هل يجب على الدراما أن تحاكي واقعنا ؟ ( دعوة للنقاش الجاد ) بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم يا أعضاء أفضل منتدى فني خليجي معني بالنقاش الفني عالي المستوى ؟
بعد غياب طويل عن كتابة المواضيع أعود إليكم بموضوع خفيف ومحل جدل واسع بين مختلف الجماهير ويحتوي على نقاط حساسة يجب أن نستشف الآراء من خلالها، وأتمنى أن أوفَّق في هذا الموضوع
* مقدمة :
يزداد عدد الأعمال الدرامية، ويزداد عدد المنتجين، ويزداد عدد الدخلاء، وبين الغض والسمين والجيد والسيء فإن ذائقة المشاهد تختار ما تميل إليه من مسسلات قد تكون ليست بالضرورة محل قبول عام، ولكن الأذواق تختلف، وكما يقول المثل الشعبي المعروف : " لولا الأذواق لباتت السلعة في الأسواق " .
ولكن - وبشكل بديهي- يميل أغلب المشاهدين لدينا لممثلي الصف الأول أملاً في استمرار إبداعاتهم التي بدأوها قبل الثمانينات ولا زالوا يستمرون فيها - رغم بعض المطبات والتخبطات والتراجع - .
ونظراً للمشاهدة العالية للمسلسلات نجد اختلاف وتباين كبير بين تقييم هذا الشخص وذاك، وامتعاضاً من هذه وتأييداً من تلك، إلا أن ( موضة ) النقد هذه الأيام تعلَّق على شماعة ( عدم محاكاة الواقع ) وأن المسلسلات لا تعكس صورة المجتمع، بل إنها تفسده، فهل يجب على الدراما أن تحاكي الواقع ؟
* تحليل فني :
تم التحدث في هذه النقطة كثيراً من خلال المقابلات التي تجري مع الفنانين، وكلٌّ يفسر حسب منظوره ورؤيته ودبلوماسيته، ولكنني أكتفي بتسليط الضوء على أهم إجابتين - من وجهة نظري - :
1- الكاتبة هبة مشاري حمادة : تقول - في ردها خلال البرنامج الذي تم إذاعته في قناة الوطن مع نجوم مسلسل زوارة الخميس حول اتهامها بأن عملها لا يحاكي الواقع - : ومَن قال بأنني أسيء للمجتمع الكويتي ؟ إذا قمتُ بتسليط الضوء على قضية معينة إيجابية كانت أم سلبية فهل معنى ذلك أنني أقصد المجتمع الكويتي أو الخليجي كله ؟ وعلى الرغمن من ذلك فهذا الأمر تجده في كل بقاع العالم وحصل في الكويت أيضاً، وسأضرب لك مثالاً : هل مسلسل ( خالتي قماشة ) كان يعبر عن واقع بأنه يوجد أم تراقب أبناءها وهم في غرف الزوجية بواسطة كاميرات ؟! لو كتبتُ هذا النص الآن لأعلنت الرقابة موتي درامياً .
2- المخرج محمد القفاص : أجاب بروين حبيب في برنامجها قائلاً : ومَن قال بأن وظيفة الدراما طرح قضايا أو معالجتها ؟ ألا تستطيع أن تخلق ( فانتازيا ) في عملك ؟ ليس شرطاً أن تحاكي واقع مجتمعك، بل إنه لا بد من التجديد في الأفكار، ومع ذلك فمحور مسلسل ( زوارة الخميس ) توجد منه نماذج في الخليج وفي كل دولة في العالم، وحتى لو لم يكن موجوداً لماذا نجحف حق الكاتبة بابتكار هذه الفكرة وصياغتها درامياً، أنا لا أجد أي حرج من ذلك، والكاتب دائماً يبحث عن التجديد وعن خلق فانتازيا في عمله، بل إن هذا ما يميز الكاتب الجيد عن غيره .
* تحليلي المتواضع :
أرى بأن قلم الكاتب لا يتحرك إلا من خلال تأثره بمجتمعه، أو بسماعه مثل هذه القصص، فمثلاً : مرض خالد أمين في مسلسل زوارة الخميس كان لدى ابن خال أو ابن أخت - لا أتذكر - هبة حمادة، فكتبت هذا الدور كواقع، وكذلك وداد الكواري عندما كتبت نصَّا ( حكم البشر ) و( قلوب للإيجار ) كانت تحاكي الواقع - وإن احتوى على مبالغات لضرورات درامية -، وكذلك أتذكر تصريح لعبدالعزيز الحشاش بأنه يستوحي أفكاره من كلام المقاهي، وكم يُقال بأن الفن رسالة، ومن مقتضيات الرسالة هي طرح المشاكل مع محاولة إيجاد حلول لها، وأجلى مثال لهذا هو المسلسل الخالد ( إلى أبي وأمي مع التحية )
* الخاتمة :
مهما كان المسلسل واقعياً أو من وحي الخيال، فهذا ليس مقياساً للتقييم بقدر ما يهم هو النص المحبوك وأداء الممثلين والإخراج، مهما بلغ النص من إيجابية أو سلبية فإن مجرد أن يجعلنا نتفاعل معه بحزن أو فرح يعتبر نجاح له
والآن ... أتمنى أن تشرفوا موضوعي بردودكم ومساهماتكم التي أتلهف لنا
في أمان الله
|