رحلة مرعبة في جبال تــــورا بــــورا ...!!!
تورا بورا ( 2011 )
في منتصف التسعينات بدء المخرج وليد العوضي مشواره السينمائي ببعض الافلام المهمة , وقبل عشر سنوات من اليوم - اي في عام 2001 - قدم واحد من اجمل افلامه بمشاركة بطلي فيلمنا اليوم سعد الفرج وخالد امين , وهو فيلم ( سدرة ) القصير الذي وثق فيه احداث الغزو العراقي الغاشم باختياره لقصة رجل كويتي كبير بالسن ( جسد دوره سعد الفرج ) ظل ليحمي حفيذته , وعن العلاقة والمواجهة التي كانت بينه وبين الجندي العراقي ( جسد دوره خالد أمين ) , وعنه ترشح العوضي كأفضل مخرج في مهرجان الافلام القصيرة في ايطاليا , واليوم يقدم لنا تحفة صاغها بمنتهى الجمال والاتقان والقوة الاخراجية اللامتناهية , بمشاركة كبار الفنانين وافضلهم .. في قصة تتشبع بالواقعية والعمق والتأثير بطابع هوليوودي حركي متقلب , وهي تجربة كفيلة لأن تتجاوز كل ما قدم من اعمال خليجية سينمائية في آخر عشر سنوات أو اكثر .
يبدأ الفيلم عند احد مراكز تجمع جماعة طالبان المتشددة في تورا بورا , وعندها نشاهد شاب يدعى احمد ( عبدالله الطراروة ) يقوم بتسجيل مصور يعلن فيه عما سيقدمه من عملية يهدف من خلالها هو ورفاقه الى الاستشهاد وكذلك عبر عن اشتياقه لوالديه في هذا التسجيل , ننتقل بعدها الى باكستان حيث وصول والديه هناك ابو طارق وام طارق ( سعد الفرج واسمهان توفيق ) وسكنهم في احد الفنادق , وهنا تبدأ رحلة بحثهم عن ولدهم المفقود .. ولكنها رحلة مرعبة ومخيفة بين الجبال والكهوف والقرى يرون فيها العجب العجاب , ينتلقون اولا الى الحدود الباكستانية الافغانية حتى يصلون الى منطقة تورا بورا , ويلتقون مع عدة شخصيات تساعدهم وتوجههم وتنقذهم من اخطار واهوال الطريق ومن خطورة الجماعات الطالبانية , من ضمن هذه الشخصيات : نزيه ( عبدالله الزيد ) الرجل الافغاني الذي يُقتل ويضحي من اجلهم ويترك عائلته , وكذلك الطبيب ومساعدته الذين يشرفون على ابوطارق وام طارق لما تعرضوا له من متاعب صحية واصابات نتيجة التعذيب , وعلى الطرف الآخر يصل الى أراضي افغانستان طارق (خالد أمين ) الابن الاكبر في هذه العائلة ليبحث عن شقيقه ووالديه بمساعدة ثلاث رجال , وبين الحين والآخر تهجم الجماعات الطالبانيه على القرى والبيوت لتقتل كل من تراه امامها سواء كانوا نساء او اطفال او رجال او شيوخ , الامر الذي زعزع الاعتقاد الذي كان عند الشاب أحمد الذي اكتشف حقيقة هذه الجماعات الزائفة وان ما تقوم به بعيد كل البعد عن الجهاد والاستشهاد , ولانه عارضهم .. فعاقبوه ورفضوه وكفروه , وهنا نكون امام ثلاث اطراف تريد الوصول الى بعضها البعض , الاول هو بوطارق وام طارق ومن معهم , والثاني هو طارق والرجال الذين رافقوه , والثالث هو احمد الذي يريد الخروج مما هو فيه ,, فهل سيصلون الى بعض ؟ وكيف سيكون ذلك ؟ لن اطيل او احرق باقي تفاصيل واحداث الفيلم .
قصة بسيطة ومباشرة بعيدة كل البعد عن عن التعقيد او الغموض , كل شخصية يبدأ تعريفها للجمهور بشكل شبه مباشر منذ اول مشهد لها , شخصيات اساسية ليست بالكثيرة لكن الفيلم احتوى على عدد كبير جدا من الكومبارس قد يصلون الى المئة , والأهم ان الفيلم بقصته ورسالته تطرق الى موضوع غير مسبوق غير مستهلك غير عادي , فشخصية احمد هي نموذج معين لكثير من الشباب الذين انغسلت عقولهم وانعمت عيونهم وانضموا لجماعات تكفيرية متشددة تتستر خلف عباءة الدين كذبت على هؤلاء الشباب واستغلت حبهم ورغبتهم بالجهاد , وكيف عانى اهل هؤلاء الشباب نتيجة لما لحق بهم من أذى وخطر ورعب , ولخص بوطارق كل هذا الكلام في احد مشاهد الفيلم عندما صور مقطع قصير ومعبر في كاميرا احد المصورين العرب الذي جاء ليستكشف في تلك المنطقة , ومقنعة جدا كانت هي نهاية الفيلم حيث شهدت المواجهة الدامية بين الجماعة الطالبانية ومجموعة طارق ورفاته حتى يحررون شقيقه , اذ شهدت هذه المواجهة جثث وضحايا وقلتى من كلا الطرفين , كناية عن بقاء هذه الجماعة ومواصلة اعمالها التشددية وخطرها على الشباب , وعلى بقاء الطرف الآخر الذي يرفض كل ما تفعله هذه الجماعة .
