما بعض الدعاة- يشتد في محاربة صورة من صور التشبه في اللباس -مثلًا- على مستوى الأطفال، وهذا نظر جيد، لكنه ربما يمارس أو يغفل عن معالجة صور أخرى للتشبه بالكفار ضررها متعدٍّ إلى مستوى التأثير على حركة الدعوة والإصلاح http://www.al-madina.com/node/306021 __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|
| |