عمل ممتاز من كل جوانبه , تألق المخرج وليد العوضي في اخراج هذه المغامرة , تصوير مثير ولوكيشنات مختارة بعناية وزوايا متعددة للمشهد الواحد وادارة ممتازة للمشاهد الحركية التي تحتوي على عدد كبير من الممثلين والكومبارس , اضاءة تصوير حركة توجيه للممثلين والمجاميع كل شيء كان ممتاز في ما قدمه وليد العوضي , والجميل انه مسك العصا من المنتصف في فيلمه .. فلم يجعله عنيفاً جدا او ناعماً جدا , وضخامة انتاجية ميزت الفيلم في اختيار مواقع التصوير واعداد الفنيين الكبيرة والمجاميع والاسلحة والديكورات والملابس و...الخ , اجواء العمل بمغامراته ولوكيشناته واسلوبه ذكرتني بشكل وبآخر ببعض روائع المخرج الكبير ستيفن سبيلبيرغ كـ "انديانا جونز" و"الحديقة الجوراسية" ,, ويبقى القول ان سنة ونصف من علميات التصوير والتوقف بدءت منذ شهر ابريل 2009 وانتهت في اكتوبر 2010 لم تذهب هكذا هباء وقدموا لنا عمل فني ممتاز يستحق الانتظار والاشادة ويمهد لسينما خليجية كبيرة بعدما قدم من تجارب متواضعة لا تسمن ولا تغني من جوع , وكما يقولون دائما "لا يوجد عمل كامل" , اذ استطيع تلخيص سلبيات الفيلم البسيطة في ضعف الحوار نوعا ما , وكذلك بدء الفيلم بدون مقدمات وتمهيد انقصت من قيمة الفيلم قليلا , واخيرا تغييب المخرج للترجمة المفترض تواجدها بالفيلم لما فيه من حوارات بين الشخصيات باللهجة الافغانية وغيرها .
تألق الممثلين في ادوارهم ووظف المخرج الفنان المناسب في الدور المناسب ..
سعد الفرج :
عملاق عاد الى مكانته المشهودة هذا العام , قمة الاداء قمة الصدق قمة الاحساس اكبر من ان يقيم على هذا الاداء , واحد اجمل ادواره منذ سنوات طويلة جدا
خالد أمين :
اسطورة فنية قادمة يتحفنا بأجمل الادوار والاداءات كل عام , حيث الفنان الذي يعطي كل موقف درامي حقه بالكامل
اسمهان توفيق :
فنانة قديرة جدا .. جسدت دورها بكل اتقان واقتدار
عبدالله الزيد :
مفاجأة الفيلم , معروف لدى الكثيرين بدوريه في "الداية" و"زوارة الخميس" , لكنه فجر ابداعه بهذا الدور حيث الرجل الافغاني الشهم , قدم اداء مؤثر جدا ومتقن لدوره وسحرني جدا كما سحر العملاق بوبدر في العرض الخاص للفيلم قبل العيد
عبدالله الطراروة :
اداء جميل واعطى الدور حقه رغم قلة مشاهده في الفيلم
الممثلين العرب الذين شاركوا في الفيلم :
اتقنوا ادوارهم وكانوا مقنعين واغلبهم وحوه جديدة , واختارهم المخرج بعناية للادوار التي جسدوها
ولهذه الاسباب ... هكذا يكون الابداع يا تورا بورا
وإلا فلا
.
.
.
__________________
حياة الفهد قالت :
غانم الصالح أيقونة نجاحي طوال 50 عاما
اما عبدالحسين عبدالرضا قال :
الكويت كلها حزنت على فراقه ,, هو الاخ والصديق والمؤسس
محمد المنصور :
لا أنسى ابداعه في علي جناح التبريزي
خالد العبيد :
غانم الصالح عندما يلبس الشخصية .. يعطيها حقها
محمد جابر :
صداقتي بغانم الصالح خمسين سنة وتسع أيام
عبدالرحمن العقل :
غانم الصالح هو عمري الفني كله
احمد جوهر :
غانم الصالح فارس وترجل عن جواده
محمد السنعوسي :
هل سيأتي من يملأ جزء من اداء غانم الصالح وادواره ؟
داود حسين :
كان يوقف التصوير من اجل الصلاة , و"زارع الشر" يشهد
عبداللطيف البناي :
راح الابو و العم و الفن و الفنان
عبدالعزيز الحداد :
غانم الصالح لا يصرخ .. الا امام الكاميرا وفوق الخشبة
زهرة الخرجي :
افضل ادوار حياتي كانت امام غانم الصالح
باسمة حمادة :
نافسته مرةً على الالتزام بالمواعيد , فسبقني
خالد أمين :
استلهمت أدائي لشخصية "خلف" من غانم الصالح
خالد البريكي :
غانم الصالح لو كان حيا لقال للجميع التزموا بصلاتكم
وبحر الحب يقول :
شخص مثل غانم الصالح لايأتي الا مرة بالحياة , لكنه لايُنسى أبداً